أبوظبي - الاتحاد صدرت، مؤخراً، الطبعة الفرنسية من كتاب «السراب» لمؤلفه الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وذلك بعد الإقبال الكبير على طبعتيه باللغتين العربية والإنجليزية، سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها، إضافة إلى الاهتمام الذي حظي به الكتاب من قبل الجامعات ومراكز الدراسات والبحوث العربية والعالمية، إضافة إلى صناع القرار والمعنيين بقضايا الإرهاب والإسلام السياسي في العالم كله. فقد صدرت الطبعة الخامسة من الكتاب باللغة العربية، والطبعة السابعة باللغة الإنجليزية، وحققت رواجاً كبيراً على المواقع الإلكترونية العالمية المختصة ببيع الكتب حول العالم، وفي مقدمتها موقع «أمازون»، حيث حصل على المرتبة الأولى ضمن الكتب الأكثر مبيعاً في تصنيف القارئ الإلكتروني «كيندل» (Kindle) التابع لـ«أمازون»، وعلى خمس نجوم في موقع «بارنز آند نوبل» (نوك بوكس Nook Books)، وخمس نجوم في موقع «كوبو» (Kobo Books)، وخمس نجوم في موقع «آيتيونز» iTunes، وعُقدت حول الأفكار الواردة فيه الكثير من المحاضرات والندوات داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، وتحدثت عنه عشرات المقالات والتقارير في وسائل الإعلام المختلفة. ويأتي إصدار الطبعة الفرنسية من كتاب «السراب»، تحقيقاً لاتساع الفائدة منه، ورغبة المؤلف الدكتور جمال سند السويدي في تقديم الصورة الحقيقية للجماعات الدينية السياسية ومضمون توجهاتها وأفكارها البعيدة عن صحيح الدين الإسلامي، بلغات مختلفة، بحيث يتعرف الشباب والمختصون، ليس فقط داخل العالمين العربي والإسلامي وإنما خارجهما أيضاً، على خطر هذه الجماعات وانحراف منهجها وزيف دعواتها، وخاصة أن خطر الإرهاب الديني هو خطر عالمي، حيث تعمل الجماعات الإرهابية الدينية على جذب الشباب إليها من كل دول العالم، من دون استثناء، عبر أساليب مختلفة. وفي هذا السياق، من المقرر أن تصدر تباعاً طبعات من الكتاب بلغات أخرى، مثل: الروسية، والألمانية، والأوردية، والصينية، والإسبانية وغيرها، حتى يتاح لأصحاب هذه اللغات قراءة الكتاب والتعرف على حقيقة جماعات الإسلام السياسي وما تمثله من خطر على المسلمين والإسلام كدين يدعو إلى التسامح والسلام. ويقدم كتاب «السراب» رؤية علمية شاملة وعميقة للجماعات الدينية السياسية بمختلف توجهاتها، مؤكداً أن ما تطرحه هذه الجماعات من توجهات وشعارات هو بمنزلة «السراب»، لأنها تحاول تسويق الوهم للناس، من خلال ربط نفسها بالدين اعتماداً على ما يمثله الدين من أهمية في قلوب الشعوب وعقولها. ويؤكد أنه على الرغم من أن هذه الجماعات لم تجلب للمجتمعات التي نشأت فيها إلا الدمار والخراب والانقسام والدم، وفشلت في كل مواقع السلطة والمعارضة، فإنها لا تزال مصرّة على رفع الشعارات ذاتها، وتبنّي التوجهات نفسها، وهذا يضاعف من خطرها على حاضر ومستقبل المجتمعات التي توجد فيها. وأهم ما يميز كتاب «السراب» أنه موسوعة شاملة تجمع بين المعلومة والتحليل والنظرة المستقبلية، حيث يتكون من سبعة فصول تتناول عناصر أساسية ومحورية في قضية الإسلام السياسي، أهمها: الإسلام السياسي بين الواقع والخرافة، وطبيعة العلاقة بين الدين والسياسة عبر التاريخ، والجماعات الدينية السياسية المختلفة، مثل: الإخوان المسلمين، والسلفيين، والسروريين، والتنظيمات الجهادية، من حيث أفكارها ومناطق انتشارها، وأسباب هذا الانتشار، وحاضرها ومستقبلها. ولعل أهم ما يميز كتاب «السراب» بين الدراسات المعنية بقضية الإسلام السياسي، أنه يجمع بين الجانبين: النظري والتطبيقي، من خلال تضمينه دراسة ميدانية حول توجهات الرأي العام في دولة الإمارات العربية المتحدة حول الجماعات الدينية السياسية. ولا يتوقف الدكتور جمال سند السويدي في كتاب «السراب» عند دراسة نشأة الجماعات الدينية السياسية وتوجهاتها وما وصلت إليه فحسب، وإنما يمضي بنظرة تحليلية معمقة إلى استشراف مستقبلها، على المديين القريب والبعيد، مقدماً رؤية شاملة لمواجهتها والتصدي لها، مؤكداً أن ضعف الوعي والتعليم في العالمين العربي والإسلامي يغري الجماعات الدينية السياسية بإعادة إنتاج ممارساتها وغسل سمعتها وتكريس «المظلومية» ولعب دور الضحية مجدداً، ومن ثم يدق ناقوس الخطر لكل المعنيين بالحفاظ على أمن المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها، مشدداً على ضرورة الوعي بخطر هذه الجماعات، وقدرتها على إعادة إنتاج نفسها، على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي تعرضت لها خلال السنوات الأخيرة.
مشاركة :