أكد التحالف العسكري بقيادة السعودية مقتل أكثر من 180 متمرّدا حوثياً في معارك بمدينة مأرب الاستراتيجية، فيما دعت الأمم المتحدة لإنهاء القتال في المنطقة، لتتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المدنيين. مقاتلون موالون للحكومة اليمنية يطلقون النيران على موقع قرب من الخطوط الأمامية للحوثيين في مأرب صرح التحالف العسكري بقيادة السعودية الجمعة (15 أكتوبر/تشرين الأول 2021) عن مقتل أكثر من 180 متمرّدا حوثياً في ضربات جديدة جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، حيث أدت المعارك إلى سقوط مئات القتلى في الأيام الأخيرة. وأفاد التحالف وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن "عمليات الاستهداف شملت تدمير 10 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 180 عنصراً إرهابياً". من جهة أخرى، تمكن مسلحو جماعة أنصار الله الحوثي من السيطرة على مركز مديرية العبدية، بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، بعد أن فرضوا على المديرية حصاراً مطبقا منذ أكثر من ثلاث أسابيع. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية، إن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على مركز المديرية، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بشكل عنيف جنوب وشرق المديرية، وسط موجة نزوح داخلية كبيرة من قبل المدنيين جراء القصف. من جانبهم أعلن الحوثيون، السيطرة على مركز مديرية العبدية، ونشروا صوراً توثق لحظات دخول مقاتليهم، فيما لا يزال مقاتلوهم يفرضون حصاراً على بعض قراها. وفي مديرية الجوبة، أكدت المصادر، أن الحوثيين سيطروا على قرى القاهر والروضة والحرير وبلدة واسط، جنوبي مأرب، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة، إذ تحاول قوات الجيش الحكومي استعادة تلك المناطق والتصدي للهجمات العنيفة التي يشنها الحوثيون. ومأرب عاصمة المحافظة الغنية بالنفط هي آخر معقل للحكومة في شمال اليمن الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون إلى حد كبير. وبهذا التقدم، يقترب الحوثيون من السيطرة على مركز مديرية الجوبة، الذي يبعد عن مدينة مأرب الغنية بالنفط، بنحو 30 كم. ومنذ أسابيع، تشهد المديريات الجنوبية من محافظة مأرب ، معارك هي الأعنف بين قوات الجيش الحكومي مسنودين بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران من جهة ثانية، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة في كلا الطرفين، إلى جانب مدنيين. وتمكن الحوثيون خلال هذه المعارك من السيطرة على مديرية حريب جنوبي مأرب، ومديريتي بيحان والعين في محافظة شبوة المحاذية لها. و مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة الشرعية، شمالي البلاد،كما أنها معقل الجيش الوطني ومقر وزارة الدفاع. الأمم المتحدة تدعو لوقف القتال من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى إنهاء القتال في منطقة مأرب، لتتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المدنيين وخصوصاً النازحين. ويسعى المتمردون منذ شباط/فبراير للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية التي يتقدمون فيها بعد أن كثفوا هجومهم في الأسابيع الأخيرة. وقال ديفيد غريسلي منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية للحملة في البيان "ادعو جميع الاطراف المشاركة في القتال إلى الاتفاق الان على وقف القتال في منطقة العبدية" في قطاع يبعد نحو مئة كلم جنوب مأرب تطاله أعمال العنف، وأضاف أن هدنة ستسمح "بمرور آمن للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني وكذلك بإجلاء الجرحى". ونزح نحو عشرة آلاف شخص في أيلول/سبتمبر وحده في محافظة مأرب حسب منظمة الهجرة الدولية. وأشار البيان إلى أن نحو 35 ألف شخص يواجهون صعوبات في دخول هذا القطاع أو الخروج منه، بينهم 17 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفا فروا إلى العبدية بعد هربهم من القتال في أماكن أخرى. وأدت الحرب التي بدأت في 2014 في اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة. وقد قتل خلالها عشرات الآلاف من الأشخاص، حسب منظمات دولية غير حكومية. ع.ح./ع.أ.ج (ا ف ب ، د ب ا)
مشاركة :