اتفق مختصون ومواطنون على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية المعتمدة، وعدم التهاون في تطبيق الاشتراطات الصحية، بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، إذ إن الوباء لم ينته بعد، مشيرين إلى أن القرارات الأخيرة تمثل رهانا على وعي المجتمع، قبل عودة الحياة إلى طبيعتها.وأكدوا لـ (اليوم) أن قرار تخفيف الاحترازات جاء نتيجة ارتفاع نسبة التحصين، مع الانخفاض الملحوظ في الإصابات والحالات الحرجة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الوعي والتزام المواطنين والمقيمين بالاشتراطات الصحية طوال الفترة الماضية، إلى جانب أهمية رفع جودة الحياة التجارية والاجتماعية داخل المملكة، إلا أن هناك شرطان لتحقيق النتائج المرجوة، الأول: الالتزام بالكمامات في الأماكن المغلقة والابتعاد عن الممارسات التي تستلزم التلامس كالمصافحة والعناق خاصة في المناسبات الاجتماعية، والأمر الآخر: إكمال التحصين لمن لم يتلق الجرعة الثانية، والمبادرة لتلقي الجرعة المنشطة للفئات التي حددتها وزارة الصحة مسبقا.تقدم المملكة عالميا في التعافيقال الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. عبدالله العمري، إن توجيهات وزارة الداخلية بتخفيف الإجراءات الاحترازية جاء تزامنا مع تقدم المملكة عالميا في انخفاض معدل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نتيجة لنجاح الحملة الوطنية الموسعة في تحصين المجتمع، خاصة مع السماح بالتجمعات وإقامة المناسبات دون تقييد للعدد، بشرط الحصول على جرعتي اللقاح، والتحقق من حالة التحصين في تطبيق «توكلنا»، مع الحرص وحث المواطنين والمقيمين على عدم التهاون والإهمال في الإجراءات الصحية الأساسية.وأضاف أن هذا التخفيف سيعزز جودة الحياة التجارية والاجتماعية داخل المملكة، مما يجعلها في صدارة مؤشرات التعافي عالميا من الجائحة.وأضاف أن هذه القرارات خاضعة للمراجعة الدورية وفق المستجدات المحلية والدولية، بينما يستعد قطاع التعليم العام لعودة الدراسة حضوريا نهاية الشهر الحالي، مع اقتراب نسبة التطعيم من ٧٠ ٪ من إجمالي السكان.خطط وإستراتيجيات ناجحةذكر طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، د. عليان آل عليان، أننا بفضل الله بصدد طي الفصل الأخير من فصول جائحة كورونا، ولعل الخطط والإستراتيجيات الناجحة من قبل وزارتي الداخلية والصحة والتزام جميع أفراد المجتمع بتعليمات التباعد والحرص على تلقي اللقاح، ساهم وبشكل كبير في انخفاض حاد في عدد الإصابات اليومية.وقال إن قرار رفع القيود وتخفيف الإجراء الاحترازية الصحية يأتي نتاج نجاح الخطط الموضوعة، والتزام أفراد المجتمع بها، من خلال اتباعهم التعليمات واللوائح التي فرضتها الجهات المختصة، ونبه على أن تخفيف الإجراءات لا يعني انتهاء الجائحة؛ ولكن «بشارة» على قرب زوالها، مشيدا بجميع أفراد المجتمع الذين التزموا بالاحترازات الوقائية.استجابة للمعطيات المحلية الحديثةأكدت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج، أن قرارات القيادة الحكيمة بتخفيف الإجراءات تأتي انطلاقا من النتائج والتوصيات الطبية العالمية، واستجابة للمعطيات المحلية الحديثة، في انخفاض عدد الإصابات وتراجع حدة المرض.وقالت إن هذه النتائج انعكاس للجهود المبذولة من قبل الحكومة الرشيدة لمكافحة الوباء منذ بداية الجائحة وحتى يومنا هذا، وعلى رأسها تسجيل نسب تحصين عالية بلقاح كورونا، إذ حققت المملكة - ولله الحمد - الكثير من النتائج الإيجابية، وما زالت تحقق مراكز متقدمة بين دول العالم الأكثر حصانة، وتعكس القرارات حرص الحكومة الرشيدة الدائم وسعيها الدؤوب لاتخاذ خطوات إيجابية وجادة في طريق عودة الحياة إلى النهج الطبيعي ومراعاتها لتمكين الأفراد والمؤسسات من ممارسة الأنشطة الحياتية على الوجه المنشود والذي من شأنه الارتقاء بمستوى جودة الحياة.وأكدت أن القيادة تعتمد في قراراتها على ثقتها التامة في وعي الأفراد من مواطنين ومقيمين وتفهمهم حقيقة أن تخفيف الإجراءات الاحترازية لا يعني حتما إهمالها في المطلق؛ وأنه يلزم عليهم الاستمرارية في تطبيق الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، تحقيقا لبيئة آمنة تضمن سلامة الأفراد والجماعات، مشيرة إلى أن الالتزام بها يعد واجبا وطنيا وإنسانيا من أجل تكليل الجهود المبذولة لعودة الحياة الطبيعية بالنجاح.الجرعة التنشيطية الثالثة للمستحقينذكرت استشارية الأمراض المعدية د. حوراء البيات، أن هذا الإنجاز هو فرحة لوطننا الغالي، لكن يظل هناك شرطان لتحقيق النتائج المرجوة من تخفيف الاحترازات، الأول: الالتزام بالكمامات في الأماكن المغلقة والابتعاد عن الممارسات التي تستلزم تلامسا كالمصافحة والعناق خاصة في المناسبات الاجتماعية، والأمر الآخر: إكمال التحصين لمن لم يتلق الجرعة الثانية، والمبادرة لتلقي الجرعة المنشطة للفئات التي حددت مسبقا من قبل وزارة الصحة، والأخذ بعين الاعتبار العزل لمن يعاني أي أعراض، والتعجل في إجراء المسحة، وذلك لعدم الرجوع لنقطة البداية والمحافظة على النتيجة التي وصلنا إليها بعد سنة و8 أشهر من بداية جائحة كورونا، وليكن طموحنا القادم هو استجابة للمعطيات المحلية الحديثة.وقالت: لا تكفي كلمة الشكر والعرفان لسيدي خادم الحرمين وولي عهده الأمين، حفظهما الله، في الدعم المتواصل لجميع القطاعات في مساعدة الجميع للخروج من الجائحة، إذ كانت المملكة من أوائل الدول التي حصلت على اللقاح وخرجت من الجائحة بأقل الأضرار البشرية والاقتصادية.التطعيم ضد الإنفلونزا الموسميةقالت الأستاذ المساعد استشاري طب الأسرة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. ملاك الشمري، إن الأخبار المفرحة التي تم الإعلان عنها في مملكتنا الحبيبة، والتي طال انتظارها من الشعب، هي تتويج لكل الجهود الجبارة التي عملت عليها بشكل متميز كل الجهات الحكومية بشكل منظم ومتميز بالتعاون مع المواطنين والمقيمين بالالتزام بالإجراءات، ولا يخفى علينا أن موسم الإنفلونزا السنوي على الأبواب، لذلك فالحرص واجب؛ خاصة مع نزول حالات الإنفلونزا في المواسم المنصرمة بشكل كبير لالتزام الجميع بالإجراءات الاحترازية والكمامات.وأضافت: ينصح مختصو الطب الوقائي بالالتزام في الأوقات الحالية بالكمامات في الزحام، والحرص على التطعيم الموسمي ضد الإنفلونزا، خاصة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة كالسكري.وأكدت أهمية حصر حالات الالتهابات الصدرية حاليا للحد من انتشار الفيروسات المصاحبة له، مع الحرص على تلقي لجرعة الثالثة التنشيطية، للحالات التي تم الإعلان عنها من قبل وزاره الصحة سابقا، لحماية الجميع.إجراءات غير مسبوقةأفاد المواطن محمد الزبيدي بأن تخفيف الإجراءات الاحترازية قرار رائع، وأتى في وقته بعد شهور طويلة من الانتظار، مشيرا إلى أهمية التزام الجميع بإجراءات الوقاية المحددة، والحرص عليها حتى لا نعود إلى الوراء.وقال إن النتائج التي وصلت إليها المملكة، جاءت بفضل الله أولا ثم الخطط الاستباقية والإجراءات المتكاملة للجهات المختصة، والتي حرصت على تقديم جميع أوجه الرعاية للمواطن والمقيم، مشيرا إلى أن هذا القرار يمثل الخطوة الأخيرة في نهاية نفق كورونا.صحة المواطن والمقيم قبل كل شيءقال خالد عبدالرحمن إن قرار تخفيف الإجراءات الاحترازية جاء نتيجة النتائج الملموسة في التعامل مع الجائحة منذ البداية، بكل حسم وقوة، وكان شعار المرحلة «صحة المواطن والمقيم قبل كل شيء».وأكد أن تضافر الجهود بين جميع القطاعات، وانتشار الوعي من قبل الجميع، سوف يسهم في الوصول إلى مرحلة العبور الأخير للأزمة قريبا، مشيرا إلى أن التقدم في التحصين وانخفاض عدد الإصابات بشكل ملحوظ، يتطلب منا جميعا استمرار التقيد بالاحترازات، حتى ننتهي جميعا من هذه المرحلة وتعود الحياة إلى طبيعتها.شروط خاصة لكل مكان بحسب الكثافةذكر المواطن علي المرهون أن تخفيف الإجراءات الاحترازية قرار موفق، ولكن ينبغي أن تكون هناك شروط خاصة لكل مكان بحسب الكثافة والإصابات، وأوضح أن بدء تخفيف الإجراءات الاحترازية سوف يكون الطريق - بإذن الله - لانتهاء الجائحة وعبورها بسلام، مؤكدا أن ما وصلنا إليه - ولله الحمد - الآن هو بفضل الجهود الجبارة التي نفذتها الجهات المعنية، وتضافر جهود جميع المؤسسات للوصول بالمواطن والمقيم إلى بر الأمان.وقال: يجب أن يكون هناك انتباه من الجميع لكي لا نعود إلى إجراءات مشددة مرة أخرى، مشيرا إلى أهمية الوعي الذاتي والتقيد بالاشتراطات التي تحددها الجهات المعنية.انخفاض قياسي للإصاباتأوضح يحيى خليف أن تخفيف الإجراءات الاحترازية «بادرة خير» بإذن الله نحو الوصول إلى نهاية الأزمة، مشيرا إلى أهمية التوسع في الحركة حاليا بعد أن وصل المجتمع إلى نسبة تحصين عالية، مع الانخفاض القياسي في الإصابات.وشدد على أن جميع الجهات لم تدخر أي جهد لحماية المواطن والمقيم على أرض هذه البلاد المباركة، مشيرا إلى أن الأنظمة والإجراءات المتخذة، منذ بداية الجائحة، ساهمت في محاصرة الفيروس والخروج بأقل نسبة خسائر، وبين أن الجائحة بدأت في الانحسار بفضل النسبة العالية للتطعيم بالمملكة، إضافة إلى الوعي لدى أغلب الفئات، وهو ما كون مزيجا مهما حاصر الوباء والإصابات ورفع نسبة التعافي عالميا.لا تهاون في إجراءات الوقايةأشاد مصطفى العلي بقرار تخفيف الإجراءات الاحترازية، وهو ما فتح نافذة أمل جديدة للمجتمع بقرب زوال الجائحة، والاتجاه نحو عودة الحياة لطبيعتها، مشيرا إلى أن المجتمع يجني ثمار التزامه طوال الفترة الماضية بتعليمات واشتراطات الصحة العامة.وأكد أن ارتفاع نسبة التحصين ساهم في السيطرة على الإصابات وانخفاض الحالات الحرجة بشكل ملحوظ، مشددا على أهمية استمرار وعي المجتمع وعدم التساهل فيما يخص الإجراءات الوقائية المختلفة، خاصة ما يتعلق بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي في الأماكن المغلقة، مع أهمية إتمام التحصين في أقرب وقت، حتى ننتهي من هذه المرحلة.تعزيز المناعة الذاتية لدى الأفرادقال علي المحمد علي إن قرار تخفيض الإجراءات الاحترازية إيذان بعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، مع ارتفاع نسبة التحصين بين المواطنين والمقيمين، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض الإصابات وتراجع الحالات الحرجة بشكل ملحوظ، وكان للمملكة الريادة عالميا في الوصول إلى هذه النسب والخروج بأقل خسائر.وأكد أن الوعي والحملات التثقيفية والإرشادية المكثفة عززت المناعة الذاتية لدى الأفراد، ومواجهة التساهل في تطبيق الإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أهمية استمرار التقيد بالإجراءات المحددة للانتهاء تماما من هذه المرحلة والعودة إلى الحياة الطبيعية قريبا بإذن الله.
مشاركة :