تفاجأ عماد العطيات الذي يدير مصنعا لإنتاج صابون من حليب الحمير هو الأول من نوعه في الأردن، بمدى الإقبال المحلي والدولي الكبير على منتجات مشروعه. وبدأ المشروع خلال العام الماضي عندما راودت الفكرة والدة العطيات قبل أن تلقى قبولا في إطار العائلة. وقال العطيات الذي يحمل شهادة جامعية في إدارة النظم المعلوماتية في الأردن لوكالة أنباء ((شينخوا)) "عندما بدأنا بالتصنيع كنا نقدم المنتجات هدية للأصدقاء وأبناء الحي حتى لمسنا أن هناك اقبالا منقطع النظير على الصابون الذي نصنعه من حليب الأتان (أنثى الحمار)". وأضاف العطيات "بدأنا المشروع بثلاث أتن وكنا نصنع من حليبها مادة الصابون الذي هو منتج طبيعي 100 بالمائة حيث يدخل في مكوناته مواد طبيعية ليست لها أية أضرار جانبية على البشرة أو فروة الرأس". وأشار إلى أنه وجد في البداية صعوبة في ايجاد الحمير التي تتناقص أعدادها سنويا ولكنه استطاع زيادة العدد من 3 إلى 13. وتنتج هذه الأتن في العادة يوميا 13 لترا من الحليب. ويتم إحضار الحليب من المزرعة في منطقة مادبا التي تبعد (35 كم) غرب عمان الى حي الجندويل في منطقة عمان الغربية حيث يتواجد المصنع. وأوضح العطيات أن كمية الحليب في هذه الأيام قليلة لأن معظم الأتن حوامل وبانتظار وضع مواليدها. ويشرف طبيب بيطري على صحة الحيوانات حيث يقوم بفحص حليبها دوريا ثلاث مرات في الأسبوع لضمان منتج صحي وسليم، بحسب العطيات. ولفت إلى أنه "بعد النجاح في بيع الصابون بدأنا ننتج كريمات لبشرة الوجه واليدين والقدمين". ويأتي الطلب على منتجات المصنع عبر منصات التواصل الاجتماعي من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وعادة يتم شحن الطلبيات بالبريد السريع. وقال العطيات انه سيبدأ التعاون مع شركات تسويق الكترونيا كي يتم تقليص التكلفة على المستهلك خاصة أن الشحن بالبريد مرتفع السعر. وتحدث العطيات عن التحديات التي واجهت المشروع، وقال "حصلنا على شهادة فتوى من دائرة الافتاء العام الأردنية تفيد أن الصابون المنتج من حليب الأتان حلال ومع ذلك فقد تعرضنا لأعمال تخريب في المصنع من قبل بعض المتطرفين إضافة إلى بث دعاية مغرضة ضد المنتج أنه محرم استخدامه". وتعطي الأتان يوميا لتر حليب يصنع منه 27 قطعة صابون. ويبلغ معدل الإنتاج الشهري حوالي 4500 قطعة صابون يصل سعر الواحدة منها إلى 15 دولارا ما عدا مصاريف الشحن، بحسب العطيات. وعن فوائد صابون حليب الأتان، قال العطيات إنه يساهم في تحقيق توازن في درجة الرطوبة في الجلد وفي إزالة آثار البقع وحب الشباب والتجاعيد، بسبب احتوائه على البروتينات والعناصر المعدنية بما في ذلك المغنيسيوم والنحاس والصوديوم والمنغنيز والزنك والكالسيوم والحديد. وأضاف أن جميع هذه العناصر يتم الحصول عليها من المنتجات الطبيعية في حليب الأتان وزيت الزيتون وزيت اللوز وزيت جوز الهند وزبدة الشيا وهي تساعد في تجديد خلايا البشرة وتخفيف معالم الشيخوخة والمساعدة على الشفاء من بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما وتوحيد لون البشرة. من جانبه، قال الدكتور ماجد عودة اخصائي التجميل وترميم البشرة إن صابون الأتان مميز عن بقية أنواع الصابون خاصة انه يحتوي على حليب الأتان الغني جدا بالمعادن التي تحتاجها البشرة إضافة إلى أن مادة الحليب تعطي النعومة للبشرة. وأضاف عودة لـ ((شينخوا)) أن الصابون مكون من مواد معظمها طبيعي وصحي من زيت الزيتون وزيت جوز الهند وغيرها من العناصر التي تساعد البشرة على التعافي من الأمراض خاصة حب الشباب والنمش والتجاعيد وتعمل على شد الوجه وتعطيه نضارة وحيوية. بدورها قالت رائدة محمود (19 سنة) "كنت أعاني من الكلف والنمش وحب الشباب وقد استخدمت صابون الأتان لمدة شهر تقريبا وقد لاحظت الفرق في النتيجة حيث اختفى النمش والكلف وحب الشباب من وجهي وصار وجهي ناعم البشرة إضافة إلى أنني أحسست بالرطوبة والنعومة باستخدام الصابون". وأضافت أنها طلبت كمية من هذا الصابون لاستخدامها الشخصي. أما وفاء عباس (50 سنة) فقالت "كانت بشرتي متعبة والتجاعيد بدأت تغزو وجهي وقد استخدمت جميع الكريمات إلا أنني شعرت بالفرق عندما استخدمت صابون الأتان لمدة شهرين خاصة أن هذا الصابون يمنح البشرة النعومة والرطوبة وقد اختفت التجاعيد من وجهي". وأضافت أن هذا الصابون منتج صحي وقد طلبت كمية للاحتفاظ بها لأنني أسافر الى الولايات المتحدة الامريكية وبحاجة دائما ليكون ضمن علبة أدوات التجميل.
مشاركة :