تطورات الأوضاع حتى الأيام القليلة الماضية دمرت لبنان وفي ظلالها يعيش الشعب اللبناني أسوأ حالاته حيث لا كهرباء ولا دواء ولا أمن في ضوء ذلك يوضح خبراء " للفجر" الوضع اللبناني المتأزم وخلفية التوترات بين إسرائيل وحزب الله أعلنت حركة أمل اللبنانية صباح اليوم، الإثنين، عن رفضها لأحداث العنف الواقعة في بيروت منذ الأسبوع الماضي وأشارت إلى أن الهدف من تلك الأحداث هو إحياء الفتنة الداخلية وفي احتجاجات دعت إليها حركة حزب الله المدعومة من إيران ونظيرتها أمل قُتل سبعة من الشيعة الخميس الماضي نتيجة أعمال العنف في بيروت بينما أصيب ٣١ آخرون وأدت إراقة الدماء إلى إعادة ذكريات الحرب الأهلية التي دارت رحاها في لبنان بين عامي ١٩٧٥ و١٩٩٠ نظام الطائفية مصدر الأزمات: في هذا الصدد قال الدكتور أحمد ماهر، الخبير في السياسة الدولية، الموقف الحالي في لبنان متأزم وهناك أقوال بأن ذلك إنذار بوقوع حرب أهلية إلا أن هذا الأمر من المستبعد حدوثه لأن الأطراف الفاعلة ذاقت تبعات الحرب من سنة ١٩٧٥ وحتى ١٩٩٠ قبل أن يتم وقفها بواسطة اتفاق الطائف وأضاف ماهر في تصريحات خاصة " للفجر"، وذكرى هذه المدة الأليمة تجعل تجعل الإئتلافات والطوائف تفكر كثيرًا قبل أن تأخد أي خطوة من شأنها إعادة الحرب ونوه الخبير في الشؤون السياسية أن الخريطة السكانية السياسية الطائفية في لبنان هي من أوصلتها إلى وضعها المتأزم الحالي فالوضع السكاني في لبنان يتقسم على ١٨ طائفة منهم ٣٠،٦ سنة و٣٠،٥ شيعة وكلاهما يمثل ٦١٪ من تعداد السكان هذا بالإضافة إلى ٣٣٪ مسيحيين يمثل منهم المارون ٢٠٪ ونسبة ١٣٪ الباقية عبارة عن ١١ طائفة مسيحية كالكاثوليك والأرثوذكس والأشوريين وغيرهم إلى جانب عشرات الآلاف الأخرى المتجنسة بالجنسية اللبنانية وأشار إلى أن النظام السياسي أسس للطائفية فأعطى رئاسة الحكم للمسيحيين المارونيين ورئيس مجلس الوزراء للمسلمين السنيين ورئيس مجلس النواب للشيعة وبدوره أدى نظام المخاصصة هذا إلى تعدد الولاءات فحزب الله يوالي إيران وملاوات العراق في حين يوالي المارونيين فرنسا وتسعى كل طائفة لمناصرة جهتها حتى أصبح لتركيا وأمريكا وفرنسا وغيرهم تواجد في الداخل اللبناني وأصبحت لبنان في ضوء هذا النظام بمثابة نقطة تقاطع الطرق للمصالح الدولية في حين لا يوجد رئيس قوي ينظم هذا المرور الأمر الذي أدى إلى وقوع حوادث طائفية حزبية يمكن من خلالها أن تشتعل الحرب الأهلية في أي وقت وأردف، الأصلح لتنظيم الوضع الراهن في لبنان هو الجيش اللبناني إلا أنه غير قادر على فرض سيطرته حيث توجد ميليشيات مسلحة في لبنان تؤثر عليه والسلاح منتشر بين جماعات كثيرة في الداخل اللبناني وأوضح أن طارق البيطار، رئيس محكمة جنايات بيروت والقاضي الثاني الذي يحقق في قضية انفجار المرفأ المتفجر في ٤ أغسطس ٢٠٢٠ بعد إقالة فادي صوان إثر إتهام وزيرين من حركة أمل بإهماله في قضية المرفأ التي نتج عنها تدمير ثلث بيروت ومصرع ٢٠٠ شخص وإصابة ٦٥٠٠ أخرون بإصابات بالغة، يعتبر هذه القضية مهمة مقدسة ويؤكد على إمضاءه في تحمل عقبات التحقيق فيها مهما كلفه الأمر ولفت الخبير أن في فبراير الماضي استدعى البيطار مسؤولين كبار منهم علي بزي، وزير المالية السابق وعضو مجلس النواب والنائب الحالي لقائد حركة أمل، للمشاركة في التحقيقات وحاليًا مجلس النواب غير منعقد حيث تم توقيفه في الرابع عشر من مارس الماضي ولكون علي بزي شيعي دعمه حسن نصر الله أمين جماعة حزب الله الشيعية وهدد طارق البيطار وحرض على خروج مظاهرات للمطالبة بإقالة البيطار من التحقيق في القضية وكان من نتائج تحرك مسيرات التظاهر التقاء كتلة حزب الله الشيعي مع المارونية المسيحية ووقع تبادل إطلاق النيران التي قتل على أثرها ثلاثة من حركة أمل ومثلهم من حزب الله وواحدة مدينة بالإضافة إلى إصابة ٣١ آخرون مما جعل الذاكرة تعود باللبنانين إلى الحرب الأهلية ١٩٧٥ ونظيرتها في ٢٠٠٨ وكان آنذاك حركة حزب الله قوية تمكنت من السيطرة على بيروت وحدثت نوع من التهدئة تحقق بموجبها مصالح لحزب الله، أما الآن فالوضع مختلف حيث يتهم حزب الله القوات اللبنانية المارونية بالتسبب في الأزمة ويتهم أيضًا الجيش اللبناني بالتساهل في وقف إطلاق النار رغم وجوده أثناء التظاهرات وتشتد المواقف المتأزمة في لبنان حيث أصرت حزب الله من النقطة السابقة على وضع شروط جاء من ضمنها إقالة البيطار وفتح تحقيقات لمحاسبة المقصرين من قادة الجيش التي تعتبرهم حزب الله الفاعل في تلك الأزمة، في حين يرفض رئيس الدولة والميقاتي بالإضافة إلى قوى دولية أخرى وفرنسا إقالة البيطار ويتوقع الخبير السياسي أن يتم السيطرة على الموقف معللًا، لا توجد مصالح لأي طائفة من تأزم الموقف أكثر من ذلك خاصةً في ظل انهيار الإقتصاد اللبناني الذي على غراره يعقد صندوق النقد الدولي مع الميقاتي إجتماعًا خلال الأيام القليلة المقبلة كما أن هناك انتخابات نيابية تنعقد في مايو القادم وتبدأ إجراءاتها اعتبارًا من مارس فلا يوجد وقت لإشعال المواقف بل ستكون التهدئة هي من تستكمل الطريق. التوترات بين إسرائيل وحزب الله: في ضوء ذلك تطرق يائير جولان، عضو كنيست الإحتلال الإسرائيلي ونائب رئيس أركان حرب سابقًا، في مقابلة تلفزيونية مع إذاعة جيش الإحتلال إلى موضوع الفوضى في لبنان قائلًا، نحن بعيدون عن حرب يمكن النوم باطمئنان وأضاف، "علينا أن نؤثر في الوضع هناك بقدر الإمكان وإجراء هجمات لإسكات بؤر القصف في لبنان". وكان مسؤولون إسرائيليون يتوقعون أن تستهدف اسرائيل بألفي صاروخ مسير يوميًا في حالة وقوع حرب مع حزب الله وقال طارق فهمي، الخبير في الشؤون السياسية، من المستبعد أن تحدث أية مواجهات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في هذا التوقيت لجملة من الإعتبارات فالطرفين تراضا في حالة الإستهطاء المباشرة كما أن حزب الله لا تريد أن تدخل في هذا التوقيت الذي تتعرض فيه لبنان لحالة من التأزم في مواجهة مع إسرائيل لكن من الممكن أن تحدث مناوشات ومواجهات حدودية وأضاف في تصريحات خاصة " للفجر"، تشير التقييمات الإستراتيجية والعسكرية لأجهزة المعلومات الإسرائيلية وتحديدًا الإستخبارات العسكرية أمان إلى أن حزب الله يتأهب للمواجهة لكن التوقيت محل خلاف كبير وأن حزب الله يمتلك آلاف الصواريخ المسيرة القابلة للإستخدام ونوه الخبير في الشؤون السياسية، أنه إذا حدث ودخل حزب الله في مواجهة فسيكون الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في جميع الأحوال لأن اسرائيل رابحة من الوضع الراهن على الحدود وقامت بإتخاذ اجراءات احترازية عددية ولعدم وجود إرادة سياسية لدى الطرفين للدخول في مواجهات عسكرية بالمعنى الفعلي فهناك حالة من عدم الإستقرار وعدم وضوح الرؤية
مشاركة :