في مشهد إيماني مهيب، اصطفت جموع المصلين في المسجد الحرام، فجر اليوم الأحد، بعد عامين من التباعد الجسدي على خلفية الإجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا التي أقرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين؛ حفاظاً على سلامة قاصديه. يأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الداخلية السعودية الموافقة على تخفيف الاحترازات الصحية، والتي تشمل السماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام مع إلزام العاملين والزائرين بارتداء الكمامة في جميع الأوقات في كافة أروقة المسجد، والاستمرار في استخدام تطبيق «اعتمرنا» أو «توكلنا» لأخذ مواعيد العمرة والصلاة للتحكم بالأعداد الموجودة في آن واحد. «استووا.. اعتدلوا.. تراصوا.. سدوا الخلل».. عبارات غابت لقرابة العامين، واليوم في فيديو راج على نطاق واسع في العالم أجمع، ردد تلك العبارات إمام الحرم المكي الدكتور بندر باليلة، في مشهد وصفوه بالمهيب. وفي ذات الصعيد، قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ليلة البارحة بإزالة ملصقات التباعد الجسدي داخل المسجد الحرام، والتي اعتمدتها الرئاسة مع بداية جائحة فيروس كورونا، لتعين قاصدي المسجد الحرام على تطبيق مبدأ التباعد الجسدي. وأكد وكيل الرئيس العام للتفويج وإدارة الحشود بالرئاسة، المهندس أسامة الحجيلي، أنه ومنذ بداية الجائحة عملت الرئاسة على تطبيق عدد من الإجراءات والتدابير الوقائية للحفاظ على سلامة قاصدي المسجد الحرام، ومن أهمها ملصقات التباعد الجسدي التي وزعت في كافة أرجاء البيت الحرام، حيث تم في البداية اعتماد الملصقات على بعد مترين ثم مع منتصف المرحلة الثالثة تم تقليصها إلى المتر ونصف المتر. وأوضح أن اليوم، ومع القرار الذي حمل بين طياته البشائر بزوال غمة الجائحة، نطوي في الرئاسة صفحة الملصقات التي رافقتنا طوال فترة الجائحة، ولفت إلى أن الرئاسة قامت أيضاً بتغيير الهوية البصرية المحيطة بالكعبة المشرفة، وذلك باستبدال الحواجز البلاستيكية الملاصقة للكعبة المشرفة بحواجز شريطية، كما أنه تمت زيادة المسارات داخل صحن المطاف وذلك بعد إزاحة كافة الحواجز لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطائفين.
مشاركة :