قال خبراء وإعلاميون إن التزام الصين بأخذ زمام المبادرة من خلال استثمار 1.5 مليار يوان (حوالي 233 مليون دولار أمريكي) لإنشاء صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي يعد خطوة حاسمة لمواصلة تعزيز الحضارة البيئية العالمية. وذكروا أن الخطوة، التي تهدف إلى دعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية، ستضخ الثقة أيضا في قضية الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي. وصرح الرئيس الصيني شي جين بينغ بذلك خلال كلمته أمام قمة القادة للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي عبر وصلة فيديو في بكين. وقال مانيش بابنا، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، إن "الإجراءات التي أعلنها الرئيس شي ستساهم بشكل كبير في معالجة الأزمتين العالميتين المتعلقتين بفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ". وأفاد بابنا أنه "من خلال إنشاء صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي، ودعوة الدول الأخرى للمساهمة، تتخذ الصين خطوة مهمة نحو تعزيز حماية التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم النامي". وأوضح مدير الصندوق العالمي للحياة البرية في روسيا دميتري غورشكوف أنه من خلال الإعلان عن إنشاء صندوق خاص لدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي في البلدان النامية، فإن "الصين قد قدمت مثالا يحتذى به للعالم". وقال إن "الصين تظهر استعدادها للتحرك نحو الحضارة البيئية، وآمل أن تنضم العديد من الدول إلى هذه المبادرة". ولدى إشارته إلى تضرر البلدان النامية بشكل خاص من جراء تغير المناخ، ذكر كافينس أديري، الباحث في العلاقات الدولية في كينيا، أن الوضع قد تفاقم أكثر بسبب آثار وباء كوفيد-19 العالمي الذي يهدد الآن بمفاقمة التحدي المناخي بالنسبة للبلدان الأكثر تضررا. وأردف الباحث أنه "على هذه الخلفية، فإن دعوة الرئيس شي جين بينغ إلى تقديم دعم مستهدف للدول النامية للتعامل مع المهام المزدوجة لإعادة الإعمار الاقتصادي وحماية البيئة هي موضع ترحيب". وقال مصطفى فودة، مستشار التنوع البيولوجي لوزيرة البيئة المصرية، إن "العديد من البلدان النامية تشعر بالقلق من فقدان التنوع البيولوجي الشديد.. وأصبح إيجاد حل مستدام أكثر إلحاحا". وأضاف فودة "إنه لنبأ مثير أن الصين اقترحت إنشاء صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي لدعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية".