الصحف العربية الصادرة صباح السبت بنتائج اجتماع فيينا حول الأزمة السورية. واعتبر العديد من المعلقين أن المجتمعين عجزوا عن إيجاد حل للأزمة، وإن كانوا اختلفوا في تفسير ذلك. ومن جانبها، اهتمت الصحف المصرية بمناقشة نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، حيث أبرز العديد من المعلقين ضعف المشاركة. مشهد سريالي الوطن السعودية ترى أنه بغض النظر عما تمخض عنه اجتماع فيينا، فالحلول في الأزمة السورية متوقفة على نقطة واحدة هي استمرار بشار الأسد أو عدم استمراره على رأس السلطة. وتطالب الجريدة إيران وسوريا بإظهار ليونة في موقفهما حول هذه القضية. وتحمل الراية القطرية، من جانبها، إيران وروسيا المسؤولية عن فشل الاجتماع، بالقول: إن فشل الاجتماع الدولي حول سوريا في فيينا في التوصل إلى نقاط توافق واضحة بشأن حل الأزمة ينذر بتداعيات خطيرة وهذا الفشل كشف عدم جدية كل من روسيا وإيران بشأن الحل السياسي للأزمة السورية وعرقلتهما إيجاد الحل السياسي بالتمسك بعدم رحيل الأسد. وفي الأنوار اللبنانية، يصف رفيق خوري المشهد في فيينا بأنه سريالي، مؤكدًا أن المهم هو التركيز على الحاجة الى وقف العنف وبدء مسار الحل السياسي من باب البحث في المرحلة الانتقالية. أما في الشروق الجزائرية، فيرى حبيب راشدين أن جميع الدول المشاركة، شاركت بطريقة أو أخرى في قتل السوريين، وكل بلدٍ له مصلحة في توفير الظروف المناسِبة لاستدامة القتل. ويتساءل الكاتب: كيف نتوقع من دولٍ لها كل هذه المصالح في استدامة القتال في سوريا، أن تتوافق على صناعة مخرج سلمي للنزاع؟. على المنوال نفسه، يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: معظم، إن لم نقل جميع الأطراف المتورطة في صراعات المنطقة وحروبها ومحاورها، تحلّقت بالأمس حول مائدة واحدة، في تطور غير مسبوق. ويوضح أن الشعور المهيمن على الوفود المتقاطرة صوب فيينا، يتميز بالإعياء والإنهاك، وانعدام القدرة على ’الحسم‘. وترى الوطن العمانية في افتتاحيتها أنه بتوسيع الأطراف المشاركة في لقاءات فيينا، تكون هذه اللقاءات قد دخلت مرحلة من الجدية لم تتوافر من قبل في اجتماعات ما يسمى ’أصدقاء سوريا‘. وتخلُص الجريدة إلى أن المجتمعين قد وضعوا خطوطًا عريضة مع التنسيق لاستدعاء أطراف معارضة للاجتماع القادم. ربما يكون ذلك أول اختبار لجدية ’فيينا‘ من حيث تمثيل الوفود الجديدة للمعارضة السورية بشكل صحيح. الانتخابات المصرية يشير وجدي زين الدين في الوفد المصرية إلى أن نتائج انتخابات المرحلة الأولى أظهرت تفوُّق الأحزاب السياسية عن المستقلين، وهذا في حد ذاته دليل على السير في الطريق الصحيح، موضحًا أنه مع كامل الاحترام لكل النواب المستقلين الذين فازوا في المرحلة الأولى، فإن هؤلاء لن يستطيعوا أن يكونوا ظهيرًا للدولة الجديدة. وعلى العكس من ذلك، ترى اليوم السابع أن المستقلين يتحكمون في البرلمان المقبل بعد فشل أي حزب في تحقيق الأكثرية. من جانبها، ترصد الأهرام المصرية الدروس التي يمكن الخروج بها بعد المرحلة الأولى من الانتخابات، قائلة إن أهم وأخطر هذه الدروس يكمن في مسألة ضعف إقبال الناخبين، وتعزو ذلك إلى نقص التوعية بأهمية المشاركة السياسية. وترى الصحيفة أن من بين النتائج الإيجابية للانتخابات الوجود اللافت للمرأة والأقباط وتحقيق الأحزاب الحديثة نجاحًا نسبيًا وتراجع الاحزاب الدينية وعلى رأسها النور. في مقاله بعنوان نواب بلا شعب يُعلق عمر حسانين على غياب الناخبين قائلاً إن المشاركة كانت أقل من ضعيفة، رغم قوة المنافسة، محذرًا من أنه لو لم يتغير الوضع في المرحلة الثانية فسنرى مجلسًا نيابيًا ’مكسور العين‘. ويبين الكاتب أن الأحزاب السياسية مجرد جثث لموتى لا تمتلك تأثيرًا حقيقيًا في الشارع، وقد لا تمتلك رؤية سياسية واضحة.
مشاركة :