حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء قمة القادة للإجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في إتفاقية التنوع البيولوجي (كوب 15)،الّذي يعقد في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، وذلك عبر رابط فيديو. رحب الرئيس الصيني بدايةً ترحيباً حاراً بالضيوف الذين حضروا الإجتماع، قائلاً: “نيابة عن الصين حكومة وشعباً وكذلك بإسمي، أود أن أرحب ترحيباً حاراً بجميع الضيوف الكرام”. فيما يتعلّق بالمجتمع الدولي وبالدول النامية، قال الرئيس الصيني إن هذه الدول بحاجة إلى المساعدة والدعم بشكل أكبر لإنجاز المهام المزدوجة المتمثلة في إنعاش الاقتصاد وحماية البيئة، وستأخذ الصين زمام المبادرة من خلال استثمار 1.5 مليار يوان (حوالي 233 مليون دولار أمريكي) لتأسيس صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي، وإن الصندوق سيستخدم لدعم البلدان النامية في حماية التنوع البيولوجي، وقال إن الصين تدعو وترحب بجميع الأطراف لتقديم مساهمات للصندوق. وإنه في هذا العصر المليء بالتحديات والآمال، تحتاج البلدان إلى التكاتف وإطلاق رحلة جديدة من التنمية عالية الجودة للبشرية، فحثّ على إتّخاذ القانون الدولي كأساس لدعم نظام حوكمة دولي عادل ومنصف، ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون وبناء التوافق وتجميع القوة لبناء مجتمع مشترك لجميع أشكال الحياة على الأرض، و على بذل جهود لجعل التحول الأخضر محركاً لجهود الناس تجاه تسهيل التنمية المستدامة العالمية، وأضاف إنه يجب تسريع هذا التعاون الدولي الأخضر، كما يجب تقاسم إنجازات التنمية الخضراء بين كافة الدول، كما دعا إلى المنفعة المتبادلة لكل من النمو الاقتصادي وحماية البيئة. كما قال الرئيس أيضاً إن تنمية الحضارة الإيكولوجية يجب أن تؤخذ كدليل لتنسيق العلاقة بين الإنسان والطبيعة، و شدد على ضرورة احترام هذه الطبيعة واتباع قوانينها وحمايتها ، وبناء وطن مشترك على الأرض يتسم بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. وبالتالي إن الأنشطة البشرية يجب أن تبقى ضمن الحدود التي يمكن أن تتحملها البيئة الإيكولوجية، و دعا إلى بذل جهود للتركيز على تحسين رفاهية الناس لتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعيتين. وكذلك فإن الأهداف الجديدة التي يحددها الإنسان من أجل حماية البيئة يجب أن تكون طموحة من ناحية وعملية ومتوازنة من ناحية أخرى، وبالتالي إن حماية التنوع البيولوجي تساعد في حماية الأرض، موطننا المشترك، وتساهم في التنمية المستدامة للبشرية. وفيما يتعلّق بالصين، قال الرئيس الصيني شي إن الصين ستواصل دفع التقدم الإيكولوجي، وأنّها ستعمل بثبات على فلسفة التنمية الجديدة التي تتميز بالتنمية المبتكرة والمنسقة والخضراء والمنفتحة للجميع، وبناء صين جميلة، وأضاف إن الصين أحرزت تقدما ملحوظا في بناء حضارة إيكولوجية، بما في ذلك حماية الحياة البرية، مستشهدا بمغامرة الأفيال المتجولة عبر مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين. وكذلك إن الصين بدأت بناء نظام لحدائق نباتية وطنية في أماكن مثل بكين وقوانغتشو، وإن الدفعة الأولى من الحدائق الوطنية في الصين، بمساحة محمية تبلغ 230 ألف كيلومتر مربع، تضم ما يقرب من 30 بالمائة من أنواع الحياة البرية الأرضية الرئيسية الموجودة في البلاد. كما قال إن الصين تتحرك بشكل أسرع لإنشاء نظام للمناطق المحمية، تكون الحدائق الوطنية دعامته الأساسية، وأضاف إنه بمرور الوقت، سيتم تضمين المناطق ذات الأهمية الكبرى للنظام الإيكولوجي الطبيعي، والتي تضم المناظر الطبيعية الأكثر تميزا والتراث الطبيعي الأكثر قيمة والمحميات الأكبر من حيث التنوع البيولوجي في نظام الحدائق الوطنية. أمّا بالنسبة لموضوع الطاقة المتجدّدة، فقال الرئيس الصيني إن الصين ستطور الطاقة المتجددة بنشاط، وستحرز تقدما أسرع في تخطيط وتطوير قواعد طاقة الرياح الكبيرة والطاقة الكهروضوئية في المناطق الرملية والمناطق الصخرية والصحاري، وذكر إن المرحلة الأولى للمشاريع الصينية الكبيرة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في المناطق الصحراوية بسعة مركبة تبلغ حوالي 100 مليون كيلوواط قد بدأت أعمال بناؤها مؤخرا، وبالتالي فإنّ ذلك يعتبر جزءا من جهود الصين لتحقيق تقدما أسرع في مجال تخطيط وتطوير قواعد كبيرة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في المناطق الرملية والصخرية والصحارى. وأضاف إنه سعيا لتحقيق أهدافها المتعلقة بالوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون وكذلك الحياد الكربوني، ستطلق الصين خططا تنفيذية للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مجالات وقطاعات رئيسية بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات الداعمة، وقال إن البلاد ستنفذ أيضا إطار سياسة “1+N” لذروة الكربون والحياد الكربوني. وكذلك ستواصل تعديل هيكلها الصناعي ومزيج الطاقة لديها وتطوير الطاقة المتجددة بقوة.
مشاركة :