كثرة «الواجبات المدرسية» شبح يهدد إجازات وراحة الطلبة

  • 10/19/2021
  • 23:43
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«الواجبات المدرسية» هي كل ما يكلف به الطالب داخل أو خارج المدرسة، لتثبيت المعلومة أو المفهوم أو النظرية العلمية والتربوية ذات العلاقة بالمادة العلمية الرسمية من قبل وزارة التعليم، وهي في الأساس تكون صفية «تتم داخل المدرسة»، ولكنها أصبحت مع مرور الزمن واجبات مدرسية منزلية، وهو الأمر السائد حاليا. شبح كريهويقول خبير فلسفة التربية المتخصص في المناهج وطرق التدريس د. حسين العبداللطيف: السواد الأعظم من المعلمين والمعلمات ربطوا الواجبات المدرسية بالمنزل وليس بالمدرسة، فأصبحت واجبات منزلية خارج أسوار المدرسة، وهذا مخالف لسلامة التربيتين النفسية والبدنية على حد سواء، وهذا السلوك والربط من قبل بعض المعلمين والمعلمات تسبب في تكون شبح كريه وثقيل على نفسية وكواهل طلابنا وطالباتنا، وعلى أسرهم ومجتمعهم وهو مجتمعنا في عمومه.شروط الجودةوأشار إلى أن ‏للواجبات المدرسية ميزات، موضحا ذلك بقوله: إذا تمت تأديتها بالشكل والوقت والمكان الصحيح، فستكون مفيدة ومثمرة وإيجابية علميا ونفسيا واجتماعيا للطالب والطالبة والبيئة التعليمية والتربوية وللأسرة، وذلك إذا توافرت فيها «شروط الجودة»، كأن تكون مرتبطة بالمادة العلمية، وغير مكلفة ماديا، ومن النوع الجاذب وليس الصعب المنفر، وألا تستغرق وقتا طويلا، ويتم تنفيذها داخل المدرسة، سواء في قاعة الصف أو في المختبر، وأن تستند على قاعدة «العبرة بالكيف وليس بالكم»، وتستند على الفهم قبل اعتمادها على الحفظ، وألا يتم تكليف الطلاب بها، إلا بعد التأكد من فهمهم الكامل للمادة العلمية والموضوع العلمي الذي تم تدريسه وشرحه لهم، حوارا ونقاشا ونظرية وتجربة، في قاعة الصف وفي المختبر.العطلات المدرسيةوأوضح أنه إذا ما افتقدت الواجبات أي شرط من الشروط المذكورة أعلاه، فإنها سوف تكون عائقا صعبا ومكلفا على الطالب والطالبة والأسرة جسديا ونفسيا وماليا، وبالتالي على المجتمع، قائلا: وتحديدا إذا كان يتم في المنزل وليس في المدرسة، وما سبق ذكره يحدث في أيام الدراسة العادية، ومستوى الضرر النفسي والجسدي والاجتماعي يكون أكبر في حال لو تم تكليف الطلاب والطالبات بالواجبات في أيام العطل والإجازات قصيرة كانت أو طويلة.‏ضرر كبيرواستكمل حديثه قائلا: الضرر سوف يكون كبيرا على الطالب والطالبة والأسرة كلها، لأنهم أولا غير مهيأين نفسيا لأداء تلك الواجبات، ولا حتى عوائلهم، فهناك ارتباطات عائلية في مجتمعنا السعودي المترابط ولله الحمد أسريا ومجتمعيا، فطلابنا وطالباتنا في أيام الإجازات من حقهم أن يستقلوا بأوقاتهم كما يشاؤون من راحة أو ترفيه أو سفر أو تواصل أسري، مع أسرهم طبعا وبإشرافهم، وهم يحتاجون إلى ذلك لتجديد نفسياتهم ومعنوياتهم، ولتجديد النشاط الذهني والبدني، ويحتاجون إلى الراحة ليعودوا بكل نشاط ورغبة وميل للدراسة وللمدرسة، وليس العكس، ولو تم تكليفهم بالواجبات المدرسية في المنزل لانتفت تلك الإيجابيات تماما، ولانقلبت رغبتهم بالمدرسة وبالدراسة إلى الإحباط والخمول والكسل، وإلى كراهية الدراسة والمدرسة.نصيحة للمعلم‏وتابع: يحدث الضرر للطلبة لأنهم بدلا من أن يستمتعوا بتلك الإجازات التي هي حق لهم، ملوا وكلوا وأجهدوا، وانتفت فوائد وإيجابيات الإجازات، وذلك بسبب خطأ ارتكبه هذا المعلم أو تلك المعلمة، ولا ننسى أن مجتمعنا السعودي يمثله الطلاب، ومعظمهم من الشباب، في كثير من المحافل، فمن حقهم أن تكون إجازاتهم خالية من الواجبات المدرسية، وحصرها فقط داخل المدرسة وليس خارجها، ونصيحتي لزملائي المعلمين ولزميلاتي المعلمات: ‏دعوا البيت للطلاب وأسرهم، ولا تكلفوهم بأي واجب مدرسي في المنزل نهائيا، وذلك لسلامتهم نفسيا ومجتمعيا وبدنيا.‏وقت الحصةووجه حديثه للمعلمين قائلا: استفيدوا من الحصة ومن المحاضرة ومن المختبر ومن مصادر التعلم في أداء الواجبات المدرسية داخل المدرسة وفي أوقات الجدول المدرسي، فوقت الحصة الدراسية كاف جدا لتأدية ذلك، الشرح ثلث ساعة، والتجربة عشر دقائق، والواجب المدرسي الصفي بقية الدرس، وأثناء ذلك تشرف على طلابك لتصحيح أداء مَنْ يحتاجون منهم إلى ذلك، ولتعزيز مَنْ تراه كذلك متميزا، وجميعهم يحتاجون إلى تعزيزك وتشجيعك.تسببت في تكوين شبح ثقيل على نفسية الطلبة والأسرة والمجتمعيمكن أن تكون مفيدة وإيجابية إذا توافرت فيها «شروط الجودة»مستوى الضرر يزيد لو تم تكليف الطلبة بها في العطل والإجازاتتقسيم وقت الحصة بشكل صحيح يضمن أداءها في الصف دون عناء

مشاركة :