أعلن مسؤولون فلسطينيون أن 250 أسيرا فلسطينيا شرعوا اليوم (الأربعاء) في إضراب مفتوح عن الطعام بسجون إسرائيل للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة رام الله إن الإضراب يأتي احتجاجا على سلسلة عقوبات وإجراءات فرضتها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم بعد حادثة فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن "جلبوع" الاسرائيلي في السادس من سبتمبر الماضي. وينتمي الأسرى المضربون عن الطعام إلى حركة الجهاد الإسلامي من أصل 400 أسير لها يتواجدون في السجون الإسرائيلية. وذكر فارس أن الإضراب جاء بعد فشل حوار مع إدارة السجون التي اقترحت جمع أسرى الحركة في غرفتين بكل قسم وإعادة كافة المعزولين من أسرى الجهاد باستثناء 3 وإبقائهم في زنازين العزل مدة 3 أشهر إضافية. وأوضح أن المقترح قوبل بالرفض حيث أصر أسرى الجهاد الإسلامي على عودة الأمور إلى ما كانت قبل الخامس من سبتمبر الماضي، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك بناء على توجيهات سياسية. وأشار إلى أن 100 أسير من ضمن الـ250 الذين شرعوا في الإضراب سيتوقفون بعد أسبوع عن شرب الماء، على أن تنضم مجموعات من كافة الفصائل الفلسطينية ومكونات الحركة الأسيرة تباعاً للإضراب عن الطعام. بدوره حذر وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عبد القادر الخطيب من أن الظروف في السجون الإسرائيلية "مأساوية وقابلة للانفجار". وقال الخطيب خلال المؤتمر الصحفي إن الأسرى يعانون من "هجمة غير مسبوقة ويواجهون عقوبات جدية وفعلية نتج عنها أذى نفسي وجسدي مباشر" بعد حادثة فرار الأسرى الستة. وذكر الخطيب أن إدارة السجون الإسرائيلية تستهدف "بشكل مباشر" أسرى الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى وجود تضامن من كافة الفصائل الفلسطينية لعدم تركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم من إجراءات قمعية من إدارة السجون. من جهته أعلن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان خلال المؤتمر، أنه سيجري يوم غد الخميس التوافق بين المؤسسات المعنية بالأسرى والفصائل الفلسطينية على برنامج وطني تصعيدي إسنادي للحركة الأسيرة الفلسطينية. ودعا شومان الجماهير الفلسطينية في كل مكان إلى تنظيم تظاهرات وتشكيل حاضنة شعبية لدعم الأسرى في السجون الإسرائيلية كونهم يشكلون رمزية وطنية هي الأقدس. وفي 6 سبتمبر الماضي، فر ستة أسرى فلسطينيين خمسة منهم من حركة الجهاد والسادس من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وجميعهم من مدينة جنين، عبر نفق أرضي من سجن "جلبوع" شمال إسرائيل لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين. وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 4 آلاف فلسطيني في 23 سجنا، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و41 أسيرة و225 طفلا و520 معتقلا إداريا، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.