مصادر تاريخية "الملك سعود" و "الملك فيصل" أمّا المصلين في المسجد الحرام 7 مرات •

  • 10/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت المراجع التاريخية الخاصة بأئمة الحرمين الشريفين عن أن الملك سعود بن عبدالعزيز أمّ المصلين خلال العهد السعودي في المسجد الحرام والمسجد النبوي وصعيد عرفات 12 مرة ما بين الأعوام من 1374هـ إلى 1381هـ بينما أمّهم الملك فيصل بن عبدالعزيز مرة واحدة في المسجد الحرام عام 1384هـ حينما تولى مقاليد الحكم في البلاد. ومن هذه المراجع كتاب المستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد (تاريخ أمة في سير أئمة) وتناول تفاصيل تاريخ أئمة الحرمين في 2256 صفحة موزعة في 5 أجزاء بدأت منذ فترة إمامة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحالي. مستنبطا هذه السيرة من أكثر من 180 مرجعا تاريخيا. وأشار إلى أنه على الرغم من أهمية دراسة تاريخ أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي نظرا لارتباط سيرهم بتاريخ الأمة وجهودهم الجليلة في خدمة الدعوة الإسلامية ونشرها إلا أن تاريخ أئمة وخطباء الحرمين لم تتناوله المؤلفات الإسلامية بإسهاب مستقل لاسيّما في ظل ما قدمه التاريخ للأمة من معلومات عن أحوال أهل العلم وفضائلهم باستثناء بعض المؤلفات القليلة. وفي ضوء ذلك اهتم ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة في إطار حرصهم على عمارة وخدمة الحرمين الشريفين بتوثيق ما يتصل بهما من دراسات وأبحاث تاريخية فجرى إنشاء مركز تاريخ مكة المكرمة ومركز دراسات وبحوث المدينة المنورة ويتبعان دارة الملك عبدالعزيز التي يشرف على مجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المعروف بشغفه للتاريخ والثقافة والمعرفة. وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أكد خلال ترؤسه أول اجتماع لمركز تاريخ مكة المكرمة عام 1429هـ حينما كان أميرا للرياض على أهمية أن يكون هذا المركز ومركز دراسات المدينة المنورة قبل أن يستقل عن مركز مكة المكرمة على مستوى رفيع من الأهمية والإنجاز لخدمة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي لهاتين المدينتين بشكل علمي ومنهجي ورصد تاريخيهما بشكل دقيق من خلال التعاون مع الجهات الأخرى والأفراد ذوو الاهتمام دون التعارض مع أي جهود تصب جميعها في خدمة مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة. وفي ثنايا كتاب (تاريخ أمة في سير أئمة) الذي طبعه مركز تاريخ مكة المكرمة أوضح الدكتور صالح بن حميد أن أول إمام للمسجد الحرام بعد إمام المرسلين سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين هو الصحابي الجليل هُبيرة بن الثقفي الذي كان أميرا على مكة المكرمة آنذاك. وكانت الإمامة في عهد النبوة وعهد الدولتين العباسية والأموية مظهرا من مظاهر الإمارة بحيث يؤم المصلين في الحرمين الشريفين من يتولى زمام إمارتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في حين أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت له صلوات الله عليه وسلم كل مناصب الإمامة من الإمامة العظمى وإمامة الصلاة والخطابة وغيرها ومن بعد النبي صلى الله عليه وسلم تولى أمر الإمامة كل خليفة من الخلفاء الراشدين حيث كان كل خليفة يتولى في عهده إمامة المسلمين وخطابة مسجد النبي المصطفى واقتدى بذلك المسلمون في عهد الصحابة والتابعين. واستمر المسلمون هذا النهج يتبعه حتى بداية القرن الخامس للهجرة بعدها انتقلت الإمامة إلى العلماء وطلبة العلم الشرعي وبقيت على ذلك حتى عهد الدولة السعودية التي أقر فيها ولاة الأمر بالتشاور مع العلماء أن يتولى الإمامة في الحرمين الشريفين من يملك العلم والفضيلة ويحفظ كتاب الله عز وجل ويُحسن التلاوة والتجويد. وعن إمامة الملك سعود للمصلين في الحرمين الشريفين أفاد الشيخ بن حميد أن الملك سعود بن عبدالعزيز أمّ المصلين في المسجد الحرام 6 مرات لصلاتي العصر والمغرب في أعوام (1374هـ – 1376هـ – 1377هـ – 1378هـ – 1379هـ – 1381هـ) بينما صلى بالمأمومين صلاة الجمعة في المسجد النبوي 3 مرات في أعوام (1377هـ – 1378هـ – 1380هـ) وأم الحجاج في صعيد عرفات 3 مرات في أعوام (1374هـ – 1378هـ – 1380هـ). #03# وقال الشيخ صالح بن حميد : إنه عندما تولّى الملك فيصل بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد عام 1384هـ زار مكة المكرمة وطاف بالبيت الحرام ولما حان وقت صلاة المغرب طلب إمام المسجد الحرام وخطيبه الشيخ عبدالله الخليفي من الملك فيصل أن يصلي بالمسلمين فاعتذر في البداية فألح عليه الشيخ الخليفي فوافق الملك فيصل وكبر تكبيرة الإحرام بصوت مؤثر وصلى بمرتادي المسجد في ذلك الوقت. كما أم الشيخ عبدالعزيز بن باز المصلين في المسجد الحرام مرتين الأولى لأداء صلاة الميت على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في 17 من ذي الحجة عام 1393هـ والثانية صلاة الميت على الشيخ حافظ الحكمي في 18 من ذي الحجة عام 1377هـ وأم الشيخ محمد بن عثيمين المصلين في المسجد الحرام في شهر رمضان عام 1402هـ. وتطرق كتاب (تاريخ أمة في سير أئمة) إلى كيفية صلاة المسلمين في المسجد الحرام قبل قرون مضت. موضحا أنها كانت تعتمد على الصلاة جماعة خلف 4 أئمة في كل فرض حتى جاء الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد أحد حكّام الدولة السعودية الأولى فأقر تنظيم صلاة الجماعة خلف إمام واحد اقتداء بالسلف الصالح ولمنع التداخل بين الأئمة والتشويش على المصلين. وسار على نهج السلف القويم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن حيث أمر عام 1373هـ أن يصلي المسلمون جماعة واحدة في الحرمين الشريفين خلف إمام واحد وكان أول من تولى الإمامة في العهد السعودي الشيخ الحميدي بن درعان من أهالي حائل بحسب ما ذكر الدكتور صالح بن حميد. ويعدّ كتاب (تاريخ أمة في سير أئمة) ثروة من المعلومات التاريخية المفصلة عن عمارة ومكونات الحرمين الشريفين وقسمه مؤلفه إلى قسمين متعلقين بالحرمين الشريفين وكل قسم صنف لثلاثة فئات للحديث والترجمة لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما من حيثُ الصلوات المفروضة وصلاتي التراويح والجنائز إلى جانب رصد 1312 إماما للحرمين منهم 745 إماما بالمسجد الحرام و 567 إماما بالمسجد النبوي منذ عهد النبوة حتى عام 1432هـ. #04# وأفصح الشيخ صالح بن حميد في كتابه عن أسماء الأئمة الذين لم يجد لهم ترجمة مع ذكر اللقب أو الكنية والذين لم يجد لهم أي معلومات من الأئمة وعددهم 336 إماما في القسمين المتعلقين بالحرمين الشريفين وقام بالترجمة لعدد من الأمراء والولاة على الحرمين الشريفين خلال الفترة التي تصل إلى حد القرن الخامس من الهجرة حيث كانوا هم الذين يتولون إمامة الناس في الصلاة وخطبة الجمعة بالحرمين الشريفين. وبحسب ما ورد في الكتاب فإن عدد أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي 15 إماما 10 منهم يؤمون المصلين في المسجد الحرام وهم الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ومؤلف الكتاب الشيخ الدكتور صالح بن حميد والشيخ الدكتور أسامه خياط والشيخ الدكتور سعود الشريم والشيخ القاضي صالح بن طالب والشيخ ماهر المعيقلي والشيخ عبدالله الجهني والشيخ خالد الغامدي والشيخ فيصل غزاوي بينما يؤم المصلين في المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي والشيخ الدكتور حسين آل الشيخ والشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي والشيخ القاضي عبدالمحسن القاسم والشيخ القاضي صلاح البدير. وفي إطار الاهتمام بشؤون الإمامة في الحرمين الشريفين فقد صدرت هذا العام موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على مشاركة وتعاون 4 من المشايخ في إمامة المصلين لصلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان الجاري وهم الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود الشيخ الدكتور ياسر الدوسري في المسجد الحرام وكل من عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية سابقا الشيخ الدكتور محمد أيوب والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور خالد المهنا في المسجد النبوي والشيخ الدكتور حسن بخاري في المسجد الحرام.

مشاركة :