يصعب على كثيرين اختيار كاميرا المراقبة الخاصة بالمنزل أو العمل، خاصة في ظل انتشار عديد من كاميرات المراقبة الأمنية فبعضها يعمل بشكل لاسلكي، وأخرى تحتاج إلى توصيلات خاصة، وكاميرات تقوم بالبث المباشر، وغيرها يقوم بالتسجيل على وحدات تخزين خاصة، إلى جانب زاوية التصوير والحركة والرؤية الليلية، لهذا فإن عملية الاختيار تكون صعبة للغاية، لذلك فإن هناك عديدا من المعايير التي يجب أخذها في الحسبان عند اختيار كاميرا المراقبة المناسبة، تتركز في الاتصال بالإنترنت، ودقة التصوير وتقنيات التقريب، وما إذا كانت الكاميرا ثابتة أم قابلة للتحريك، والرؤية الليلية والتخزين المحلي أو السحابي. مع انتشار شبكات الإنترنت اللاسلكية بشكل كبير أصبح من النادر وجود منزل دون اتصال إنترنت لا سلكي، وبالتالي أصبحت معظم كاميرات المراقبة المتوافرة في السوق قادرة على الاتصال بالإنترنت من خلال تقنية Wi-Fi ويعني استخدام الكاميرا لهذه التقنية أن على المستخدم تثبيتها ضمن نطاق الشبكة، وفي حال كانت الأماكن المراد تغطيتها لا تقع ضمن نطاق التغطية، فيمكن استخدام الكاميرات التي تعمل عبر الشبكات الخلوية، وفي هذه الحالة يجب الأخذ في الحسبان التكلفة الإضافية لاتصال الإنترنت التي يمكن أن تزيد مع زيادة دقة الفيديو. وإلى جانب ذلك، تعد دقة تصوير الفيديو من أهم المعايير التي يجب الأخذ بها عند شراء الكاميرا إن لم تكن الأكثر أهمية على الإطلاق، فعند استعمال كاميرات مراقبة ذات دقة تصوير عالية سيكون بالإمكان التقاط صور أكثر وضوحا، لكن هذا الوضوح لا يأتي دون مقابل عند استخدام الكاميرات التي تقوم بالبث المباشر عبر الإنترنت، فكلما زادت دقة الفيديو ستزيد كمية البيانات المستخدمة لبث الفيديو، ما يترتب عليه بالتالي دفع مزيد من الأموال، أما عند استخدام الكاميرات التي تقوم بتسجيل الفيديو وتخزينه فإن استخدام كاميرات ذات دقة تصوير أعلى يعني أن المستخدم بحاجة إلى استعمال ذاكرة تخزين أكبر حجما، وبالنسبة إلى الكاميرات ذات البث المباشر بشكل خاص، هناك حاجة إلى توصيل الكاميرا إلى شبكة إنترنت عالية السرعة، إذ إن انخفاض سرعة الإنترنت يؤدي إلى انقطاع البث أو ظهور صور بشكل متقطع. لذلك فهناك بعض الكاميرات الخاصة التي تقوم بقياس سرعة الإنترنت وتعديل دقة الفيديو بما يتناسب مع هذه السرعة. ومن حيث المساحة التخزينية فتأتي معظم الكاميرات معتمدة على الذاكرة الخارجية أو توصيلها بوحدات تخزين خاصة كالأقراص الصلبة، أو استخدام التخزين السحابي، حيث تقوم كاميرات المراقبة برفع الفيديو بشكل فوري إلى وحدات التخزين السحابي من خلال الإنترنت، ما يضمن للمستخدم أمانا أكبر لمقاطع الفيديو. لكن في المقابل فإن هذه الكاميرات لها عيوبها، إذ إنها تتطلب اتصالا دائما بالإنترنت، وأيضا هناك مشكلة أخرى مرتبطة بالمساحة، فعلى الرغم من أن وسائط التخزين السحابي تمنح إمكانية الحصول على مساحة أكبر، إلا أنها ليست مجانية وتحتاج إلى اشتراكات شهرية أو سنوية. وبالعودة إلى الهدف الأساس من الكاميرا هو مراقبة منطقة معينة، لذا يفضل أغلب المستخدمين اقتناء كاميرا ذات زوايا تصوير واسعة، ويمكن أن تصل زاوية التصوير حتى 180 درجة في بعض الكاميرات، أما بشكل وسطي فإن زاوية التصوير تكون بحدود 107 درجات. ومع التقدم التكنولوجي الكبير لم تعد هناك حاجة إلى توصيل الكاميرات إلى شاشات خاصة أو حواسيب لمشاهدة الفيديو، حيث أصبح من الممكن استعمال تطبيقات خاصة بالكاميرا على الهواتف المحمولة، وتوفر هذه التطبيقات إمكانية التحكم بالكاميرا وتحريكها في بعض الحالات وتعديل دقة الفيديو وغيرها من الميزات. إلى جاب ذلك، هناك مزايا إضافية قد يحتاج إليها بعض المستخدمين مثل تقنية الرؤية الليلية التي تمكنهم من التصوير دون الحاجة إلى استعمال مصادر للضوء، أي أنها تكون قادرة على تصوير الفيديو في الظلام الدامس، وخاصية التركيز على مكان محدد، حيث تتيح بعض الكاميرات إمكانية تخصيص جزء معين من الغرفة مثلا كالباب والتركيز عليه وتجاهل المناطق المحيطة. وتراوح أسعار كاميرات المراقبة المنزلية في الأسواق بين 70 و300 دولار، حيث إن سعر الكاميرا يرتبط بشكل أساس بجودة الكاميرا والمواصفات التي تقدمها. ومن أبرز الشركات العاملة في هذا المجال هي EZVIZ التي توفر كاميرات C8C بتغطية الرؤية شاملة، التي تتميز بمساحة واسعة بفضل بعدها الذي يغطي زاوية 360 درجة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف تغطية معظم الكاميرات المنتشرة في السوق، وتوفر خاصية الرؤية الليلية بنوعين هما، رؤية مضيئة بالألوان ورؤية ليلية بالأشعة تحت الحمراء بعيدة المدى وخاصية اكتشاف الأشخاص المدعمة بالذكاء الاصطناعي، حيث يمكن التحكم بها بوساطة تطبيق الهاتف، مع تسجيل الفيديو بدقة Full HD و1080 بكسل، ويمكنها أن تسجل الصوت الواقعي بفضل ميكروفون يمتلك خاصية إلغاء الضوضاء، تتيح ميزة ضغط الفيديو H.265 وبث الفيديو بجودة عالية باستخدام نصف معدل عرض النطاق الترددي، ويوفر ذلك للمستخدمين بثا سلسا للفيديو حتى عندما يكون اتصال الإنترنت بطيئا وستحتاج التسجيلات إلى مساحة أقل للتخزين، إلى جانب الخيارات المتعددة التي تضم تخزين مقاطع الفيديو على بطاقات microSD التي يتم إدخالها مباشرة في الكاميرا، أو الاشتراك بخدمتها السحابية لحفظ الفيديوهات التلقائي ومساحة التخزين غير المحدودة على السحابة، كما تتحمل الكاميرا العوامل الجوية، ويصل مدى رؤيتها الليلية إلى 30 مترا ويتحول تلقائيا إلى الرؤية الملونة إذا اقترب الشخص الذي اكتشفته الكاميرا.
مشاركة :