ماذا يأكل المراهقون.. وكيف؟

  • 10/15/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تختلف عادات المراهقين فسي هذه المرحلة التي تُعد من أكثر المراحل العمرية تعقيداً، ويميل الكثير منهم إلى استهلاك الوجبات السريعة، ويحجم البعض عن تناول الطعام الصحي الذي يُعد في البيت، في الوقت الذي تتطلب أجسامهم الطاقة للنمو، الأمر الذي يضع التغذية السليمة الصحية في رأس الأولويات. ويؤدي النظام الغذائي غير الصحي، والابتعاد عن ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، إلى آثار سلبية على نمو العظام. ونقص الغذاء قد يكون مسؤولاً أيضاً عن تزايد حالات القلق والاكتئاب عند المراهقين، والإصابة بالعديد من الأمراض على المدى البعيد، بحسب الاختصاصيين. تخصيص وقت لتناول الطعام ضرورة (أرشيفية) تخصيص وقت لتناول الطعام ضرورة (أرشيفية) الدكتور عامر عزاز استشاري أمراض الجهاز الهضمي للأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، أكد أن إحجام المراهقين عن تناول الطعام الصحي مشكلة كبيرة تتفاقم، وتكاد تكون ظاهرة عالمية، موضحاً أن الوجبات السريعة أصبحت تشكل نسبة غير بسيطة من إجمالي وجبات الأطفال. وربط الأمر بازدياد معدل الرفاهية، مشيراً إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى زيادة في الوزن ببن المراهقين ومن ثم السمنة المفرطة، وفي الحالتين يؤدي إلى ظهور قائمة طويلة من الأمراض العصرية، المرتتبطة بزيادة الوزن تتمركز في الوسط والحوض مع ارتفاع الدهون في الدم، التشحم الكبدي، الجلطات القلبية والدماغية وضغط الدم وأمراض المفاصل، ولاسيما أن الأطعمة السريعة تتميز بكثرة الأملاح، وتفتقر إلى الألياف والمعادن والفيتامينات، كما أن المياه الغازية تضر غشاء المعدة، ما يؤدي إلى تقرحات وتراجع في البكتيريا النافعة. وعي وحزم وذكرت الدكتورة رنا أحمد بيطار استشارية الجهاز الهضمي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن الوجبات السريعة تحتوي على نسبة عالية من النشويات والدهون والسكريات وكميات قليلة من الفيتامينات الضرورية لجسم الإنسان، ما يؤدي إلى تلبكات معوية، موضحة أن عدم تناول الطعام الصحي والإقبال على تناول الأطعمة الغنية بالدهون والوجبات السريعة يؤديان إلى تجمع الشحوم حول الكبد، وأحياناً إلى تشمع الكبد، وتآكل المفاصل ومرض السكري، ما يتسبب في جلطات بأعمار مبكرة ويؤثر على الكلى، وقد يصل إلى الفشل الكلوي وضعف النظر. وكل هذه الأمراض ترتبط ببعضها وتهز ثقة المراهق بنفسه وتؤثر على فعاليته في أسرته وبين أصدقائه. وأكدت بيطار ضرورة تعامل الأسرة مع هذا السلوك بوعي وحزم، وتخصيص وقت لتناول الطعام ليصبح روتيناً في حياة المراهق، ويكون الطعام صحياً في البيت والمدرسة. تغذية سليمة وأشارت اختصاصية التغذية في مدينة الشيخ خليفة الطبية منى البلوشي، إلى أن العادات الغذائية للمراهقين تأثّرت بسبب طول فترة المكوث في البيت أمام الأجهزة الإلكترونية وفترات النوم الطويلة، وعدم ممارسة الرياضة، وتخطي أوقات الوجبات، وتناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والصوديوم والسكريات، وكذلك استهلاك مشروبات الطاقة وتلك التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين والمشروبات الغازية. وقالت إنه نتيجة لتلك العادات الخاطئة قد تتفاقم خطورة الإصابة بنقص التغذية وفقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام والشراب. وهنا يشعر المراهق بالتعب وصعوبة في التركيز، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض وضعف المناعة ونقص الحديد والكالسيوم، ما يؤدي إلى هشاشة العظام وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وتسوّس الأسنان واضطرابات الأكل، «أنوروكسيا» أو«بوليميا». من جهتها، اعتبرت اختصاصية التغذية عائشة الشلبي في مركز أمبريال كوليدج لندن للسكري، أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً مهماً في التأثير على نوعية الأطعمة والصورة النمطية للأجسام، موضحة أن تشجيع بعض المؤثِّرين على النحافة يدفع المراهقين إلى اتباع حميات غير صحية، وشدّدت على ضرورة تناول وجبات متوازنة تشمل 5 مجموعات غذائية أساسية تزوِّد الجسم بالسعرات الحرارية وتمدّه بالطاقة: الخضراوات، الفواكه، الحبوب، البروتين والألبان. كفاءة الدماغ تثبت الدراسات أن الدماغ يؤدي وظيفته بكفاءة عالية إذا استقبل الجسم الغذاء السليم الذي يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة، من فيتامينات ومعادن ومضادات الأكسدة التي تغذّي الجسم والعقل. كما أن استهلاك الغذاء غير المتوازن يتسبّب بظهور مشاكل جسدية ونفسية. نصائح تنصح اختصاصية التغذية منى البلوشي المراهقين باتباع نمط حياة صحي يضمن: وجبة إفطار غنية، مضغ الأكل جيداً، التوقف عند الإحساس بالشبع، تخصيص وقت للطعام مع أفراد الأسرة والابتعاد خلاله عن مشاهدة التلفاز، شرب المياه بدلاً من المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة. وعند الجوع، تناول الفواكه والخضراوات المليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف، والتنويع بين النشويات، اللحوم، البروتين، منتجات الألبان والدهون الصحية. وتحثّ على ممارسة الرياضة والتواصل مع أصدقاء يتناولون طعاماً صحياً. جودة الحياة أكد ناصر الريامي اختصاصي نفسي في جناح العلوم السلوكية التابع لمدينة الشيخ خليفة الطبية، أن الكثير من المراهقين تظهر عليهم علامات نقص في الغذاء، كشحوب الوجه وتساقط الشعر وضعف في الأظافر والأسنان، موضحاً أن الإفراط في تناول الوجبات السريعة وقلة النشاط الرياضي يؤديان إلى الخرف المبكر وأمراض القلب والنقرس، وتراجع الخصوبة وضعف الشرايين. وربط الريامي بين جودة التغذية والصحة العقلية، مشيراً إلى أن عدم تناول التغذية السليمة يؤدي إلى الاكتئاب ويتسبب بالقلق والتوتر، ما يؤثر على جودة حياة المراهق وتحصيله الدراسي. ومراعاة للمرحلة التي يمر بها المراهق، أوصت الدكتورة سوسن حلاوي استشارية الطب النفسي السريري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، الأسرة بعدم الضغط على المراهقين والتعامل معهم بمرونة وتجنّب الانتقاد بسبب السمنة أو فقدان الوزن، كي لا يشعروا بالقلق، ما يدفعهم إما إلى تجنب الوجبات أو الشره الانفعالي.

مشاركة :