بعد أن أصبحت أول منتخب يبلغ نهائيات مونديال قطر 2022 لكرة القدم عبر التصفيات، هل يمكن اعتبار ألمانيا من بين المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب العالمي؟ وما هي نقاط قوته ونقاط ضعفه؟ نجح المانشافت في التواجد في العرس العالمي للمرة الثامنة عشرة تواليا بعد ثلاث سنوات عجاف، بدأ الألمان، أبطال العالم أربع مرات، يتوسمون خيرا بالتشكيلة الحالية، لكن المدرب الجديد هانزي فليك يعتبر بأن "الطريق ما زال طويلا". لطالما اعتمد المنتخب الألماني على القوة الذهنية. وبعد أن قام فليك بتجديد دماء الفريق بنسبة كبيرة بعد استلامه منصبه خلفا ليواخيم لوف اثر نهائيات كأس أوروبا خلال العام الحالي، يعتمد اللاعبون على ماض مجيد للمانشافت الذي يتمتع بمستوى مستقر منذ حوالي 70 عاما في النهائيات العالمية. لكن التشكيلة الحالية كانت في حاجة إلى جرعة من الثقة بعد كابوس النسخة الأخيرة في روسيا عام 2018 والخروج من الدور الأول. ومع انتزاع بطاقة التأهل بالفوز على مقدونيا الشمالية 4-صفر الاثنين (11 تشرين الأول/أكتوبر 2021)، نجح المانشافت في التواجد في العرس العالمي للمرة الثامنة عشرة تواليا. ومنذ عام 1954، بلغت ألمانيا الغربية ثم الموحدة الدور نصف النهائي للمونديال 12 مرة، والنهائي 8 مرات وتوجت باللقب 4 مرات وهو سجل لا تضاهي فيها حتى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية (5 مرات). ويؤكد حارس مرمى المانشافت وقائدها مانويل نوير أن أي منتخب ألماني يشارك في بطولة ما يكون من أجل الظفر بها ويقول في هذا الصدد: "نريد العودة الى القمة ويتعين علينا الاستعداد للمنافسة على اللقب. التتويج أبطال لكأس العالم يجب أن يكون هدفا منطقيا". المدرب هو البطل الفعلي؟ ومنذ أن استلم فيلك تدريب ألمانيا، حقق المنتخب خمسة انتصارات في خمس مباريات وسجل 18 هدفا ودخل مرماه 3 أهداف فقط. صحيح أن المباريات الخمس كانت أمام منتخبات من الصف الثاني أمثال ليشتنشتاين ومقدونيا الشمالية وإيسلندا، لكن النقطة الأبرز في التشكيلة الألمانية، أن فليك منح الفرصة لبعض اللاعبين الشبان لفرض أنفسهم أمثال جمال موسيالا وكريم أدييمي. ويقول فليك الذي قاد بايرن ميونيخ الى سداسية تاريخية الموسم قبل الماضي: "المنتخب يتطور، لقد رأينا بأي عقلية ندخل الى أرضية الملعب في المباريات الأخيرة". وأضاف "لا نملك الوقت الكافي للتدريب وتطوير الأمور بشكل أفضل، لكن الذهنية موجودة". وأشاد قائد منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم عام 1990، لوتار ماتيوس بالعمل الذي يقوم به فليك بقوله لأحدى شبكات التلفزة المحلية حيث يعمل معلقا "أعتقد بأن هانزي قام بوضع الأمور في نصابها كما فعل في بايرن ميونيخ قبل سنتين. عملية التأقلم تسير بشكل جيد والنوعية موجودة". بيد أن ألمانيا تريد الصعود من الحضيض بأسرع فترة ممكنة بعد كابوس مونديال روسيا. ففي تلك النسخة، أراد المدرب السابق الاعتماد على نواة المنتخب المتوج بطلا للمونديال قبل 4 سنوات في البرازيل، لكنه فشل فشلا ذريعا على الرغم من أن منتخبات مجموعته كانت في متناوله، فخسر أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وحقق فوزا في غاية الصعوبة وغير مجد على السويد 2-1 لينهي الدور الأول في المركز الأخير. ثم شارك في دوري الأمم الأوروبية وحل ثالثا في مجموعته وراء البرتغال وفرنسا، تبع ذلك خسارة تاريخية أمام إسبانيا بسداسية نظيفة، ثم أخرى مذلة أمام مقدونيا الشمالية 1-2 في عقر دار ألمانيا. حظوظ ومشاكل وعن حظوظ منتخب بلاده في المنافسة على اللقب العام المقبل في قطر يقول فليك "إذا نظرنا إلى نوعية اللاعبين الموجودين حاليا، نستطيع القول بأننا قادرون على منافسة منتخبات إيطاليا، إسبانيا، فرنسا وبلجيكا، لكن ثمة نواح يجب تحسينها. ما زال الطريق طويلا أمامنا للعودة إلى أعلى مستوى على الصعيد العالمي، لكن ما أدركه تماما أنه بفضل الذهنية الموجودة يمكننا أن نفعل أشياء كثيرة". أما ابرز المشاكل التي تواجه المنتخب الحالي، فهو إيجاد رأس حربة صريح على الرغم من أن فليك يجدد الثقة دائما بمهاجم تشلسي الإنكليزي تيمو فيرنر الذي سجل 5 أهداف في آخر خمس مباريات على الرغم من الصعوبات التي يواجهها في فريقه اللندني هذا الموسم حيث خسر مركزه الأساسي لصالح البلجيكي روميلو لوكاكو. كما أن الدفاع لا يعطي الضمانات اللازمة دائما لا سيما على الأطراف حيث فشل أي ظهير في فرض نفسه حتى الآن. خ.س/ع.ج.م (أ ف ب)
مشاركة :