فاز "غداً نلتقي" بجائزة أفضل مسلسل درامي سوري إلى جانب مسلسليّ: "باب الحارة7" و"العراب .. نادي الشرق" في استفتاء "سيدتي" و"سيدتي نت" لرمضان 2015 الأوسع عربياً. وحقق المسلسل أعلى نسبة مشاهدة عربية رغم قصته الإنسانية المغرقة بالواقعية الموجعة التي أبرزت مآسي اللاجئين السوريين في لبنان بدون رتوش أو تزييف. وأثارت القصة المحبوكة بواقعية شديدة تعاطف ملايين المشاهدين مع البطلة وردة (كاريس بشار) التي تعيش في غرفة بائسة في مجمّع سكني متواضع يقيم فيه العشرات من النازحين والنازحات بظروف معيشية صعبة يقاومون الموت حزناً وجوعاً وبؤساً وشوقاً للحياة الكريمة،وتتعرف على شقيقين،أحدهما متزوج لكنها تحبه فتتنازل له في لحظة حب وضعف عن عذريتها ثم يطلب منها أن تنسى كل ما بينهما فقد كانت لحظة عابرة لكنها لا تحقد عليه. وعندما يفترسه المرض تعمل ليلاً نهاراً لتؤمّن له العلاج مع شقيقه. فيعترف لها قبل وفاته بوقت قصير أنها جميلة وطيبة جداً من الداخل، فيؤثر الإنتحار حتى لا يدمر حياتها وحياة شقيقه وهما يعيشان لأجله على حساب أحلامهما وحياتهما الخاصة. وتنجح وردة عبر قوارب الموت بالهجرة إلى أوروبا وتعلم لغتها وبدء حياة جديدة من الصفر، لأنها رغم ما عانته من حرب ونزوح وألم وخسران مازالت تؤمن بوجود أمل، لأنها امرأة طبيعية مثل الحياة قادرة على الصمود ببراءتها وبساطتها وعفويتها النادرة في نساء هذا العصر. وتخلل إلى جانب قصة وردة العديد من مآسي وقصص جيرانها وجاراتها التي فيها حكايا موجعة هي مزيج من الواقع والخيال معاً. وسر نجاح "غداً نلتقي" الذي فاز بمحبة وتقدير ملايين المشاهدين أنه كتب بإحساس فائق الصدق،ولم يفرغ أو يسطح مضمونه بكليشيهات وشعارات سياسية جوفاء لا لون لها ولا هوية في زمن الفوضى العسكرية والسياسية التي تعيشها عدد من الدول العربية. وأخرج العمل برؤية إخراجية فيها الكثير من الإجتهاد والإبتكار البصري في الصورة لنقل أحاسيس وأجواء الحياة التي يعيشها النازحين بشفافية خالية من المبالغة. "غداً نلتقي" من تأليف: إياد أبو الشامات- رامي حنا،بطولة: كاريس بشار،عبد المنعم العمايري،مكسيم خليل،ناظلي الرواس،عبد الهادي الصباغ وضحى الدبس. وإخراج: رامي حنا.
مشاركة :