بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة والأخوات يسعدني أن نلتقي في هذا اليوم ، ويطيب لي بداية أن أشيد بدوركم الإنساني الهام ، مؤكدا إننا نضع يدنا بيدكم في المحافظة على القيم والمباديء الإنسانية السامية ، والتي كانت حاضرة ، بقوة وجلاء ، في الكلمة السامية التي تفضل بها ، سيدي ، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ، في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب . وإذ أثمن ، عاليا ، المضامين الملكية السامية ، كونها تمثل خارطة طريق للعمل الوطني ، وتعكس قرب جلالته من شعبه في مختلف المواقع والمناسبات ، فإنني أشيد بتوجيهات مليكنا المفدى بالبدء في وضع الآليات التنفيذية والبنى التحتية اللازمة لتبني برنامج مراكز الإصلاح والسجون المفتوحة ، ووفق ضوابط محددة ، مؤكدا أن هذه التوجيهات ، نابعة من الحرص القيادي الأبوي لجلالته على حماية النسيج المجتمعي ورعاية الجميع ، بمن فيهم من أخطأوا وحادوا عن جادة الصواب ، من أجل العمل على تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع ، وذلك امتدادا لما تحقق من نجاحات في برنامج العقوبات البديلة كمشروع وطني وحضاري وإنساني ، يستهدف تطوير منظومة العدالة الجنائية ومواصلة الجهود الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان. الإخوة والأخوات لا يخفى عليكم بأن ملف حقوق الإنسان ، يمثل قصة نجاح وطنية في مملكة البحرين. تضافرت في رسمها المؤسسات والجهات الرسمية والأهلية ، والتي استقت السند والدعم من رؤى ، حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى ، التي جسدها ميثاق العمل الوطني ، والذي جاء ضامنًا لحقوقنا جميعًا، ومعززًا لمفهوم سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان على أسس من الحرية والتسامح والتعايش المجتمعي واحترام الآخر ، بما يؤكد أن حقوق الإنسان في البحرين ، إرث حضاري وجزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع البحريني. ولكن ، بالرغم من واقعنا الإنساني المشرّف الذي تجسده الحقائق الواضحة ، إلا أن هناك ضجيجا إعلاميا وافتراءات إعلامية ، تحاول النيل من إنجازاتنا الإنسانية الوطنية ، وتدعو في مضمونها إلى التفرقة والاصطفاف الطائفي وإلى غرس الألم الوطني .. إنه ، ولا شك ، إعلام تحريضي ، يشجع على نشر الفوضى . والسؤال الذي يطرح نفسه : من يخدم هذا النهج الإعلامي المضاد ؟ هل هو خدمة للأعداء والمتربصين؟ إنه وبدون شك لا يخدم مصلحة وتماسك شعوب المنطقة. وليكن معلوما لهذه المنصات والقنوات الإعلامية ، ومن يختبيء خلف أخبارها المسيئة ، بأن الفوضى لن تعود ، ولن نسمح لها بأن تعود ، وإنها اليوم مرفوضة بحرينيا . إن شعب البحرين ، ولله الحمد ، متماسك ، ولن يلتفت إلى مثل هذه الأخبار والأصوات. وقد تعلمنا من تاريخنا ومن تجاربنا ، كيف نتعامل مع الأزمات ونخرج منها بحال أفضل ، بعون الله . وإن أمورنا الداخلية ، نحن أدرى بإدارتها ورعايتها. وعلى كل حال ، فإننا جميعا ، نعمل بعزم وإرادة وإيمان صادق ، ضمن مساحات قائمة على المحبة والاهتمام والرعاية الملكية لشعب البحرين الراسخة في وجدان ، سيدي ، حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى . وإن خير من ينفذ رؤى جلالته وتطلعاته المستقبلية السامية ، وبشهادة القاصي والداني ، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، ولي العهد الأمين ، رئيس مجلس الوزراء الموقر . ويبقى العزم والإخلاص الوطني لشعب البحرين الأبيّ ، العلامة الفاصلة ، في تخطي الأزمات وتجاوزها. الإخوة والأخوات إن الأمن الخليجي ، اليوم ، في ظل ما يشهده الإقليم والعالم من تقلبات وتغيرات متسارعة ، يتطلب منا تسخير طاقاتنا من أجل جمع الكلمة وتعزيز الهوية ، حماية لأهلنا ولمكتسباتنا الحيوية. ويمثل إعلامنا الوطني واجهتنا على العالم ، من خلال وجود استراتيجية إعلامية موحدة وأهدافها جامعة. وختاما ، وفي ظل هذا الوضع ، فإنني أؤكد أن تلك المغالطات الإعلامية طوال هذه السنين ، لم تغير الروابط العائلية الحميمة بين المواطنين والعائلات المشتركة في دولنا. لأنهم أكبر من هذه الأخبار والسحب الإعلامية المسيئة . أسأل الله أن يوفقنا في حماية هويتنا الإنسانية الوطنية السمحة ، في ظل قيادة راعي هذه المسيرة الخيّرة المباركة ، سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البلاد المفدى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشاركة :