يعتبر شارع الشانزلزيه في باريس من أجمل وأرقى الشوارع في العالم، حيث يوجد فيه عدد كبير من المحال التجارية ودور السينما وقاعات الموسيقى، إضافة إلى عدد كبير من المقاهي والمطاعم الفخمة التي تنتشر على طول أرصفة الشارع مثل مطعم بيزا بينو الشهير، ويقع بالقرب من الشارع عدد من الحدائق العامة التي تتميز بأشجارها الكثيفة وإطلالاتها الرائعة مثل حدائق بولونيا الشهيرة وحديقة دو تشامب دو مارس. يعتبر الشانزلزيه من أكثر أماكن العالم ازدحاماً بالسياح الذين يأتون من كل مكان، ويجتمعوا في هذا الشارع العريض ليستمتعوا بمشاهدة المعالم التاريخية العريقة التي تعود إلى زمن الإمبراطورية الفرنسية وبعد ذلك يذهب الزوار بجولة للتسوق في المحال المرصوفة بأناقة على طول الشارع لشراء كل ما يلزمهم من أرقى الماركات العالمية. ومن أبرز المعالم الموجودة في شارع الشانزلزيه: قوس النصر يقع قوس النصر في نهاية شارع الشانزلزيه في ميدان شارل ديغول. تم العمل على بناء هذا القوس في بداية القرن التاسع بأمر من نابليون بونابرت الذي أراد من القوس أن يصبح رمزاً لانتصارات الإمبراطورية التي كانت في أوج قوتها، إلا أن الانتهاء من بنائه لم يحدث حتى عام 1836. صمم هذا القوس المهندس شالغران ويبلغ ارتفاعه نحو 49.50 متر. وقد تم نقش أسماء 660 قائداً فرنسياً على جدرانه الداخلية، إضافة إلى نحو 96 انتصاراً للجيوش الفرنسية. وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى أقام الفرنسيون ضريحاً للجندي المجهول أسفل القوس تخليداً لذكراه. ويحضى هذا الصرح البديع باهتمام الكثير من السياح الذين يزورون فرنسا نظراً لجماله وعراقته. قصر الإليزيه يقع قصر الإليزيه بالقرب من شارع الشانزلزيه وهو المقر الرسمي للرئيس الفرنسي ويضم مكتب رئيس الدولة ومكان اجتماع الوزراء. يعود تاريخ بناء القصر إلى القرن الثامن عشر وتم إجراء بعض التعديلات عليه في القرون التالية إلا أنه حافظ على تصميمه الكلاسيكي. بدأ بناء القصر عام 1718 عندما اشترى الكونت هنري لويس قطعة الأرض وأراد بناء قصر ليسكن فيه واستمر البناء حتى عام1722. وبعد وفاة الكونت تناوب على شراء القصر عدد من الأشخاص واستمرت التعديلات عليه وتم بناء كنيسة إلى جواره هي كنيسة مادلين. في عام 1812 أصبح نابليون هو مالك القصر وتغير اسمه إلى الإليزيه النابليوني ومنذ ذلك الحين أصبح القصر مرتبطاً بشكل كامل بتاريخ فرنسا، وشهد فترات ازدهار الإمبراطورية التي باتت تحكم أجزاء كبيرة من العالم واستمر القصر إلى اللحظات الأخيرة من عمر تلك الامبراطورية حيث وقع نابليون فيه على تنازله عن العرش وتحديداً في غرفة البودوار الفضية. ونظراً لأهميته الكبيرة فقد تم اتخاذه في عصر فرنسا الجديدة ليكون المقر الرسمي لرؤساء فرنسا الذين توالوا على الحكم. ويقصد السياح الذين يأتون إلى فرنسا هذا القصر بشكل خاص لرؤية الآثار والممتلكات التي تعود إلى قادة فرنسا والتي لا تزال موجودة هناك. وقد تم نقل عدد من تلك الممتلكات إلى متحف اللوفر القريب.
مشاركة :