برلين - أ ف ب: بعد أن أصبحت أول منتخب يبلغ نهائيات مونديال قطر 2022 لكرة القدم عبر التصفيات، هل يمكن اعتبار ألمانيا من بين المنتخبات المرشحة لاحراز اللقب العالمي؟ بعد ثلاث سنوات عجاف، بدأ أبطال العالم أربع مرات يتوسمون خيرا بالتشكيلة الحالية، لكن المدرب الجديد هانزي فليك يعتبر أن «الطريق مازال طويلا». لطالما اعتمد المنتخب الالماني على القوة الذهنية. وبعد أن قام فليك بتجديد دماء الفريق بنسبة كبيرة بعد استلامه منصبه خلفا ليواكيم لوف اثر نهائيات كأس اوروبا خلال العام الحالي، يعتمد اللاعبون على ماض مجيد للمانشافت الذي يتمتع بمستوى مستقر منذ حوالي 70 عاما في النهائيات العالمية، لكن التشكيلة الحالية كانت في حاجة الى جرعة من الثقة بعد كابوس النسخة الاخيرة في روسيا عام 2018 والخروج من الدور الاول. سجل ذهبي ومع انتزاع بطاقة التأهل بالفوز على مقدونيا الشمالية 4-صفر الاثنين، نجح المانشافت في التواجد في العرس العالمي للمرة الثامنة عشرة تواليا. ومنذ عام 1954، بلغت ألمانيا الغربية ثم الموحدة الدور نصف النهائي للمونديال 12 مرة، والنهائي 8 مرات وتوجت باللقب 4 مرات وهو سجل لا تضاهيها فيه حتى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب العالمية (5 مرات). ويؤكد حارس مرمى المانشافت وقائدها مانويل نوير أن أي منتخب ألماني يشارك في بطولة ما يكون من أجل الظفر بها ويقول في هذا الصدد: «نريد العودة الى القمة ويتعين علينا الاستعداد للمنافسة على اللقب. التتويج أبطالا لكأس العالم يجب ان يكون هدفا منطقيا». ومنذ ان استلم فيلك تدريب ألمانيا، حقق المنتخب خمسة انتصارات في خمس مباريات وسجل 18 هدفا ودخل مرماه 3 اهداف فقط. صحيح أن المباريات الخمس كانت امام منتخبات من الصف الثاني امثال ليشتنشتاين ومقدونيا الشمالية وايسلندا، لكن النقطة الابرز في التشكيلة الالمانية أن فليك منح الفرصة لبعض اللاعبين الشبان لفرض أنفسهم أمثال جمال موسيالا وكريم أدييمي. ويقول فليك الذي قاد بايرن ميونيخ الى سداسية تاريخية الموسم قبل الماضي: «المنتخب يتطور، لقد رأينا بأي عقلية ندخل ارضية الملعب في المباريات الاخيرة». وأضاف: «لا نملك الوقت الكافي للتدريب وتطوير الامور بشكل أفضل، لكن الذهنية موجودة». تأثير فليك وأشاد قائد منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم عام 1990 لوتار ماتيوس بالعمل الذي يقوم به فليك بقوله لإحدى شبكات التلفزة المحلية حيث يعمل معلقا: «أعتقد أن هانزي قام بوضع الامور في نصابها كما فعل في بايرن ميونيخ قبل سنتين. عملية التأقلم تسير بشكل جيد والنوعية موجودة». بيد أن ألمانيا تريد الصعود من الحضيض بأسرع فترة ممكنة بعد كابوس مونديال روسيا. ففي تلك النسخة، أراد المدرب السابق الاعتماد على نواة المنتخب المتوج بطلا للمونديال قبل 4 سنوات في البرازيل، لكنه فشل فشلا ذريعا على الرغم من أن منتخبات مجموعته كانت في متناوله، فخسر أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وحقق فوزا في غاية الصعوبة وغير مجد على السويد 2-1 لينهي الدور الاول في المركز الاخير. ثم شارك في دوري الامم الاوروبية وحل ثالثا في مجموعته وراء البرتغال وفرنسا، تبع ذلك خسارة تاريخية أمام إسبانيا بسداسية نظيفة، ثم اخرى مذلة أمام مقدونيا الشمالية 1-2 في عقر دار المانيا. وعن حظوظ منتخب بلاده في المنافسة على اللقب العام المقبل في قطر يقول فليك: «إذا نظرنا الى نوعية اللاعبين الموجودين حاليا، نستطيع القول بأننا قادرون على منافسة منتخبات إيطاليا، إسبانيا، فرنسا وبلجيكا، لكن ثمة نواح يجب تحسينها. مازال الطريق طويلا أمامنا للعودة إلى أعلى مستوى على الصعيد العالمي، لكن ما أدركه تماما أنه بفضل الذهنية الموجودة يمكننا أن نفعل أشياء كثيرة». أما أبرز المشاكل التي تواجه المنتخب الحالي فهو إيجاد رأس حربة صريح على الرغم من ان فليك يجدد الثقة دائما بمهاجم تشلسي الإنجليزي تيمو فيرنر الذي سجل 5 أهداف في آخر خمس مباريات على الرغم من الصعوبات التي يواجهها في فريقه اللندني هذا الموسم حيث خسر مركزه الاساسي لصالح البلجيكي روميلو لوكاكو. كما أن الدفاع لا يعطي الضمانات اللازمة دائما ولا سيما على الاطراف حيث فشل أي ظهير في فرض نفسه حتى الان.
مشاركة :