آل طالب: قتل المصلين وترويع الآمنين من أعظم خصال الغدر والخيانة

  • 10/31/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهية. وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام إن الوفاء صفة جميلة وخلق كريم، يجمُلُ بكل أحد أن يتحلى به، فهو الإخلاص الذي لا غدر فيه ولا خيانة، وهو البذل والعطاء بلا حدود، الجمال أن نعيش هذه السجية بكل جوارحنا وبكل ما نملك من صدق لا زيف فيه ولانفاق، والصداقات التي يرعاها الوفاء هي الصداقة الحقة، تذكّر للود، ومحافظة على العهد. وأعظم الوفاء هو الوفاء بحق الله تعالى {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا قال ابن جرير رحمه الله: "وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة" . والوالدان أحق الناس بالوفاء، خاصة مع الحاجة وكبر السن، (إما يبلغن عندك الكبرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وفي التعامل مع الخلق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود) واضاف فضيلته وفي الحياة الأسرية يجب أن يكون الوفاء حاضراً في كل الأحوال، فأكبر عهد بين إنسانين هو ميثاق الزواج، قال رسول الله ص: {أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوج) رواه البخاري. والله تعالى يقول: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظا) وإذا كان الوفاء من خصال الإيمان والتقوى، فإن الخيانة والغدر من خصال النفاق والفجور، عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. رواه البخاري ومسلم. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل) - رواه البخاري ومسلم. وإن من أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكَرَ فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم) نعوذ بالله من الخذلان، ومن مسالك الشيطان. ألا فاتقوا الله عباد الله، ووطنوا أنفسكم على ما أمر به دينكم من الحال الجميل، والخلق النبيل.

مشاركة :