مئات السودانيين يعتصمون لليوم الثاني للمطالبة بسلطة عسكرية

  • 10/18/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬ما‭ ‬زال‭ ‬مئات‭ ‬السودانيين‭ ‬معتصمين‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬لليوم‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتولي‭ ‬العسكريين‭ ‬السلطة‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬استعدادهم‭ ‬لتمضية‭ ‬ليلة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الخيام‭ ‬التي‭ ‬نصبوها‭ ‬أمام‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬تعقيد‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عبدالله‭ ‬حمدوك‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأسوأ‭ ‬والأخطر‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭.‬ بالمقابل‭,‬‭ ‬يقول‭ ‬مؤيدو‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬مدنية‭ ‬الذين‭ ‬قادوا‭ ‬الثورة‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬أنهت‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬البشير‭ ‬إن‭ ‬الاعتصام‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬انقلاب‮»‬‭ ‬يتم‭ ‬تحضيره‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬عرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانقلابات‭. ‬لكن‭ ‬المتظاهرين‭ ‬المناهضين‭ ‬لحكومة‭ ‬حمدوك‭ ‬الذين‭ ‬نصبوا‭ ‬خيامهم‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬أمام‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬مقر‭ ‬السلطات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬الانتقالية،‭ ‬يرفضون‭ ‬فض‭ ‬اعتصامهم‭.‬ ولم‭ ‬تتدخل‭ ‬الشرطة‭ ‬لإزاحتهم،‭ ‬فيما‭ ‬منعت‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬موكبًا‭ ‬للمحامين‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬المبنى‭. ‬ قال‭ ‬علي‭ ‬عسكوري‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬المحتجين‭ ‬والمنشقين‭ ‬عن‭ ‬تحالف‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬ضد‭ ‬البشير‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬الاعتصام‭ ‬مستمر‭ ‬ولن‭ ‬يتم‭ ‬رفعه‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬الحكومة،‭ ‬ونقصد‭ ‬بذلك‭ ‬إقالة‭ ‬الوزراء‭ ‬بدون‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬رسمي‭ ‬وقف‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬توافد‭ ‬المتظاهرون‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬تجاه‭ ‬القصر‭ ‬الجمهوري،‭ ‬مقر‭ ‬السلطة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬هاتفين‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬واحد‭ ‬شعب‭ ‬واحد‮»‬‭ ‬ومطالبين‭ ‬بـ«حكومة‭ ‬عسكرية‮»‬‭ ‬لإخراج‭ ‬السودان،‭ ‬من‭ ‬أزمته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬ويؤكد‭ ‬خصوم‭ ‬المتظاهرين‭ ‬أن‭ ‬تحركهم‭ ‬نظم‭ ‬بإيعاز‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن،‭ ‬وان‭ ‬أنصار‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬كانوا‭ ‬بين‭ ‬المتظاهرين‭. ‬ وخرج‭ ‬المتظاهرون‭ ‬تلبية‭ ‬لنداء‭ ‬فصيل‭ ‬منشق‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تجمع‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‮»‬‭ ‬يحاول‭ ‬مع‭ ‬العسكريين‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الدكتاتورية‭. ‬ وقال‭ ‬جعفر‭ ‬حسن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ (‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬لنقل‭ ‬السلطة‭ ‬بالكامل‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭) ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سيناريو‭ ‬الانقلاب‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬لصناعة‭ ‬اعتصام‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أنصار‭ ‬النظام‭ ‬السابق‮»‬‭. ‬ يثير‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬الاعتصام‭ ‬المفتوح‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬توتر،‭ ‬إذ‭ ‬دعا‭ ‬تجمع‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تظاهرة‭ ‬مليونية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬الخميس‭ ‬المقبل‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتولي‭ ‬المدنيين‭ ‬السلطة‭ ‬كاملة‭. ‬ وقال‭ ‬حسن‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬المليونية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬العالم‭ ‬موقف‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‮»‬‭. ‬ ولكن‭ ‬منظمي‭ ‬الاعتصام‭ ‬أمام‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬دعوا‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬أنصارهم‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬أيضًا‭ ‬لرفض‭ ‬‮«‬الانقلاب‭ ‬العسكري‮»‬‭ ‬و«دكتاتورية‭ ‬المدنيين‮»‬‭. ‬ يعاني‭ ‬السودان،‭ ‬من‭ ‬تضخم‭ ‬بلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭%‬‭. ‬واتخذت‭ ‬الحكومة‭ ‬إجراءات‭ ‬تقشفية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬للإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬وضعته‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭. ‬ ويطالب‭ ‬المعتصمون‭ ‬المؤيدون‭ ‬للعسكر،‭ ‬بحل‭ ‬حكومة‭ ‬حمدوك‭. ‬وقال‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬حسين‭ ‬ابراهيم‭ (‬61‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬إحدى‭ ‬خيام‭ ‬الاعتصام‭ ‬‮«‬مطلبنا‭ ‬الوحيد‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬يوسف‭ ‬بريمه‭ ‬حسن‭ (‬62‭ ‬عاما‭) ‬أن‭ ‬مطلب‭ ‬المعتصمين‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬الصحة‮»‬‭. ‬ تأتي‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬بعد‭ ‬قرابة‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إحباط‭ ‬محاولة‭ ‬انقلابية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وفيما‭ ‬يستمر‭ ‬إغلاق‭ ‬ميناء‭ ‬بورتسودان‭ ‬الرئيسي‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭. ‬ وأقر‭ ‬حمدوك‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬إلى‭ ‬الأمة‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬انقسامات‭ ‬عميقة‭ ‬وسط‭ ‬المدنيين‭ ‬وبين‭ ‬المدنيين‭ ‬والعسكريين‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصراع‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬بين‭ ‬معسكر‭ ‬الانتقال‭ ‬المدني‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ومعسكر‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الثورة‮»‬‭.‬

مشاركة :