الرياض - العربية. نت و(وكالات ): أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس الخميس مقتل 150 متمردا يمنيا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في العبدية على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ أشهر. ويرتفع بذلك عدد المتمردين الذين قتلوا في هذه المنطقة خلال الأيام الأربعة الماضية إلى أكثر من 500. وقال التحالف حسبما نقلت عنه قناة «الإخبارية» الحكومية أمس الخميس «نفذنا 36 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر المليشيا بالعبدية خلال 24 ساعة. عملية التدمير شملت 11 آلية عسكرية والخسائر البشرية تجاوزت 150 عنصرا إرهابيا». وأفاد مسؤولون عسكريون حكوميون على الأرض في مأرب وكالة فرانس برس أنّ المتمردين اضطروا إلى التراجع في بعض المواقع التي سيطروا عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع جنوب مأرب بعد مواجهات عنيفة وضربات جوية متواصلة. لكن على الرغم من الخسائر، فإن الحوثيين «يدفعون بتعزيزات جديدة ويرسلون الآلاف إلى المحرقة»، بحسب أحد المسؤولين. وصعّد الحوثيون في فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة على مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها في شمال البلاد. وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أمس الخميس. من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أمس الخميس، أن الانتهاكات الحوثية زادت في عموم البلاد، متهمًا الحوثيين بأنهم باتوا «أكثر دموية» في استهداف للمدنيين نتيجة لفشلهم في أرض المعركة. جاء ذلك أثناء بحث بن مبارك، التطورات السياسية في اليمن وجهود تحقيق السلام مع المبعوث السويدي الخاص بيتر سيمنبي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية. كما أشار الوزير اليمني إلى أن إحلال السلام يعتبر هدفا مشتركا للحكومة والمجتمع الدولي. ووصف بن مبارك ما تتعرض له مديرية العبدية في محافظة مأرب من حصار حوثي بأنه «انتهاكات إنسانية جسيمة»، متهما الجماعة المسلحة بقصف المديرية بشكل متواصل بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة ومنع المليشيا دخول الغذاء والدواء وإجلاء الجرحى والمرضى والمصابين. وقال إن ذلك يعرض أكثر من 35 ألف نسمة من المدنيين لخطر الإبادة. وتحاصر المليشيات لأسابيع منطقة العبدية، وقصفت مشفاها الوحيد، الأربعاء، موقعة عشرات الضحايا بين المدنيين. وقتل أكثر من 400 مسلح من المتمردين الحوثيين خلال الأيام الثلاثة الماضية مع احتدام المعارك في العبدية، على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب مأرب. ونشرت قناة «الإخبارية» مساء الأربعاء الماضي لقطات مصورة لجثث أشخاص يرتدون ملابس عسكرية ومدنية قالت إنها «مشاهد لتساقط الحوثيين جثثًا على مداخل مأرب». واعتبر كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش إنّ تكثيف التحالف لضرباته الجوية أخيرا يُعتبر «ضغطا يهدف إلى منع سقوط مأرب ومحاولة دفع الحوثيين إلى طاولة المفاوضات». وأشار إلى أهمية المعركة حول مأرب «قلب الاقتصاد اليمني»، والتي من شأن سيطرة الحوثيين عليها «المساعدة في تأمين سيطرتهم على صنعاء». ومن شأن سيطرة المتمردين على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة. يذكر أن الحوثيين شنوا منذ فبراير الماضي، هجوما على محافظة مأرب، في محاولة للسيطرة عليها دون نتيجة، وسط تحذيرات دولية من آثار تلك الهجمات ومخاطرها على آلاف النازحين. ولطالما كررت الأمم المتحدة التحذير من التهديدات التي تطال مخيمات النازحين في المحافظة، والتي تبلغ 139 مخيما، تضم حوالي 2.2 مليون نازح.
مشاركة :