أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء) أن الوضع بين دول الخليج أصبح أفضل بعد اتفاق المصالحة الخليجية، معربا عن تشجيع بلاده لـ "الزخم الإيجابي" الحالي بين الرياض وطهران. وقال الشيخ محمد اليوم في جلسة حوارية بمنتدى الأمن العالمي المنعقد حاليا بالدوحة، إن الوضع الخليجي في حال أفضل بعد إعلان اتفاق "العلا" الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في يناير الماضي بالسعودية. وأضاف أن هناك رغبة لدى قادة دول المجلس لإصلاح العلاقات وإعادة بناء أسس قوية تقوم على المصلحة المشتركة ليكون المجلس كيانا قويا وفاعلا في المنطقة، غير أنه استدرك أن "عودة المياه إلى مجاريها يتطلب وقتا". وذكر أن الأزمة التي استمرت ثلاث سنوات ونصف كلفت الكثير وأدت لتقسيم المجلس وخسر الجميع بسببها، لكن مع العودة إلى الحوار وتوقيع اتفاق المصالحة فاز الجميع، مشيرا إلى أن "سوء الفهم الذي حدث في العام 2017 له أسبابه الخاصة التي نأمل ألا تطفو على السطح مرة أخرى". وشدد في هذا السياق على أهمية العمل على تحديد المجالات المتفق عليها وبلورة مواقف مشتركة من خلال تبادل وجهات النظر ووضع أسس الدبلوماسية الوقائية التي تجنب دول المجلس الوقوع في أزمة مماثلة مرة أخرى. وفيما يخص إيران، اعتبر وزير الخارجية القطري أنها جزء من المنطقة والتواصل معها مهم لدول مجلس التعاون الخليجي انطلاقا من علاقة الجوار. ومضى قائلا "هناك بعض الزخم الإيجابي بين السعودية وإيران، ونحن نشجع على ذلك ونتطلع إلى استقرار إقليمي"، داعيا إلى التواصل مع طهران وحل الخلافات والاختلافات عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات والبناء على التعاون والمصالح المشتركة. ورأى أن عودة إيران إلى الاتفاق النووي يصب في مصلحة قطر ودول المنطقة لتجنب خطر أي سباق نووي في المنطقة. وأفاد بأن الدوحة انطلاقا من مصلحتها الوطنية تتحدث مع طهران وتشجعها على العودة للاتفاق النووي وتشجع أيضا الولايات المتحدة وتحاول احتواء أي خلاف قد يطرأ. وبشأن موقف قطر من التطبيع مع إسرائيل، ذكر الشيخ محمد أن اتفاقية "أبراهام" للتطبيع لا تتناسب مع السياسة الخارجية لبلاده لأنها لا تقدم أي أفق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأوضح أن قطر لم تشهد السلوك المناسب من الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد، لذا فهي لن تطور أي علاقة مع تل أبيب طالما لا يوجد أفق لحل عادل للقضية الفلسطينية. لكنه لفت إلى أن بلاده مع ذلك تتعامل مع إسرائيل بما يخدم الشعب الفلسطيني ويلبي احتياجاته في الضفة الغربية وقطاع غزة وتعمل على تذليل الصعوبات وتتعاون مع شركائها في حال حدوث تصعيد لتقديم المساعدة.
مشاركة :