تدنيس مقدسات المسلمين وانتفاضة السكاكين

  • 10/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طالما بقيت إسرائيل سادرة في غيها من خلال استهانتها بمشاعر المسلمين بالسماح لليهود المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى الشريف بين حين وحين، وطالما استهانت بالحقوق الفلسطينية المشروعة والثابتة فإن انتفاضة السكاكين ستبقى مشتعلة الى أن يتم الرضوخ لمتطلبات الشرعية، ويتم التوقف عن الاستهانة والسخرية بمشاعر المسلمين والتوقف عن الاعتداء على مقدساتهم. انتفاضة السكاكين التي ما زالت مستمرة وسقوط المزيد من الشهداء والمواجهات الدامية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة مردها الى محاولة اسرائيل القفز على الشرعية ومصادرة الحقوق المشروعة للفلسطينيين والاستهانة بالمقدسات، وهذه الأفاعيل اللامسؤولة كلها تفضي الى زيادة التوتر فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوف تؤدي الى اطالة أمد الصراع في المنطقة الى وقت مجهول. وليس من سبيل لانهاء التوتر في تلك الأراضي المحتلة الا بالانصياع لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة وأهمها الشروع في اعلان الدولتين المستقلتين وتسوية الأزمة الفلسطينية بالاعتراف الضمني بحقوق ثابتة لابد من اعادتها لأصحابها والكف عن بناء المستوطنات وايقاف هجرة المستوطنين الى الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ما زال أهلها يتميزون غضبا من انشاء تلك المستوطنات والسماح للمستوطنين ببناء الوحدات السكنية في فلسطين. ما زالت حصيلة الشهداء في ارتفاع مستمر منذ اندلاع الانتفاضة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ولا تزال المواجهات مستمرة بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وبين قوات الاحتلال والمستوطنين الهازئين بمشاعر المسلمين وغضبهم من خلال اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى الشريف، فتلك اقتحامات استفزازية لاشك أنها سوف تؤدي الى استمرار انتفاضة السكاكين، وسوف تؤدي الى عرقلة فرص احلال السلام في المنطقة. لا يمكن التوصل الى أي حل سلمي ينهي الأزمة القائمة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال طالما بقي العدوان الاسرائيلي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني قائما، وطالما بقي العدوان على مقدسات المسلمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائما، وطالما بقيت اسرائيل تضرب عرض الحائط بكل القرارات الأممية التي تصب في روافد تسوية الأزمة سلميا والشروع في اقامة الدولتين المستقلتين. وتخطئ اسرائيل في تقدير حساباتها ان ظنت أن بامكانها مصادرة الحقوق الفلسطينية المشروعة، أو ظنت أن بامكانها تكريس الاحتلال من خلال تسليط المستوطنين للاعتداءات على الفلسطينيين والاعتداءات على مقدسات المسلمين، فتلك ظنون خاطئة لا يمكن تمريرها، فالانتفاضة الفلسطينية مستمرة الى أن يتوقف بسط السيادة الاسرائيلية والسيطرة على المسجد الأقصى الشريف وتخريب كل العمليات السلمية نحو اقامة السلام العادل والدائم في المنطقة. الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يزال متوترا وبحاجة الى حلول قاطعة تنهي أسباب التوتر المتمحورة في استهانة اسرائيل بمشاعر المسلمين وتصعيد العنف ومحاولة القفز على الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، وهي أسباب تحاول اسرائيل تكريسها من خلال عدوانها المستمر على الفلسطينيين والاستهانة بكل الجهود الدولية الساعية لحلحلة الأزمة القائمة وايجاد المخارج السليمة لتسويتها وإنهائها. انتفاضة السكاكين ستبقى مستمرة طالما هزأت اسرائيل بمشاعر المسلمين واستمرت في سياستها العدوانية ضد الحقوق الفلسطينية المشروعة، والمسألة في بداية الأمر ونهايته بحاجة الى تدخل دولي حاسم لردع اسرائيل عن ارتكاب حماقاتها المستمرة والاستهانة بالجهود المبذولة لاحلال السلام العادل في المنطقة.

مشاركة :