لوح المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة لواشنطن إذا قررت طهران عدم العودة إلى التفاوض بشأن برنامجها النووي في فيينا. وأشار مالي، في حوار مع "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" اليوم الخمس، إلى أن الجولات الست الأولى من المفاوضات في فيينا أسفرت عن إحراز تقدم حقيقي، لكن الآن هناك فريقا تفاوضا آخر في طهران يظهر بوضوح أنه يعتزم أداء الأمور بطريقة مختلفة. وحذر مالي من التركيز أكثر من اللازم على موعد استئناف مفاوضات فيينا، مشددا على أن المسألة الرئيسية هي ما إذا كانت إيران ستعود إلى طاولة الحوار مع وجهة نظر واقعية. وأشار الدبلوماسي إلى أنه لا يمكن لطهران أن تطلب من واشنطن تقديم أكثر مما هو المنصوص عليه في الاتفاق النووي بينما ستقدم إيران أقل، لافتا إلى أنه إذا خرجت مطالب الجمهورية الإسلامية عن حدود خطة العمل الشاملة المشتركة (أي الاسم الرسمي للاتفاق النووي) فيجب إبرام صفقة جديدة ستشمل طيفا أوسع من القضايا. وقال: "نعتقد أنه ينبغي أن تتوفر فرصة للتفاوض على شيء أقوى من خطة العمل الشاملة المشتركة". وأقر مالي بوجود بعض الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الملف الإيراني، مضيفا في الوقت نفسه أن لديهما هدفا مشتركا يكمن في ضرورة منع طهران من الحصول على ترسانة نووية. ورحب الدبلوماسي الأمريكي بالحوار بين إيران والسعودية والإمارات، مشددا في الوقت نفسه على أن الأهم هو ما سيحدث في المنطقة، وأعرب عن نيته زيارة السعودية والإمارات وقطر في الأيام القادمة. وقال المبعوث إن الإدارة الأمريكية ترى في استئناف التفاوض أفضل نتيجة ممكنة، غير أنها تتبع موقعا "واقعيا" وتفهم أن إيران ربما لن تعود مجددا إلى طاولة الحوار. وتابع: "نعلم أن هناك إمكانية كبيرة لأن إيران ستختار سلوكا مختلفا، وسنحتاج في هذه الحال إلى التنسيق مع إسرائيل وشركائنا الآخرين في المنطقة". وأعرب المبعوث الأمريكي عن استعداد الولايات المتحدة لـ"التكيف مع وضع جديد ستضطر فيه إلى التعامل بكل الخيارات مع برنامج إيران النووي" إذا لم تكن طهران مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي"، مرجحا أن أفضل طريقة للمضي قدما تكمن في استئناف الاتفاق المبرم 2015، ثم مناقشة سبل تعزيزه. وحمل مالي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المسؤولية عن التوترات الحالية حول ملف إيران النووي، مشددا على أنه كانت هناك خيارات بديلة عن انسحاب واشنطن أحادي الجانب من الاتفاق النووي في عام 2018. وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أكدت بوضوح منذ أبريل الماضي أن التوصل إلى تفاهم جديد بشأن برنامج إيران النووي سيؤدي إلى رفع كافة العقوبات المرتبطة بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" على وجه السرعة. وأكد مالي أنه أجرى محادثات مع مسؤولين في الصين بشأن مسألة العقوبات المفروضة على إيران. المصدر: "رويترز" + RT تابعوا RT على
مشاركة :