أعلنت مصر اليوم (الثلاثاء)، عودة الجماهير جزئيا إلى مدرجات كرة القدم بداية من مباريات الموسم الجديد لمسابقة الدوري الممتاز، التي ستنطلق في 25 أكتوبر الجاري. وقال رئيس رابطة الأندية المصرية أحمد دياب، في مؤتمر صحفي على هامش إجراء قرعة الموسم القادم لمسابقة الدوري الممتاز، إنه "لا توجد كرة قدم دون جمهور، وكلنا نحلم بعودة الجماهير للمدرجات، والرابطة توصلت إلى اتفاق مع وزارة الداخلية لبداية تجارب عودة الجمهور مع أول مباراة في الموسم الجديد بحد أدنى 2000 مشجع في كل مباراة، وسيتم تقسيمهم إلى 1000 مشجع لكل فريق". وتتغيب الجماهير بشكل أساسي عن مدرجات كرة القدم في مصر منذ أحداث العنف التي وقعت في فبراير 2012 أثناء مباراة لفريقي الأهلي والمصري والتي أودت بحياة 72 شخصا. إلا أنه كان يتم السماح للجماهير بحضور مباريات المنتخب الوطني والفرق المصرية المشاركة في البطولات الأفريقية. وأضاف دياب، أن الرابطة توصلت أيضا إلى اتفاق مع مجموعة قنوات "أون تايم سبورت"، وهي صاحبة الحق في بث مباريات الدوري، على إذاعة كافة مباريات المسابقة بتقنية "اتش دي" عالية الجودة، على أن يتم تصوير المباريات بـ 10 كاميرات كحد أدنى في كل مباراة. ومن المقرر أن تبدأ مباريات مسابقة الدوري الممتاز في 25 أكتوبر الحالي، بمشاركة 18 فريقا. وستشارك في المسابقة ثلاثة فرق جديدة هي فاركو والشرقية للدخان وفيوتشر أف سي، وجميعها فرق شركات صعدت للدوري الممتاز بعد هبوط فرق وادي دجلة والإنتاج الحربي وأسوان. وبصعود هذه الفرق ارتفع عدد الفرق التابعة للشركات في الدوري الممتاز على حساب الفرق الشعبية. وتحظى 7 فرق فقط في الدوري الممتاز بشعبية جماهيرية هي الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري وسموحة وغزل المحلة بينما تنتمي الفرق الأخرى لشركات وبنوك وغيرها. ورأى الناقد الرياضي بمؤسسة الأهرام عماد أنور، أن تزايد عدد أندية الشركات والأندية غير الجماهيرية سيكون له تأثير سلبي على قوة المنافسة في دوري كرة القدم لأنه بغياب الأندية الشعبية تتراجع القاعدة الجماهيرية وبالتالي لن تكون هناك منافسة. وقال أنور لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "زحف أندية المؤسسات والشركات لمسابقة الدوري يفيد هذه الأندية فقط لكنه ليس في مصلحة الكرة المصرية.. ولا يوجد فريق واحد من أندية الشركات حقق خلال السنوات العشر الماضية بطولة الدوري". وأوضح أن هذا العام صعد للدوري الممتاز ثلاث فرق تتبع شركات وكذلك في العام الماضي وذلك على حساب الفرق الجماهيرية، مشيرا إلى أن الهدف من مشاركة فرق الشركات هو الترويج للعلامات التجارية التي تمثلها. وأشار إلى أن هذه الظاهرة سوف تؤثر بالسلب على الكرة المصرية وعلى وجود الجمهور في المدرجات ونسب مشاهدة المباريات. وأرجع هذه الظاهرة إلى نقص الموارد المالية لدى الأندية التي تملك قاعدة جماهيرية وبالتالي مواجهتها لصعوبات في اختيار لاعبين ومدربين على مستوى عال في مقابل امتلاك أندية الشركات للمال الذي أصبح يتحكم في كرة القدم. وختم أن "متعة كرة القدم في وجود الجماهير وبهذا الشكل نفتقد للمتعة"، خاصة أن 11 من 18 فريقا بالدوري الممتاز ينتمون لشركات ومؤسسات. ودعا الشركات إلى رعاية الأندية الشعبية وتطويرها بدلا من قيامها بإنشاء أندية لكرة القدم والإنفاق عليها من أجل الصعود للدوري، مؤكدا أن هذا الأمر سيعود على الشركات الراعية بمكاسب كبيرة جراء الاستفادة من جماهيرية الأندية الشعبية. وشاطره الرأي لاعب منتخب مصر الأسبق محمد عمر عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بقوله إن "تزايد أندية الشركات والمؤسسات وتراجع الأندية الشعبية في الدوري يعود إلى فارق الإمكانيات المادية، حيث تملك أندية الشركات والبنوك الموارد المالية التي تساعدها على الصعود للدوري، واتوقع زيادة أعداد هذه الأندية في المسابقة خلال السنوات القادمة". ومن بين الأسباب أيضا، وفقا لعمر، الصراعات داخل مجالس إدارات الأندية الشعبية التي تهتم بالانتخابات أكثر من الفرق الرياضية. ومع ذلك، أوضح البرلماني المصري أن أندية الشركات عادة ما تكون "مرحلة مرتبطة بشخص رئيس مجلس الإدارة وتنتهي برحيله"، متسائلا "أين نادي الكروم الذي كان بعبع (يخيف) الأندية الكبيرة ونادي البلاستيك وإسكو؟". وتابع أن هذه الأندية اندثرت بعد رحيل المسؤولين وقدوم مجالس إدارات جديدة لا تحب كرة القدم. وختم أن أندية الشركات الموجودة بالدوري "سوف تستمر لبعض الوقت، لكن اعتقد أنها ممكن تندثر بعد ذلك وتعود الأندية الشعبية لمكانتها الطبيعة".
مشاركة :