غموض في مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بعد مغادرة ميركل المشهد السياسي

  • 10/17/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قد يلقي مغادرة المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل المشهد السياسي الأوروبي بظلاله على العلاقات الصعبة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بحسب خبراء. أجرت ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات اليوم (السبت) في إسطنبول. وفي "مناخ ودي"، على حد وصف الإعلام المحلي، ناقش الزعيمان العلاقات بين تركيا وألمانيا ومحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والهجرة غير الشرعية ومجموعة من القضايا الإقليمية. وليس سرا أن المستشارة، التي تتولى منصبها منذ فترة طويلة، تعارض انضمام تركيا للكتلة الأوروبية. كما أن المحادثات بشأن انضمام تركيا للاتحاد متوقفة حاليا نتيجة للتوترات مع اليونان وقبرص. ومن ناحية أخرى، تستخدم ميركل الخطاب الاسترضائي تجاه أنقرة بالرغم من المصالح المتضاربة في العديد من القضايا. من المقرر أن تترك ميركل السلطة فور تشكيل حكومة جديدة في برلين عقب الانتخابات العامة، وهذا قد يعني اتباع نهج جديد تجاه تركيا، بحسب خبراء. وقال سفير تركيا السابق لدى فرنسا أولوك أوزولكر "يتعين أن نكون واقعيين. يعد غياب ميركل خسارة كبيرة لتركيا." وأضاف "كان نهجها المتوازن في التعامل مع تركيا مفيدا في تخفيف حدة التوترات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وكذا في العلاقات الثنائية". وأوضح أوزولكر على إذاعة ((ان تي في)) الخاصة أنه "بدون الاستقرار الذي كانت تجسده ميركل، فإن العلاقات الثنائية والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ستواجه جوانب من التقلبات والغموض". في 2016، انتزعت ميركل اتفاقا بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وهو ما قلل بنجاح عدد المهاجرين العابرين لبحر إيجه تجاه أوروبا. وبصفتها جزءا من الاتفاق، حصلت تركيا على دعم مالي. وتعد تركيا، نقطة عبور رئيسية لطالبي اللجوء في طريقهم إلى أوروبا، حيث تستضيف أكثر من 4 ملايين لاجئ، من بينهم 3.6 مليون سوري، في إطار حدودها. وذكر مصدر قريب من حكومة أنقرة، أن تركيا تحتاج إلى الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لها، بينما تحتاج ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى أنقرة لاتباع "سياسة متوازنة ومرضية للطرفين بشأن الهجرة". وتعد أفغانستان قضية أخرى يحتاج فيها كل طرف للآخر، وذلك عقب تولي طالبان السلطة هناك، حسبما ذكر. كما شاركت طالبان في حوار دبلوماسي مع برلين وأنقرة. وأشار المصدر أيضا إلى أنه من المتوقع أن تكون الحكومة الألمانية الجديدة أكثر حساسية بشأن قضايا حقوق الإنسان وسيادة القانون الحريات الشخصية. وقد يثير هذا السيناريو غضب أردوغان الذي اتهم الاتحاد الأوروبي مرارا بالفشل في دعم بلاده ضد "الإرهابيين" عقب محاولة انقلاب 2016. وقالت تولين دال أوغلو، محللة مستقلة للسياسة الخارجية، إن الخلافات الحالية داخل الاتحاد الأوروبي قد تؤثر على مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي عقب مغادرة ميركل منصبها. وأخبرت دال أوغلو وكالة أنباء ((شينخوا)) أن "أوروبا تدخل مرحلة من الشكوك"، مضيفة أن "الولايات المتحدة نقلت اتفاقها الأمني من أوروبا إلى شرق آسيا". وفي مواجهة الشكوك التي تواجه الاتحاد، ذكرت المحللة أن تركيا قد تواجه أيضا مشكلات إضافية في استراتيجيتها التي استمرت لعقود لتصبح عضوا في الاتحاد.■

مشاركة :