دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (الثلاثاء) إلى تمكين المزارعين الفلسطينيين من الوصول الآمن لحقول الزيتون الخاصة بهم في الضفة الغربية في الوقت المناسب وبشكل كاف خلال الموسم القطف. وقال بيان صادر عن اللجنة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن الدعوة تأتي وسط تحد ثلاثي يواجهه المزارعون وعائلات في الضفة الغربية تتمثل في القيود المفروضة على أصحاب الحقول التي تقع خلف الجدار الفاصل وقرب المستوطنات. وأضاف أن التحدي الثاني تزايد المضايقات والعنف من قبل المستوطنين والبؤر الاستيطانية تجاه المزارعين وممتلكاتهم والتي تزداد بشكل ملحوظ خلال موسم قطف الزيتون، بالإضافة إلى التحدي الثالث وهو الآثار المتزايدة لتغير المناخ. وحسب البيان فإن المستوطنين دمروا أكثر من 9.300 شجرة في الضفة الغربية من أغسطس 2020 حتى أغسطس الماضي. وأشار إلى أن الخطوة تزيد من تعقيد الوضع الصعب ويعمّق الأزمة إذ يتعين على المزارعين الذين تقع حقولهم خلف الجدار الفاصل أو قرب المستوطنات التقدم للحصول على تصاريح خاصة والتنسيق مسبقاً من أجل الوصول إلى أراضيهم. ونقل البيان عن إلس ديبوف رئيس بعثة اللجنة الدولية في القدس قولها إن اللجنة لاحظت على مدار السنوات "ارتفاعا موسميا في أعمال العنف" التي يرتكبها المستوطنون تجاه المزارعين وممتلكاتهم في الفترة التي تسبق موسم قطف الزيتون، وكذلك خلال موسم الحصاد في شهري أكتوبر ونوفمبر. وأضافت ديبوف أن المزارعين يتعرضون أيضا لأعمال "مضايقة وعنف تهدف إلى منع نجاح المحصول بالإضافة لإتلاف معدات الزراعة واقتلاع أشجار الزيتون وحرقها". وأعربت ديبوف عن قلقها البالغ تجاه تلك الممارسات، مشيرة إلى أن اللجنة ستواصل حوارها مع السلطات المسؤولة بشأنه ولغرض تحقيق موسم حصاد آمن وناجح. وأشار البيان إلى أن الطواقم الميدانية التابعة للجنة الدولية في جميع أنحاء الضفة الغربية تراقب عن كثب كلاً من القيود المفروضة على وصول المزارعين إلى أراضيهم و"بؤر العنف" التي تؤثر على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون. وتابع أن التغيرات المناخية وأنماط الطقس المتغيرة أدت إلى تفاقم الأزمة بالنسبة للمزارعين إذ شهد العام 2020 موسم قطف زيتون سيئ للغاية وانخفاضاً بنسبة 55 في المائة في محصول الزيتون. ويعزو ذلك إلى ظاهرة "المعاومة" أو "التناوب" بين الحمل الغزير والحمل الخفيف التي تعاني منها بعض أشجار الفاكهة، إلى جانب التوزيع غير المتكافئ لهطول الأمطار ودرجات الحرارة القصوى خلال دورة النمو. وأكد البيان دعم اللجنة الدولية المزارعين الفلسطينيين الذين تقع حقول الزيتون الخاصة بهم قرب الجدار الفاصل في الضفة الغربية أو قرب المستوطنات والبؤر الاستيطانية طوال موسم الحصاد وذلك من خلال مساعدتهم على الوصول إلى أراضيهم بأمان وفي الوقت المناسب. وأوضح اللجنة الدولية تبحث عن حلول تساعد في الحفاظ على دورة حياة آمنة لأشجار الزيتون في ظل غياب الزيارات المنتظمة للمزارعين إلى الأراضي، وذلك من خلال تزويدهم بمصائد بيئية لمكافحة ذباب الفاكهة. ويبدأ موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية في بداية شهر أكتوبر الجاري ويستمر لمدة 40 يوما، حيث يجني المزارعون محصولهم الذي يترقبونه على مدار عام كامل أملا في أن يكون موسم سنوي مميز لهم اقتصاديا. وتحتل شجرة الزيتون مكانة كبيرة لدى الفلسطينيين خاصة في موسم حصاده، ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.1 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف. ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عاما بعد عام في وقت يشهد زيادة في أعداد المستوطنين في الضفة الغربية.
مشاركة :