نزهة الألباب في معرض الكتاب

  • 10/13/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توافد كبير لزيارة معرض الكتاب بعد طول غياب.. تشعر بلهفة الزوار لملامسة الكتب، والتحديق في العناوين، وتقليب الصفحات.. دور نشر منتشرة منتثرة مغتصة بمختلف العناوين في ظل سماح ثقافي واسع لدور النشر بتوزيع وبيع غير محدود.. ومشاهد طبيعية في تظاهرة ثقافية عالية المنسوب والذائقة.. الرواد يتابعون كل اصدار جديد، وطبعات جديدة لقديم. من لقاءات ومواجهات مع الرواد تدرك أن الكثير ليس لديه خيار معين في مجال، ولا يملك هدفا محددا في انتقاء عنوان.. الكثير يأتي لأن معرض الكتاب فعالية اجتماعية ترفيهية ثقافية ذاتية تشبع فيها رغبات التجوال والزيارة البسيطة والاقتناء والقراءة.. وقد لا تسد بعض الحاجات لأن بعض حامليها لا يعرفونها أساسا. صادفته محمّلا بمجموعة كتب منها سبق أن اشتراها ولم يقرأها، وآخر اختار عناوينه بتوصية من زائر، والثالث خلط كتبا من كل فن، وغيره خطف كتابا لا يرغبه سوى أنه حظي بتوقيع مؤلفه ولكن شغف الاكتناز القهري للكتب يطغى على الكثير. تتسابق الخطوات بين الدور لتجد عناوين مغسولة بالغرابات، ومنغمسة في الغربات مؤكد الكل تلقفها عبر وسائل التواصل ولا جدوى من ذكرها وإعلانها هنا.. تتساءل: هل تأليف كتاب يعتبر فكرة ناضجة، أم هوسا عابرا أم رغبة ليل، أو تقليدا طاغيا، أو انتصارا للذات أم ماذا؟ تحولت اهتمامات البعض من أمهات الكتب وأخواتها إلى مواليد الكتب في هذا الزمن الذي يشهد متغيرات متسارعة، ومستجدات متلاحقة تشكّل سلوك ذهني محير اتجاه انتقاء الكتب وتأليفها، وتشهد اختلال في النوايا وتوليفها. نعود للقول: بعض ممن اختار عنوانا اعتقد انه مثيرا جامحا جاذبا لإصداره قد لا يكون له علاقة بالتأليف ولا الفكر فذلك رغبة في التواجد في مثل هذا المحفل حتى لو لم يرق اصداره لذائقة المتلقي. مؤكد أن تكون مؤلفا يتوجب كون لديك فكرة حقيقية نابعة من رؤية مستقرة في المعنى والمضمون.. أن تكون مؤلفا يفترض ان تملأ حياتك بالوعي والتجربة والخبرة والعلم.. أن تكون مؤلفا عليك أن تتجاوز المألوف في ضيق علمك إلى سعة الفهم.. ان تكون مؤلفا يجب عليك ان تضيف إلى عقول الناس وترقى بذائقتهم وتسلب اهتمامهم ومتابعتهم بمحتوى يزيد ولا ينقص وتحت مسؤولية عقلك ومقامك.. ان تكون مؤلفا عليك ان تحرص على انتاجك ورصيدك في القبول قبل جيبك وحساب الدار.. أن تكون مؤلفا ليكن اصدارك تغذية ذهنية وسمعية وبصرية مدهشة لكل خير وعلم. ويبقى القول: تحتار أحيانا لماذا تتنازل بعض دور النشر وتدنو من إصدار بليد يؤلفه هاوٍ.. مشهور.. ضوئي.. ليقوم على بناء ربحي تتراخى فيه قيم التأليف والمؤلف والنشر.. وعلى كل مهووس بالتأليف ان يعتدل في جلسة فكره ليقدم ما هو مسؤول وطبيعي.

مشاركة :