ندوة حول "الداروينية" في منتدى الثلاثاء

  • 10/12/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء ندوة بعنوان "تأملات فلسفية في النظرية الداروينية الأولى"، شارك فيها عضو جمعية الفلسفة في السعودية "احمد المدلوح"، والكاتب في قضايا العلوم والإصلاح الديني الدكتور "محمد آل هويدي"، والمهتم بتاريخ وفلسفة العلوم "وليد الهاشم"، وأدارها الكاتب "حسين الجنبي". وتحدث أحمد المدلوح في ورقته حول الداروينية بالقول أنها تنتمي للمجالين العلمي والفلسفي، وأن ما يترتب عليها في الفلسفة هو بذات الأهمية والاثر الذي نجده في تطبيقاته العلمية، وهي رؤية مبنية على نظرية داروين للعالم، وهي محط خلاف وجدال عندما يتعلق الأمر بالمسائل الفلسفية كما طرحه كل من جيري فودور وماري مجلي. وأضاف أن كارل بوير استخدم النموذج الدارويني كأساس لنظريته الخاصة بالمعرفة وحاول استنباط فرضية علمية خاصة به مرتبطة بالطبيعة الثنائية للجينات بهدف تقوية الأسس النظرية التي يتكئ عليها الداروينيون الجدد، موضحا أن ماركس يعتبر الانتقاء الطبيعي هي الفكرة التأسيسية التي اعتمد عليها لشرح الصراع الطبقي. وأوضح قائلا أن الداروينية قدمت لغة جديدة للتعبير بوضوح عن المفاهيم المتعلقة بالطبيعة البشرية ومعالجة المشاكل بطرق جديدة فحدث هناك تحول في النمط الفكري، فكانت الداروينية مغيرة لقواعد اللعبة في مجال الميتافيزيقا لأنها تجاهلت فكرة الجوهر والعرض في تعريفها للأنواع وخصوصا الانسان. وعلق أيضا بالقول أن الداروينية ألغت محورية الانسان في التاريخ الطبيعي، فالإنسان بحسبها لم يخلق على صورة الاله وهو ليس عنصرا مميزا خارج التاريخ ولم يعد مغايرا للطبيعة، بل هو جزء منها، وتتجاوز الداروينية التطبيقات البيولوجية لأنها تصف عملية نشوء المعلومات من خلال الانتقاء والتنوع بالتبادل. وعقب الدكتور محمد آل هويدي على الورقة بالقول أن النظرية الداروينية لم تؤثر فقط على علوم الاحياء، بل حتى على الفلسفة والنظرة البشرية للأمور، وهي تبقى النظرية النموذج الأفضل لبداية الخلق وتطور الكائنات من حالات بدائية الى مركبات معقدة كتطور الدماع من غريزي بحت الى مفكر عاقل يراعي حقوق الاخرين وكرامة الضعفاء والمساكين. وتبعه وليد الهاشم بتأكيده على ضرورة التدقيق في علاقة العلم مع الفلسفة، حيث انفصل عنها منذ عصر نيوتن بتخلص العلم من الجوانب التكهنية وقصر نشاطه على الظواهر الطبيعية، والعلم تراكمي أما الفلسفة فهي أفقية تعيد طرح نفس الأسئلة وكلاهما يستفيد من الآخر مع الاحتفاظ بمساحة من التفريق بينهما. والجدير ذكره أن الكاتب يوسف الحسن وقع كتابه "طريق الحوار: نظرات من أجل العبور"، في الندوة.

مشاركة :