شنّ طيران التحالف، أمس، غارات كثيفة على مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع صالح، قرب القصر الرئاسي في صنعاء وأيضاً في تعز، وكذلك معسكر الدفاع الجوي في الحديدة، وفيما شنت المقاومة الشعبية اليمنية هجوماً على عربة عسكرية للمتمردين في محافظة إب، تعرض عدد من القرى بمديرية الحزم بالمحافظة، لقصف صاروخي حوثي، حيث نصب المتمردون منصات إطلاق كاتيوشا ومدفعية بجبل الظهرة المطل على عشرات القرى التابعة لمديرية الحزم. وفي التفاصيل، قال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية، إن طيران التحالف شن خمس غارات جوية على مخازن السلاح ومعسكر جبل النهدين، جنوبي صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن انفجارات عنيفة دوت في تلك المناطق، وشن طيران التحالف غارات على تجمعات للمتمردين في معسكر النهدين، المطل على القصر الرئاسي جنوبي العاصمة. وفي تعز، جنوب العاصمة اليمنية، شنّ طيران التحالف غارات جوية استهدفت مواقع يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح في منطقة الحرير، شرقي المدينة، وأسفرت عن تدمير مركبة عسكرية، إضافة إلى قصف ميناء المخا، غربي تعز. وفي تعز، شنّ طيران التحالف غارات على منطقة الحرير في شرق محافظة تعز، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين المقاومة والمتمردين في محيط مقر قوات الأمن الخاصة ومنطقة الأربعين. وأسفرت الاشتباكات، أول من أمس، عن مقتل 15 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح، وإصابة 11 آخرين، جراء المواجهات وغارات التحالف في منطقة الوازعية بتعز. وفي هجوم آخر، قتل أربعة من ميليشيات الحوثي وصالح، وتم أسر آخر في كمين لقوات المقاومة الشعبية في منطقة الزيدية غربي تعز. وأوضحت المصادر أن طيران التحالف استهدف مواقع الانقلابين في منطقة الجحملية شرق المدينة، تبة السلال والستين شمال المدينة، كما اندلعت مواجهات في منطقة وادي الدحي غرب تعز. كذلك نصبت المقاومة الشعبية كميناً لعربة عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية الوازعية في تعز، ما أسفر عن مقتل أربعة من الحوثيين، وأسر قائد العربة. وشارك طيارون يمنيون، للمرة الأولى، في تنفيذ الطلعات الجوية التي استهدفت تجمعات ومواقع الحوثيين في تعز ومأرب وصنعاء، انطلاقاً من قاعدة العند الجوية. وتعتبر قاعدة العند الجوية أكبر قاعدة في اليمن، وتمت استعادتها من أيدي الحوثيين وصالح في أغسطس الماضي. وتأتي تلك الغارات في الوقت الذي تتجه فيه المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بدعم من قوات التحالف العربي، لتحرير تعز من سيطرة الحوثيين. وشنّت المقاومة الشعبية، أمس، هجوماً استهدف عربة عسكرية تابعة للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع صالح في محافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، وهجوماً ثانياً استهدف عربة عسكرية أخرى تابعة للتمردين في مديرية المخادر، التابعة لمحافظة إب. وأشارت المصادر إلى أن الهجومين أسفر عن تدمير العربتين العسكريتين بشكل كامل، وسقوط جميع المسلحين الذين كانوا على متنهما بين قتيل وجريح. وتشن المقاومة الشعبية في محافظة إب هجمات تستهدف مواقع وتجمعات للحوثيين وقوات صالح، كان آخرها القصف المدفعي الذي استهدفهم في نقيل الخشبة، الأربعاء الماضي، وخلّف عدد من القتلى والجرحى. وتدور اشتباكات عنيفة في كل من محافظة الجوف وإب والحديدة وتعز في اليمن، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي. وأفاد شهود عيان بأن المقاومة الشعبية قصفت مواقع الميليشيات، وبدأت التقدم في محاور عدة من تمركزها بمساندة غارات التحالف التي أوقعت أضراراً مادية وبشرية في صفوف الميليشيات. كما قصف طيران التحالف معسكر الدفاع الجوي بالقرب من ميناء الصليف، ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات في محافظة الحديدة غرب اليمن. في المقابل، وفي أحدث تطور للمواجهات بمديرية الحزم بمحافظة إب، تعرض عدد من قرى المديرية لقصف صاروخي حوثي، حيث نصب المتمردون الحوثيون منصات إطلاق كاتيوشا، ومدفعية، بجبل الظهرة المطل على عشرات القرى التابعة لمديرية الحزم، وسط أنباء عن ضحايا. من جهتها، كشفت مجلة جينز ديفنس ويكلي، العسكرية الأميركية المتخصصة، أن التحالف العربي تمكن من تدمير معظم المقدرات العسكرية للانقلابيين، وأن مقاتلاته تعمل بشكل دقيق على حرمان الحوثيين معظم الأسلحة التي استولوا عليها. كما ذكرت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية والحربية أن مقاتلات التحالف تمكنت من تحقيق الهدف الرئيس من الغارات التي تشنها على مواقع أسلحة المتمردين، المتمثل في حرمانهم الصواريخ الباليستية، حيث وجهت أوائل الأسبوع الماضي، ضربة نوعية دمرت خلالها أكبر مخزن لصواريخ سكود أرض ــ أرض طويلة المدى، في معسكر السوادية، جنوب شرقي العاصمة صنعاء. من جهته، أبدى وسيط الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تفاؤلاً، أول من أمس، حيال فرصة جمع الأطراف المتنازعة في اليمن قبل 15 نوفمبر أو نحوها، ربما في جنيف، مشيداً بـمرونتهم، والتزام الرياض الصادق في عدم التصعيد. وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، أن فريقه بصدد التواصل مع الأطراف اليمنية حول آليات المحادثات المقررة الشهر المقبل. وأضاف ولد الشيخ أنا متفائل جداً، حول حقيقة أن جولة المفاوضات ستجري بين 10 و15 نوفمبر. وتابع: نحن موافقون بنسبة 90% على جنيف، مع إمكانية عقد المفاوضات في مسقط، عاصمة سلطنة عمان. وأجاب الوسيط الأممي رداً على سؤال حول تصريحات للقادة السعوديين، مفادها أن المرحلة العسكرية للنزاع شارفت على الانتهاء، إنني على اقتناع بأنهم صادقون. وقال لدي ضمانات اليوم.. خلال زيارتي الأخيرة إلى الرياض، أتيحت لي الفرصة للقاء ولي العهد ووزراء الدفاع والخارجية، وشعرت حقاً بالتزام واضح لدعم حل، بالطبع في إطار القرار 2216، الذي يدعو، المتمردين إلى الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها منذ العام الماضي.
مشاركة :