في ظل تحول عديد من الجهات على مستوى العالم إلى توفير بيئة العمل عن بعد أو العمل الهجين، نشط القراصنة لإطلاق عدد غير مسبوق من هجمات حجب الخدمة الموزعة، مستغلين التغييرات التي تشهدها بيئات العمل، وفي أعقاب موجة الهجمات الإلكترونية القوية التي طالت بعض أبرز المؤسسات خلال النصف الأول من 2021 العالمية، فقد تم لمس الضرر الكبير الذي تخلفه هجمات حجب الخدمة الموزعة وغيرها من الهجمات الإلكترونية على مستوى العالم، حيث تم رصد نحو 5.4 مليون هجمة من هجمات حجب الخدمة الموزعة، بارتفاع 11 في المائة مقارنة بالنصف الأول من 2020. وكشف تقرير شركة "نتسكاوت سيستمز" حول "استقصاء معلومات التهديدات" أن 2021 سيسجل أرقاما قياسية جديدة مع التوقعات بأن تتجاوز هجمات حجب الخدمة الموزعة عتبة الـ11 مليون هجمة على الصعيد العالمي، كما توقع استمرار أثر هذه الهجمات المبتكرة في المدى الطويل، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم حدة أزمة الأمن الإلكتروني، التي ستواصل تأثيرها المباشر في المؤسسات العامة والخاصة. وقام مجرمو الإنترنت خلال النصف الأول من 2021 باستغلال سبع ثغرات جديدة لتضخيم أثر هجمة مخططة من هجمات حجب الخدمة الموزعة، الأمر الذي عرض المؤسسات لمخاطر أكبر، وشكل نجاح هذه الهجمة عاملا محفزا لزيادة وتيرة هجمات حجب الخدمة الموزعة متعددة النواقل، لتسجل استعمال 31 ناقلا للهجوم لشن هجمة موحدة ضد مؤسسة واحدة. وأشار التقرير إلى تقنيات جديدة وتكيفية لهجمات حجب الخدمة الموزعة باتت قادرة على تجنب خطوط الدفاع التقليدية، فمن خلال تخصيص استراتيجياتهم، تمكن قراصنة الإنترنت من تطوير خططهم الهجومية بحيث أصبحت قادرة على تفادي الخطوط الدفاعية السحابية، أو ضمن بيئة العمل، والمخصصة للتصدي لهجمات حجب الخدمة الموزعة، وذلك من أجل استهداف المصارف التجارية ومعالجات بطاقات الائتمان. وأكد التقرير أن سلسلة توريد الربط الشبكي تتعرض للهجوم بوتيرة متنامية، فقد ركزت الجهات المهاجمة جهودها على التسبب بأكبر قدر ممكن من الأضرار الجانبية لمكونات الإنترنت الحيوية، بما فيها "سيرفرات أنظمة أسماء النطاقات" DNS، ومكثفات الاتصال للشبكة الخاصة الافتراضية، والخدمات ونقاط تبادل الإنترنت، ما أدى إلى تعطيل عمل البوابات الأساسية. وأوضح التقرير أن برمجيات الفدية الخبيثة باتت من أبرز مصادر تحقيق الأرباح لمجرمي الإنترنت، فقد أضافت الجهات الإجرامية هجمات حجب الخدمة الموزعة إلى منظومة هجماتهم بهدف زيادة الضغط على الضحايا وفرق الخبراء الأمنيين، وتجمع حملات الابتزاز الثلاثية ما بين تشفير الملفات، وسرقة البيانات، وهجمات حجب الخدمة الموزعة، ما يعزز حظوظ مجرمي الإنترنت بتلقي الدفعات من قبل الجهات المستهدفة. وبلغ حجم أكبر هجمة لحجب الخدمة الموزعة من نوعها 1.5 تيرا بايت في الثانية، أي ما يمثل ارتفاعا سنويا 169 في المائة، حيث رصدت البيانات المسجلة من قبل "فريق هندسة الأمن والاستجابة" هجوما استهدف مزود خدمة إنترنت في إحدى دول أوروبا، وذلك من خلال نشر ناقل لعكس /تضخيم الهجوم على سيرفرات أسماء النطاقات DNS، ويشكل هذا الهجوم ارتفاعا هائلا وغير مسبوق في حجم الهجمات مقارنة بأي هجمة سجلت خلال النصف الأول من 2020. وأشار التقرير أن الـBotnets أسهم في النشاط الرئيس لهجمات حجب الخدمة الموزعة، أظهرت شبكات التعقب Botnets، ومناطق مصادر الهجوم عالية الكثافة، في جميع أنحاء العالم كيف أسيئ استخدام هذه الشبكات بهدف المشاركة في شن أكثر من 2.8 مليون هجمة من هجمات حجب الخدمة الموزعة، ولا تزال أشهر شبكات إنترنت الأشياء، بما فيها شبكتا Gafgyt وMirai، تشكل تهديدا خطيرا وصريحا بمساهمتها في شن أكثر من نصف العدد الإجمالي لهجمات حجب الخدمة الموزعة.
مشاركة :