نبدأ العودة إلى مباراة الشعب وضيفه الوحدة التي انتهت 4-1 لمصلحة أصحاب السعادة الذين استعادوا البسمة بعد الخسارة الثقيلة أمام الأهلي 1-3 الأسبوع الماضي، من لحظة تسجيل محترف الكوماندوز الفرنسي ميشيل لارنت هدف السبق لفريقه حيث رفض الاحتفال ما أثار الكثير من علامات التعجب. كانت مباراة الوحدة والشعب عبارة عن مسلسل بصور عدة، كل واحدة منها له قصة، إلا أن الصورة الأهم كانت لميشيل التي عبرت بوضوح عن حالة الشعب. ويعتبر ميشيل مهاجم الشعب صاحب الهدف التاريخي لفريقه في شباك مسافي الموسم الماضي الذي تغنت به جماهير الكوماندوز كثيراً وبموجبه تأهل الكوماندوز إلى دوري الخليج العربي، وبما أن ميشيل من اللاعبين الذين لهم معزة خاصة عند جمهور الشعب فقد ارتسمت أكثر من علامة استفهام على وجوههم بعد هدف السبق للاعبهم في شباك الوحدة بسبب عدم احتفاله به على غير العادة بالنسبة للاعب وأي لاعب آخر في موقفه. وكان واضحاً أن ميشيل يريد إيصال رسالة بعدم سعادته وفرحته بالهدف، في حين كانت تنهال التهاني على صانع الهدف الموهوب الصاعد حميد عبدالله الذي ارسل تمريرة ذكية نمت عن موهبة لاعب قادم بقوة لالكوماندوز. وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن فريق الشعب كان في موقف لا يحسد عليه في هذه المباراة وكونه سجل الهدف من المفترض أن يبث ذلك المزيد من الحماس والمسؤولية في صفوف الفريق، ولكن ما حدث هو العكس والنقيض تماماً فلم يرفض ميشيل الاحتفال بالهدف بل رفض مشاركة زملائه في التعبير عن الفرحة، وتردد في مدرجات وأروقة قلعة الكوماندوز أنه فعل ذلك لأنه كان على خلاف مع المدرب المصري طارق العشري. وازدادت الأمور سوءاً بعد أن أهدر ميشيل ضربة جزاء سجلها في المرة الأولى وأعادها الحكم مرة أخرى ليهدرها، لتتوالى الصدمات على الشعباوية، وقبل ذلك افتتح المصري عمر السولية التسجيل للشعب، ولكن الحكم الغى الهدف بحجة التسلل، إلا أن اللاعب لم ينتبه لذلك واحتفل بشكل جنوني واتجه صوب الكاميرا وطبع قبلته على عدسة الشاشة البلورية، ولكنه عندما أدار بصره إلى الوراء وجد نفسه وحيداً من دون أن يشاركه أحد بالفرحة فلم يكن أمامه سوى أن يندب حظه ويعود إلى ملعب المباراة بأقدام متثاقلة. وتوالت الأحداث المثيرة والصدمات على الشعباوية عقب نهاية المباراة عندما أطلق المدرب المصري طارق العشري التصريح الجريء الذي قال فيه لا استطيع مواصلة المشوار مع الشعب، وشكر الإدارة واللاعبين والجمهور وأكد أن التغيير سيكون أفضل للشعب وأنه كمدرب يضع هذا الخيار أمام الإدارة الشعباوية. وكان لافتاً أن المدرب العشري كشف أنه كان سيسافر إلى مصر بعد المباراة، لكن أجواء الشعب جعلت طائرته لا تقلع، في إشارة إلى الاجتماع الذي سيعقده مع إدارة نادي الشعب لتحديد مصيره. وقال العشري الاحباط بدا على اللاعبين بعد هدف التعادل ووضح لي ذلك من داخل غرفة الملابس بين شوطي المباراة وبدا الانهيار بعد الهدف الثاني. وبالعودة السريعة إلى المباراة فقد كان الشعب جيداً في الشوط الأول، ولكنه عاد إلى مربع الإحباط بعد أن عادل الوحدة النتيجة وكان هدف تيغالي الأول بمثابة جواز أو إشارة المرور لعودة السعادة إلى أصحابها، وفي الشوط الثاني تلاعب الوحداوية بدفاعات الشعب التي كانت خارج نطاق الخدمة بالكامل لا تكتيك ولا تكنيك ولا تنظيم ولا نظام ولا روح ولا رغبة في العطاء فقد كانت الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية واضحة للعيان، حيث تجول تيغالي وسط دفاع الشعب بحرية واريحية لم تتح له حتى في تدريبات الوحدة، ليجعلوا من المهاجم الأرجنتيني بعد الهاتريك الهداف الأول لدورينا برصيد 9 أهداف. وتبارى مدافعو الشعب في تقديم الهدايا بمختلف أشكالها وأنواعها لمهاجمي الوحدة وصال عامر عمر وجال على الناحيتين اليمنى واليسرى وأرسل الكرات العرضية وسدد العبقري العكبري من مختلف الجهات وراوغ وصنع وأرسل الكرات العرضية وقدم الهدف الثالث على طبق من ذهب إلى تيغالي ولعب إسماعيل مطر تمريرة لا يمررها إلا أصحاب الخيال الواسع من صناع اللعب عرضية لولبية مقوسة أمام أربعة من مدافعي الشعب أنسل لها تيغالي من وسط مدافعي الشعب الذين اكتفوا بمطاردة اللاعب ونسوا أن اللاعب يطارد الكرة إلى أن أودعها الشباك. وإذا كانت الصدمة الرباعية قاسية للشعباوية فقد كان لها وقع إيجابي كبير في أوساط السعادة التي عادت إلى أصحابها عن جدارة واستحقاق فقد كان العنابي في أمس الحاجة إلى الفوز. وما يحسب للوحدة أنه قدم عدة وجوه شابة هذا الموسم، حيث يبدو أن المدرب أغيري لا يخشى تجربة الصغار، وبعد اعتماده على العكبري قدم أول من أمس سيف سلطان كلاعب دفع به من البداية. مطر: الوحدة ما زالمنافساً على اللقب أعرب إسماعيل مطر نجم وكابتن فريق نادي الوحدة عن سعادته بفوز العنابي على الشعب 4-1 وقال بحمد الله وتوفيقه حصدنا نقاط مباراتنا الصعبة مع الشعب كاملة وهذا ما كان يهمنا من هذه المواجهة التي كنا نعمل لها ألف حساب نظرا لموقف الشعب في المنافسة وبالفعل أدخلنا الشعب في لحظات صعبة جداً عندما سجل هدف السبق، ولكن العودة السريعة لنا شكلت نقطة التحول في المباراة وأعادت الوحدة إلى أجواء المباراة بقوة وكانت الآثار الإيجابية لهدف التعادل واضحة من أداء الفريق في الشوط الثاني الذي كان وحداوياً من كل النواحي. وأضاف إسماعيل مطر أن الوحدة لعب مباريات صعبة في الفترة الماضية وكانت ضد أقوى الفرق في الدولة أمام العين والجزيرة والنصر والأهلي والشباب، موضحاً أن الفرق لا تفضل أن تبدأ مشوارها في البطولات بمواجهة الفرق القوية والكبيرة وفي النهاية هذا هو الجدول وأحكام القرعة. وأكد إسماعيل مطر: مازلت عند حديثي الذي قلته قبل بداية الدوري، نحن كفريق لا نقل عن بقية الفرق المتنافسة والطامحة إلى لقب الدوري وثقتنا بأنفسنا كبيرة والحمد لله عبرنا وعدنا إلى سكة الانتصارات وأتمنى أن نوفق في جميع المباريات القادمة فلا توجد مباراة سهلة وأخرى صعبة خصوصاً وأن تقارب المستويات يعتبر السمة الأبرز لفرق دورينا. وأضاف أحياناً مواجهة الفرق التي تكافح لأجل البقاء أصعب من مواجهة فرق المقدمة، نحن كلاعبين نحترم فريق الشعب وتاريخه وهو من الأندية العريقة وأتمنى له أن يتجاوز مرحلة الضغوط والتوفيق في المباريات المقبلة. وعن مشاركة عدد من اللاعبين الشباب والصاعدين مع الفريق الأول قال: أعتقد أن هذا هو عمل المدرب الذي يمتلك خبرة كبيرة تفوق الأربعين عاماً وبكل تأكيد سيسخر المدرب كل خبراته لأجل خدمة الفريق في المرحلة المقبلة.
مشاركة :