أكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن أيديولوجية تنظيم «داعش» لا علاقة لها بالإسلام، بل إنها تشوّه الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية من أسباب انتشار التطرف، وهو ما يتطلب معالجة الأمور الاقتصادية. فيما ذكر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجه، أن 8 ضباط أمنيين يتخذون القرارات في تنظيم «داعش». جاء ذلك في رد هاموند وخوجة على أسئلة عدد من المشاركين في الجلسة الثالثة لمنتدى حوار المنامة، وذلك يوم أمس السبت (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في فندق الرتز كارلتون. واعتبر هاموند أن شعور الإنسان بالمعاناة، وعدم قدرته على العيش والزواج وعدم الحصول على فرص عمل، يؤدي إلى التطرف، ولذلك هم يحاولون فهم طريقة تفكير الشباب الذي يعانون من الإقصاء في المجتمع. وبيّن هاموند أنهم يواجهون تطرفاً يمينياً في بريطانياً، وهو ما يجب معالجته من خلال استراتيجياتهم. وقال: «نحن نكرر أن هذا النوع من الإيديولوجية (التطرف) ليس له علاقة بالإسلام، ولكن يجب ألا نتجاهل أن جزءاً من قوة إيديولوجية داعش هي أنها ليست أيديولوجية مركبة، بل تشويه للدين الإسلامي». وقال: «لا يمكن ببساطة القول إنهم (تنظيم داعش) ليسوا مخطئين ولا نحاربهم، بل هم مخطئون ويجب مواجهتهم وصدهم. أشعر أنه يجب أن نحاربهم»، مبدياً اعتذاره عن استخدام مصطلح «التطرف الإسلامي» وهو ما أثار بعض المشاركين في المنتدى. وأكد أهمية العمل بشكل وثيق أكثر لتطوير الخطاب المعادي لداعش، وأن يكون الخطاب من أشخاص يتحدثون باسم الإسلام. وتحدث عن التنمية الاقتصادية، مبيناً أن «الكثير من أسباب انتشار التطرف هي أسباب اقتصادية واجتماعية، وهذا ما يدعو إلى معالجة الأمور الاقتصادية». وأضاف «أما بالنسبة للخطاب المعادي للتطرف فهو خطاب بريطاني، وقمنا بمناقشة هذه النقطة لفترة طويلة». ورداً على تساؤل حول سحب الجنسية من الأفراد، بيّن هاموند أن المحاكم البريطانية والأوروبية قررت أنه لا يمكن أن نسحب جنسية بريطاني ليس لديه جنسية أخرى، وبالتالي فإن سحب الجنسية معمول به مع الأشخاص الحاملين لجنسية أخرى في بريطانيا. ورداً على تساؤلات حول الاجتماعات التي عقدت في فيينا، أكد أنهم أنجزوا إنجازاً كبيراً، وذلك عندما تمكنوا من جلب المسئولين السعوديين والإيرانيين للجلوس لنحو 8 ساعات، لافتاً إلى أن الثغرة الموجودة ما زالت واسعة، وهناك الكثير من الأشخاص يرون ضرورة رحيل بشار الأسد. من جانبه، قال رئيس الائتلاف السوري الوطني، خالد خوجه، إن 8 ضباط أمنيين كانوا بعثيين، بحسب وصفه، هم من يتخذون القرارات في تنظيم «داعش»، سواءً أكان ذلك باسم الإسلام أم لا، مؤكداً أن القيادة الأمنية هي التي تحرك التنظيم، وليس القيادة الإسلامية. ورأى خوجه، أن «صمود الشعب السوري هو الذي سيحقق الحل السياسي، ودعم الدول للنظام العادل هو الذي سيقوي الشعب السوري». واعتبر أن المقاربات التي انتهجت في مكافحة الإرهاب والتطرف لم تكن فاعلة بالمستوى المطلوب. وقال: عندما نحارب الإرهاب يجب ألا نستخدم قوة الحشد الشعبي. وألا نستخدم أدوات إرهابية في محاربة الإرهاب». وأضاف «أما عن المقاربات السياسية، كيف يمكن أن نتعامل مع قوة احتلال تسعى لتعزيز موقف بشار الأسد في سورية، كيف نتعامل معها لإيجاد حل سياسي؟». وعبّر عن تفاؤله بالقول: «نحن متفائلون، وعلى مدى 5 أعوام واجهنا نظاماً قمعياً ضرب البلاد طوال 50 عاماً. وصمود الشعب السوري هو الذي سيحقق الحل السياسي، وعم الدول للنظام العادل هو الذي سيقوي الشعب السوري. إلى ذلك، أكد وزير خارجية أفغانستان، صلاح الدين رباني، أنهم لديهم برامج عديدة لحماية المجتمع الأفغاني من التطرف، كما إنهم يعملون على تثقيف الشعب الأفغاني، مشيراً إلى أن أفغانستان دولة مجالس، والمسنون لهم دور في هذه المجالس. وقال إنهم يدربون العلماء ويعطونهم فرصة لزيارة دول أخرى للاطلاع على عملهم، كما إن لديهم تعاوناً مع الإمارات، بحيث يتواجد من يبتعثون لعدة أيام ويحصلون على التدريب قبل أن يعودوا مرة أخرى إلى أفغانستان.
مشاركة :