غليان في تركيا عشية الانتخابات البرلمانية

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت أمس الحملة الانتخابية في تركيا، عشية الاقتراع البرلماني الثاني في خمسة اشهر، وسط اجواء من التوتر نتيجة لمواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين مناوئين للنظام الذي يرأسه رجب طيب أردوغان من جهة وتجدد النزاع الكردي ومخاوف من النزعة التسلطية للحكم بقيادة اردوغان الذي يواجه تحدياً مصيرياً. وشنت السلطات التركية حملة ضد وسائل الإعلام المحلية، وصفها صحافيون أتراك بأنها الأسوأ في تاريخ الجمهورية خلال الفترة التي سبقت الاستحقاق البرلماني المرتقب اليوم والذي يمكن أن ينهي 13 عامًا من حكم الحزب الواحد، الذي استأثر به حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، وهو الأمر الذي أضفى أجواء من التوتر تحول إلى تظاهرات مناوئة للنظام واجهتها قوات الأمن بكل الوسائل على غرار تظاهرة اسطنبول أول من أمس. من جهة أخرى، حشد رئيس الوزراء المنتهية ولايته احمد داود اوغلو وزعماء الأحزاب الثلاثة الكبرى في المعارضة الممثلة في البرلمان انصارهم للمرة الأخيرة على امل تكذيب استطلاعات الرأي التي تتوقع جميعها أن تأتي نتيجة انتخابات اليوم تكراراً للنتائج التي خرجت بها صناديق الاقتراع قبل خمسة اشهر. ورغم انه احتل الطليعة بحصوله على 40.6 في المئة من الأصوات خسر حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان، في السابع من يونيو الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها لدى وصوله إلى الحكم في 2002. ويجد الرئيس المحافظ نفسه أمام تحد مصيري بعد ان هيمن بلا منازع على تركيا طيلة 13 سنة، لكنه بات اكثر فأكثر مثار جدل في البلاد. ودقت تلك النكسة ناقوس الخطر ولو مؤقتا بالنسبة لطموح اردوغان الساعي إلى فرض رئاسة بصلاحيات مطلقة على البلاد. لكن الرجل القوي في تركيا الذي يبدو واثقا من استعادة قوته، ترك المحادثات حول تشكيل حكومة ائتلاف تؤول إلى الفشل وخطط لانتخابات مبكرة. وتتوقع استطلاعات الرأي ان يحصل حزب العدالة والتنمية على 40 إلى 43 في المئة من نوايا التصويت وهي نتيجة غير كافية ليحكم بمفرده، بل قد يضطر مرة اخرى لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية. ورأت المحللة اصلي ايدنتاشباش من المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية ان الرهان الرئيسي للانتخابات البرلمانية سيكون تقليص أو تعزيز سلطات اردوغان. وجرت في الأسبوعين الأخيرين ثاني حملة انتخابية هذا العام في اجواء توتر مع تنامي اعمال العنف بشكل لافت. فمنذ الصيف، استؤنف النزاع المسلح المستمر منذ 1984 بين متمردي حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية في جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية، وتم دفن عملية السلام الهشة التي بدأت قبل ثلاث سنوات.

مشاركة :