الشدي وقفات وذكريات

  • 10/15/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سرني المشاركة في الأمسية الخاصة بفقيد الإعلام والأدب والثقافة والفنون الأستاذ محمد بن أحمد الشدي رحمه الله، التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الثلاثاء الماضي، حيث شاركت إلى جانب الأستاذ عمر العبيدي رئيس فرع الجمعية بالأحساء الأسبق وأحد مؤسسي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون منذ النشأة (1493هـ) كذلك إلى جانب الدكتور سعد الناجم المحاضر بجامعة الملك فيصل بالأحساء والباحث في شئون التراث السعودي، وكان عنوان الأمسية (الشدي محمد وقفات وذكريات) حيث تطرقت في المشاركة بالحديث عن الشدي إلى المعرفة والعلاقة بيني وبينه وهو الأستاذ والمعلم رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون (من 1397 إلى العام 1426 هـ) بدأت معرفتي به قبل تعيينه رئيساً لجمعية الثقافة والفنون، كان وقتها رئيساً لتحرير مجلة اليمامة الأسبوعية، وكنت أحد قرائها، ومن خلال قراءاتي لمقاله الأسبوعي الذي كان عنوانه (من أسبوع إلى أسبوع) استفدت منه وهو الصحفي الاجتماعي المثقف، كيف لا وهو من أوائل من عمل في الصحافة السعودية في مرحلة المؤسسات الصحفية، وبعد تعيينه رئيساً لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، تحولت معرفتي به من قارئ لصحفي إلى صحفي بمسئول، حيث دخلت مجال الصحافة بجريدة الرياض في ملحقها الأسبوعي (أهل الفن) كمحرر مختص بشئون المسرح، وبطبيعة عملي كصحفي ترددت عليه في مكتبه بين الحين والآخر لأخذ الأخبار والمستجدات المتعلقة بنشاطات وبرامج الجمعية الفنية، وبالأخص المسرح، عندما علم أنني تركت الصحافة عام 1410 هـ، أعادني إليها محرراً للصفحات الفنية بمجلة الجيل، وذلك بداية عام 1412، المجلة التي كانت تصدر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك وكان يرأس تحريرها إلى جانب عمله الأساسي رئيساً لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، وهنا تجددت معرفتي به وزادت بالمعلومة المتعلقة بالشأن الثقافي والفني وبالذات المسرحي، في نهاية عام 1413هـ رشحني لأكون مشرفاً على الصفحات الفنية بمجلة اليمامة، مكثت ثلاث سنوات ثم انتقلت لجريدة الجزيرة 1415 هـ محرراً متعاوناً ثم رئيساً للقسم الفني ومشرفاً على الصفحات الفنية، فعادت العلاقة بيني وبين الأستاذ الشدي علاقة صحفي بمسئول، أبحث لديه عن الخبر والمعلومة، وسهل لي إجراء الحوارات وعمل التحقيقات مع العديد من المسئولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وكبار الفنانين، من عام (1423ـ) إلى عام (1427 هـ) كنت مع الأستاذ الشدي وتحت إدارته في جمعية الثقافة والفنون، حيث توليت بأمره إدارة مستحدثة تعني بمسرح الطفل، كانت لديه قناعة عامة بأن المسرح هو مكان تقدم عليه رؤى مستقبلية للمجتمع وقناعة خاصة بأن مسرح الطفل هو اللبنة الأساسية لمسرح المجتمع، عندما اجتمع معه في مكتبه كان دوماً ما يطالبني بتفعيل دور الأطفال ومسرحهم بالجمعية، وللحقيقة فإن الأستاذ / محمد الشدي رحمه الله من الشخصيات المؤثرة في حياتي الإعلامية والإدارية المسرحية، كيف لا يكون مؤثراً وقد قربني من العمل الإداري المرتبط بالمسرح حيث ساندني في تنفيذ أعمال كثيرة عندما وجد لدي المقدرة على إنجازها، على سبيل المثال ترشيح بعض الفنانين الذين يتصفون بروح القيادة والخبرة ليكونوا مديري بعض فروع الجمعية، كذلك ترشيح المسرحيات المناسبة للمشاركات الخارجية بمختلف المهرجانات، في ختام ورقتي ومشاركتي بالأمسية أشرت إلى حقيقة عن الشدي رحمه الله، ألا وهي الجانب الإنساني الذي لمسته فيه، كان دوماً يسعى لمساعدة أي أديب أو فنان يمر بضائقة مالية أو ظروف صحية لا يقدر على علاج نفسه مما أصابه، فكان خير معين لجميع هؤلاء، حيث يقوم بنفسه بعرض الحالة على الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله كذلك الأمير سلطان بن فهد حفظه الله، ويأتي بالحل السريع، كذلك من الجوانب الإنسانية لديه توظيفه لبعض من الأدباء والفنانين في الجمعية وهي ليست وظائف رسميه ولكن تحت مسمى متعاون، من أجل مساعدة الأديب أو الفنان تيسيراً لظروفه، انتقل محمد الشدي إلى جوار ربه، تاركاً بصماته في الأدب والثقافة والفن والإعلام والصحافة، بعد أن تعلم وتخرج على يديه العديد من الإعلاميين والأدباء والفنانين، وافتخر أنني أحد الذين مروا وتعلموا على يد هذا الأستاذ المعلم وأخذوا من كل بحر لديه قطره، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته. ـ تدوينه: شكراً من الأعماق للأستاذ علي الغوينم مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء على إتاحة الفرصة للمشاركة في أمسية الشدي محمد وقفات وذكريات.

مشاركة :