قالت سابين عويس الكاتبة الصحفية في جريدة النهار، إن الاحتقان قائم بين حزب الله والقوات اللبنانية على خلفية الموقف الدائم من قبل القوات اللبنانية والسلاح الذي يملكه حزب الله، وباعتبار أنه يسيطر بنفوذه الدائم وبواسطة هذا السلاح على لبنان، وهو السبب الذي دفع القوات اللبنانية أن تنأى بنفسها منذ تشكيل حكومة حسان دياب عن كل ما يحدث. وأشارت إلى أن الصراع في المواقف السياسية أخذ منحى جديد وفيه اتهام واضح من حزب الله للقوات اللبنانية للدخول في مواجهات مع الحزب في مناطق حساسة وخطوط تماس كانت مناطق تماس في الحرب الأهلية ومن هناك اندلعت شرارة الحرب الأهلية، كما أن المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات هي منطقة عائدة لنفوذ ووجود القوات اللبنانية. وأوضحت أن اليوم تكون المواجهة بين القوات اللبنانية بالرغم من أن المشكلة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يدعم القاضي البيطار في تحقيقاته ويحميه ويعزز موقفه باستكمال التحقيق، غير أن التيار الحر هم حلفاء في الحكومة والسلطة لحزب الله ولذا لم يصدر أي موقف من التيار. وأشارت إلى أن القراءة السياسة الأولية لما حدث تقول أن حزب الله اتهم القوات وبالأمس كان هناك تلويح وتهديد بموضوع القاضي بيطار ودعوات للنزول للشارع والتظاهر تحت عنوان سلمي وهو رفض قاضي التحقيق، غير أن الموقف لم يكن كذلك، حيث أن التظاهرات انتقلت لأماكن لها رمزيتها وحساسيتها وخصوصياتها. يذكر أنه قتل ما لا يقل عن 6 من اللبنانيون اليوم الخميس فيما وصفته السلطات بأنه هجوم على محتجين كانوا متجهين للمشاركة في احتجاج دعت له جماعة حزب الله للمطالبة بعزل قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. واتهمت جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية حزب القوات اللبنانية المسيحي بشن الهجوم الذي وقع عند أحد خطوط التماس في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 1975 واستمرت حتى 1990. ويمثل إطلاق النار أسوأ عنف مدني تشهده بيروت منذ 2008، ويلقي الضوء على عمق الأزمة السياسية المتعلقة بالتحقيق في الانفجار الكارثي الذي وقع في الرابع من أغسطس آب 2020 ويقوض جهود الحكومة لمواجهة أحد أبرز حالات الانهيار الاقتصادي في التاريخ. ونفى حزب القوات اللبنانية اليوم الخميس أي تورط في إطلاق النار الذي وقع اليوم في بيروت، وذلك بعد اتهام جماعة حزب الله الشيعية للحزب المسيحي بالمسؤولية عن إطلاق النار. وقال حزب القوات اللبنانية إنه يندد بشدة بأحداث العنف في بيروت مؤكدا أن “ما حصل اليوم من أحداث مؤسفة على الأرض، وهي موضع استنكار شديد من قبلنا، ما هي سوى نتيجة عملية للشحن الذي بدأه السيد حسن نصرالله منذ أربعة أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي” في انفجار مرفأ بيروت. فيما دعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الجميع إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان. وأضاف ميقاتي في بيان له، تعقيبا على أعمال العنف في محيط قصر العدل ببيروت أنه تابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة العدلية والقبض على المتسببين في الاعتداء الذي أدى إلى وقوع إصابات. وقال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أنه أجرى اتصالات مع الأطراف المعنية لمناقشة أحداث بيروت، داعيا اللبنانيين إلى الاحتكام إلى دولة القانون، مؤكدا أنه لن يسمح بتكرار أحداث بيروت مرة أخرى.
مشاركة :