الإهداء إلى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. هَذَا (الْمَقَامُ) وَمَالَهُ أَشْبَاهُ ثَمِلَ (الْبَيَاتُ) وَأَطْرَقَتْ نَجْوَاهُ وَتَلَعْثَمَتْ شَفَةُ (الْكَمَنْجَةِ) دَهْشَةً لَمَّا هَمَى بَينَ الْوَجِيبِ صَدَاهُ مَاذَا أَقُولُ وَذَا الْبَيَانُ مُعَطَّلٌ وَالصَّمْتُ يَطْحَنُ مُهْجَتِي بِرَحَاهُ لَا (كَعْبَ) يُسْعِفُنِي بِبُرْدَةِ شِعْرِهِ كَلَّا وَلَا (حَسَّانَ) فِي مَغْنَاهُ قَدْ غَلَّقَتْ رُوحُ الْقَصِيْدَةِ بَابَهَا وَأَنَا أُنَادِمُ دَهْشَتِي . مَرْآهُ قَدْ أَسْرَجَ الْعُشَّاقُ زَيْتَ حُرُوْفِهِمْ وَأَنَا أُسَامِرُ فِي الْوُجُودِ ضِيَاهُ فهَمَى عَلَى وَجَعِ التَّخَاطُرِ خَافِقِي لِيَذُوبَ نَبْضًا في مَقَامِ غِنَاهُ قَدْ جَاءَ مِنْ أَقْصَى الْقَصِيْدَةِ حَامِلاً مُهَجَ (الْحِجَازِ) وَ(بَيْتَهُ) وَ(حِرَاهُ) قَبَسَ الْيَقِينَ فَذَابَ فَوْقَ شِفَاهِهِ (بُنُّ) الْهُيَامِ وَعِشْقُهُ حَلَّاهُ وَتَهَاطَلَ الْبَوحُ الْمُقَدَّسُ رَوعَةً لَمَّا أَفَاضَ عَلَى (السَلَامِ) رُؤَاهُ مِنْ (نَوتَةِ) الأَقْدَاسِ هَلَّتْ نَغْمَةٌ تَتْلُوْ عَلَى فَيْضِ الشُّعُورِ سَنَاهُ عَكَفَ الْجَلَالُ عَلَى مَزارِ (مُحَمَّدٍ) وَهَمَى بِفَرْضِ الْوَجْدِ إِذْ صَلَّاهُ فَطَفِقْتُ أَقْبسُ مِنْ ضِيَاءِ سُجُوْدِهِ هَدْيًا أَدُسُّ الرُّوحَ فِي ذِكْرَاهُ فَرْدَسْتُ فِي أَثَرِ (الْبُرَاقِ) جَوَارِحِي وَسَكَبْتُ دَمْعِي فِي (بَقِيعِ) حِمَاهُ مَاذَا يُقَالُ؟! وِذِي (حَلِيمَةُ) وَالشَّذَا صِنْوَانِ قَدْ رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ! أَنَا فِي رِحَابِ الطُّهْرِ مَحْضُ طُفُولَةٍ نَسَجَتْ بِثَوبِ الْحُبِّ مَا يَلْقَاهُ شَقَّتْ مَلَائِكَةُ الضِّيَاءِ فُؤَادَهُ لِيَرَى الْوُجُودُ مِنَ السَّنَاءِ مَدَاهُ يَا شِعْرُ رَونِقْ كُلَّ طُهْرٍ عَابِقٍ أَهْرِقْ دُمُوعَ الْقَلْبِ يَا مُضْنَاهُ وَاصْدَحْ بِفَاتِحَةِ الْفُؤَادِ فَرُبَّمَا تَلْقَاكَ فِي الحَشْرِ الْعَظِيمِ يَدَاهُ مَاكُنْتُ إِلَّا (الْجِذْعَ) يَشْهَقُ جَوْفُهُ مَا كُنْتُ إِلَّا (الطَّيْرَ) فِي شَكْوَاهُ بَلْ كُنْتُ قَلْبَ (النَّبْعِ)يَضْحَكُ تَالِيًا سُوَرًا تُكَوْثِرُ لِلصَّدَى رَيَّاهُ لاَ(حَاءَ) قَبْلَ (الْبَاءِ) إِلَّا بِاسْمِهِ لَا حَمْدَ إِلَّا (المِيمَ) فِي يُمْنَاهُ مَا كَانَ إِلَّا النُّورَ فُرْدِسَ آيةً مِنْ كُلِّ طُهْرٍ قَدْ بَرَاهُ اللهُ قَدْ سَارَ وَالْغَيْمَاتُ تَحْرُسُ خَطْوَهُ وَفُؤَادُ (آمِنَةَ) الْحَنَانِ رُوَاهُ يَا كُلَّ أَعْرَاسِ السَّمَاءِ تَهَاطَلي حَوْلَ النَّبِيِّ وَضَمِّخِي مَسْعَاهُ مَالِي بِبَابِ الْقَبْرِ أَصْمُتُ فَجْأَةً للهِ هَذَا الْقَلْبُ مَا يَغْشَاهُ! هَذَا مَقَامُ الْعَائِدينَ لِوِرْدِهِمْ الْحَائِمِينَ عَلَى رَحِيقِ جَنَاهُ هَذَا هُنَا (جِبْرِيلُ) يَحْرُسُ بَابَهُ وَهُنَاكَ (ميكائيلُ) حَوْلَ شَذَاهُ دَعْنِي أُمَسْجِدُ فِي ذُرَاهُ مَشَاعِرِي مَا بَيْنَ مِنْبَرِهِ إِلَى مَأْوَاهُ عَلَّقْتُ فِي مَسْرَى (الْعَقِيقِ) تَلَهُّفِيْ وَنَسَجْتُ قَلْبِي فِي صَلَاةِ هَوَاهُ لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ الْحَنَانَ وَلَا دَرَوْا أَنَّ التَّسَامُحَ فِي الْحَيَاةِ هُدَاهُ
مشاركة :