مسجد كتشاوة.. شاهد عثماني على جرائم فرنسا بالجزائر

  • 10/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من أبرز المعالم والآثار الشاهدة على بشاعة جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر مسجد "كتشاوة" الذي بني في الفترة العثمانية (1515-1830)، ويعدّ أحد أشهر المساجد التاريخية في البلاد. وفي مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي الأحد، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إنّ "فرنسا تربطنا بها مشكلات، استعمرتنا 132 سنة كانت فيها جرائم بشعة، كيف تُمحى بكلمة حلوة". ** إبادة 4 آلاف مصلّ وأضاف تبون في سياق حديثه عن جرائم الاستعمار الفرنسي: "هناك عائلات وعروش (قبائل) مُحيت نهائيًا مثل الزعاطشة (جنوب شرقي الجزائر) لم يبق منهم رضيع واحد". واستطرد قائلا: "اسألوا أهل الذكر والذاكرة ماذا حدث في مسجد كتشاوة.. لما قرّروا الاستحواذ عليه لمسخ الإسلام، دين الجزائريين، وتحويله إلى كاتدرائية اعتصم فيها 4 آلاف مصل، استشهدوا جميعهم بعدما تمت محاصرتهم بالمدافع وإبادتهم". وأوضح تبون أنّ "تصرف الجيش الاستعماري الفرنسي ضد الجزائريين كان هكذا، ولم تكن هناك هدايا". بني مسجد كتشاوة عام 1520، في منطقة القصبة، الشهيرة باسم "المدينة القديمة"، في العهد العثماني، على يد أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية وحاكم الجزائر آنذاك خير الدين بربروس (1470- 1546). وأحدث الداي حسين باشا، آخر حاكم عثماني للجزائر، عام 1794 تعديلات كبيرة على المعلم ليجعل من جامع كتشاوة أهم مسجد في البلاد. ومع الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830، حول الفرنسيون المسجد إلى مستودع للأسلحة ومسكن للأساقفة، ثم قاموا بتهديمه عام 1844. وبعد تدميره، أنشئت مكانه كاتدرائية، بقيت مفتوحة حتى استقلال الجزائر عام 1962، ليتم تحويلها لاحقا إلى مسجد شهير في البلاد. وأغلق المسجد أبوابه عام 2008 بعد تصدع بعض أجزائه إثر الزلزال الذي ضرب محافظة بومرداس (70 كلم شرق العاصمة) عام 2003. وفي أبريل/ نيسان 2018، أعيد فتح مسجد كتشاوة بعد عملية ترميم بدأتها وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" عام 2013، عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر. وأجرى الترميم فريق متخصص وهيئة أكاديمية وحرفيين مهرة في فن التخطيط والنقش، بناءً على اتفاق تم بين حكومتي الجزائر وتركيا. ** قصة جريمة كتشاوة وقال المؤرخ الجزائري عامر رخيلة إنه "إثر دخول فرنسا الجزائر، تعهدت الأخيرة باحترام تعاليم الإسلام، ولكن نكثت وعدها". وأضاف رخيلة في حديث إلى "الأناضول": "اقترفت (فرنسا) في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1832 جريمة في حق مسجد كتشاوة والجزائريين". وأشار إلى أنّ "الجيش الفرنسي قرر تحويله إلى كاتدرائية لأداء صلاة القديس، وجعل هذا القرار خطيب المسجد يدعو الجزائريين إلى إنقاذ كتشاوة". ولفت إلى أنّ "الجزائريين هبّوا إلى مدينة الجزائر واعتصموا داخل المسجد وأمامه، لثني الاستعمار عن تنفيذ قراره، لكن الاحتلال قام بقتلهم وهم عُزّل". ووفق المؤرخ رخيلة، فإن "ما لا يقل عن 5 آلاف ضحية قتلوا ببشاعة بعد دفاعهم عن كتشاوة الذي يُعَد مؤسسة دينية. وبعد أسبوع من تنظيف المكان من الدماء ونقل الموتى، أقام الاستعمار صلاة القديس". ولم يخف المتحدث أنّ "مجزرة كتشاوة التي تؤكد وحشية فرنسا الاستعمارية تلتها مجازر أخرى بشعة في الفترة بين 1830 و1962". واعتبر رخيلة أنّ "كتشاوة استرجع دوره بعد استقلال البلاد (1962)، وظل معلما دينيا وحضاريا يجمع المسلمين في كل مناسبة دينية أو في الصلوات". كما أوضح أنّ " الوجود العثماني في الجزائر لم يكن احتلالا، ويُصنّف في إطار الخلافة الإسلامية، والجزائر جزء منها". وقال رخيلة: "الفرنسيون أنفسهم يقرون بأنّهم وجدوا أنّ التعليم منتشر في تلك الفترة، على عكس ما فعلوه هم من طمس للهوية الجزائرية". وأردف أنّ "الدراسات الموجودة تؤكد أن الحقبة العثمانية لم تلغ هوية الجزائر وشعبها." وتابع قائلا: "لو لم يأت العثمانيون وينقذوا الجزائر في 1515 من الحرب الصليبية، لما تأخر استعمار فرنسا للبلاد إلى 1830، وكانت ستقسم بين الأقطار الأوروبية الثلاثة: إيطاليا، فرنسا وإسبانيا." ** رواية شعبية للمجزرة بدوره، قال مراد سحنون، مواطن يقطن بالقرب من المسجد وسط العاصمة الجزائرية لـ"الأناضول" إنّ "الاحتلال الفرنسي ارتكب مجزرة في مسجد كتشاوة، راح ضحيتها 200 جزائري كانوا داخل المسجد". وأضاف: "الذين كانوا داخل المسجد رفضوا الخروج منه، فقتلهم الاستعمار الفرنسي ودفن جثثهم في أركان المسجد ومحيطه". وتابع: "أمّا بخصوص الـ 4 آلاف شهيد، فيضافون إلى الذين قتلوا داخل المسجد، وقدِموا من أنحاء مدينة الجزائر لنصرة إخوتهم، ورفضا لتحويل جامع كتشاوة إلى كنيسة". من جهته، أوضح إسلام حواس، مواطن آخر من رواد المسجد، أنّ "الجريمة المرتكبة في حق 4 آلاف جزائري تدل على أنّ الإسلام متجذّر في البلاد منذ قرون، أبا عن جد". وقال حواس لـ"الأناضول" إنّ "الأمر الثاني المتعلق بمزاعم فرنسا أنّ العثمانيين استعمرونا.. من نسج الأباطيل". وأكدّ أنّ "العثمانيين كانوا بمثابة دم واحد (مع الجزائريين) بأخوة الإيمان، والدليل تضحية 4 آلاف شخص بأنفسهم نصرة لهذا المسجد الذي يعدّ رمزا للإسلام". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :