ولعنا بالطيور وتربية الحمام والبلابل يعود إلى بداية الخمسينات، حين كنا أطفالاً ونشتري الطيور في العاصمة المنامة بالقرب من حيّنا، بين شارع الشيخ عبدالله وشارع صعصعة، في سوق المقاصيص «الحراج»، وسوق الطيور والحمير وبالقرب من فندق اليماني. وكان المواطن البحريني «أبو زيد» من أشهر مربي وتاجر طيور الحمام آنذاك. من الأطفال الذين كنت أراهم في السوق كان الطفل المشاكس عبدالرحمن «حماني»، الذي كانت هوايته صيد وتربية الطيور. «حماني» صاحب سبع صنايع والبخت مش ضايع! من حسن حظي أنني تفاجأت بوجود زميل جديد في العمل بمطار البحرين في نهاية السبعينات، يسمى عبدالرحمن، الطفل المشاكس «حماني» الذي كنت أشاهده بالخمسينات في سوق الطيور! بعد نحو 50 عامًا تطور «حماني» من هاوي ومربي الطيور في الطفولة، إلى موظف في الشركة، وكذلك بائع الطيور والكلاب والسيارات المستعملة في الثمانينات! من ببغاء الكاسيكو إلى حمام الكش في أحد الأيام من عام 1983، عندما كنت مع الصديق العزيز يوسف بوچيري، نتجول بالسيارة في حي بوخميس بمدينة المحرق، شاهدت طير الكاسيكو يمشي على الرصيف. قلت لصديقي: «وقف السيارة حتى أصطاد هذا الطير». رد صديقي وقال: «اترك الطير ودعنا نواصل المشوار». قلت له: «هذا من الطيور الثمينة». بعدما وقف صديقي السيارة، مسكت الطير الذي لم يستطع الطيران. قمت بحفظ الطير في القفص ووضعته على منتصف سلم الطابق الثاني. وعندما ابني خالد الذي كان تلميذًا آنذاك، يمر بالقرب من قفص الطير، كان يصرخ عليه. بعد نحو سنة بعته على زميلي «حماني» بمبلغ 70 دينارًا، والذي قام ببيعه بعد أشهر بـ80 دينارًا. في شهر سبتمبر من هذا العام اصطاد ابني خالد حمامة في موقع العمل قرب مطار البحرين، واتصل بالزميل «حماني» وأهداه الحمامة الذي قال بأنها تسمى «الكش».
مشاركة :