قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني في أولى جلسات مؤتمر حوار المنامة أمس السبت بعنوان السياسة الأمريكية والأمن الإقليمي إن الدعم الإيراني للتخريب في الدول العربية يمثل تهديداً كبيراً للمنطقة مثله مثل تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن دول مجلس التعاون تسعى إلى استقرار المنطقة وملتزمة كذلك بضمان أمنها الذي تعمل على تحقيقه منذ عقود. وأكد أن الحل في سوريا يكمن في الالتزام بمخرجات جنيف 1، وأن تعمل القوى الدولية الكبرى مع دول المنطقة لتشكيل سلطة انتقالية تحفظ مؤسسات الدولة، والتضامن بين جميع فئات وأطياف الشعب السوري، وأن يكون لهذا الهدف السياسي نفس الأولوية التي تعطى حالياً لمكافحة الإرهاب. ولفت إلى أن وجود التنظيم الإرهابي في سوريا لا يجب أن يكون عائقاً للتوصل إلى حل بل يجب أن يكون دافعاً للوصول إلى ذلك الحل السياسي، مشيراً إلى أن هناك قوى إقليمية أخرى سعت أيضا لملء الفراغ لبسط نفوذها على سوريا وهو ما نراه جلياً في وجود الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله في سوريا. وحول التنظيم الإرهابي، أعرب الشيخ خالد عن أسفه من انتشار هذا التنظيم حتى وصل لدول مثل ليبيا ونيجيريا، وأشار إلى قيام هذا التنظيم بعمليات إرهابية وتفجيرات استهدفت المساجد في كل من السعودية والكويت يوضح أن التنظيم الإرهابي لن ينتهي حتى لو تم القضاء على تواجده في العراق وسوريا، إضافة إلى أنه ليس التهديد الإرهابي الوحيد الذي نواجهه في المنطقة. وأوضح أن إيران دأبت على تدريب إرهابيين وتمويلهم من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في البحرين واستغلال عدد من المواطنين، وتدريبهم على كيفية صناعة العبوات الناسفة وتهريب الأسلحة، مؤكداً أن هذا الخطر لا يقل عن خطر التنظيم الإرهابي. وحول فرص تحسين العلاقات مع إيران، أكد أن هذا الأمر يتوقف على سلوك إيران ومدى التزامها بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون المملكة، قائلاً: إن هذا التقارب في العلاقات لن يتم في ظل وجود مسؤولين يتفاخرون بسقوط أربع عواصم عربية للثورة الإسلامية الإيرانية. وطالب وزير الخارجية البحريني المجتمع الدولي بأن يولي موضوع وقف التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة نفس الأهمية التي أولاها لإبرام اتفاق مع إيران في ما يتعلق بالبرنامج النووي. وحول تطورات الأوضاع في اليمن، قال الشيخ خالد: إن دول التعاون جاهزة لتواصل دورها الاستراتيجي لأجل استعادة الأمن والاستقرار في اليمن والقضاء على الجماعات التي انقلبت على الشرعية. وأضاف أن الحوثيين يمكن أن يكون لهم مستقبل في البلاد إذا ألقوا السلاح وشاركوا في حل سياسي. وحمل الشيخ خالد إسرائيل مسؤولية تردي الوضع في الأراضي الفلسطينية نتيجة انتهاكاتها المتواصلة وانتهاك القوانين الدولية التي تجرم المساس بالمقدسات الدينية وتؤكد على صونها وحمايتها، وشدد على رفض استهداف المسجد الأقصى. من جهته قال مساعد وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن ان الضربات الأمريكية على التنظيم الإرهابي قلصت مساحاته في العراق إلى اقل من 30% وقلصت سيطرته على الحدود مع تركيا بنسبة 85%. وحول الوضع السوري أوضح بلنكن أن نظام الأسد لا يسيطر على اكثر من 30% من الأراضي السورية وأنه لن ينتصر. وأكد أن الضغوط الدولية ستزداد على الأسد وان الحل في سوريا سيكون سياسياً وليس عسكرياً. إلى ذلك أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن المنتدى هذا العام قد أكد على أن الموقف الخليجي والعربي والدولي متفق على الموضوع اليمني بشكل كامل وأن الجميع يرى أن أولى خطوات حل المعضلة هي من خلال تنفيذ القرار الأممي 2216. وأوضح ياسين أن التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن أثبت للجميع أن العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي لأي مشكلة قد تحدث في المنطقة، وكشف أن الحوارات التي شهدها المنتدى قد أكدت على أن الحل في سوريا قادم ولكنه يرتكز الآن على مكانة بشار الأسد وهل سيستمر، وقال انه نصح خلال جلسات المنتدى، بأنه يجب التخلص من الأسد بأسرع وقت ممكن لأن بقاءه في السلطة ولو مدة قصيرة ستكون له توابع مستقبلية مثل ما حدث في اليمن على يد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى ضرورة إصلاح نظام الأمن الجماعي بالأمم المتحدة. وجدد فيليب هاموند وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث البريطاني التأكيد على التزام بلاده بضمان أمن شركاءها في المنطقة، مؤكداً أن أمن منطقة الخليج العربي من أمن المملكة المتحدة. وكشف هاموند في كلمته في حوار المنامة عن إشراك حاملتي طائرات جديدتين في أمن الخليج في مستهل العقد المقبل وذلك تعزيزاً لالتزامنا بالتواجد العسكري المستدام في المنطقة. (وكالات)
مشاركة :