بعد أشهر من التوتر المتزايد مع السلطات المحلية المنشقة المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، ارسل رئيس الوزراء أبيي أحمد الجيش الفدرالي الى تيغراي في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 لطرد سلطات جبهة تحرير شعب تيغراي كانت تتولى الحكم في البلاد حتى العام 2018. وسرعان ما سيطرت القوات الفدرالية على القسم الأكبر من المنطقة. لكن في نهاية حزيران/يونيو استعادت الجبهة القسم الأساسي منها ثم تابعت هجومها الى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين بهدف إنهاء ما وصفته بحصار انساني على تيغراي. وأكد متحدث باسم الحكومة المعلومات التي أعلنتها أولا مصادر إغاثية وأحد سكان ميكيلي. وقال رئيس مكتب الاتصال الحكومي ليغيسي تولو لوكالة فرانس برس في رسالة نصية قصيرة إن الغارة "استهدفت منشآت تم تحويلها (من قبل متمردي تيغراي) إلى مركز لتصنيع الأسلحة وإصلاح معداتهم العسكرية". ونجم عن الغارة ثمانية جرحى بينهم امرأة حامل بحسب الدكتور هايلوم كيبيد من مستشفى آيدر وهو أبرز مؤسسة صحية في ميكيلي. وأكد المتحدث باسم الحكومة ليغيسي تولو ليفيد في رسالة نصية قصيرة لوكالة فرانس برس وقوع غارة أخرى استهدفت منشآت لمتمرّدي منطقة تيغراي ولا سيما مركز تدريب قرب ميكيلي. ويعتقد الخبير في الشؤون الاثيوبية في مجموعة الأزمات الدولية وليام دافيسون أن الضربات يبدو أنها تُضع "في إطار الجهود المبذولة لإضعاف المقاومة المسلّحة في تيغراي" فيما جبهة تحرير شعب تيغراي توسع نفوذها في منطقة أمهرة في جنوب تيغراي. وتابع "إن السيطرة على الأجواء هي واحدة من آخر المجالات التي تحتفظ فيها الحكومة الفدرالية بتفوق عسكري". مليونا نازح شنّ الجيش الأثيوبي الإثنين ضربات جوية على مدينة ميكيلي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقلّ بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) في أول غارات جوية معلومة تستهدف عاصمة تيغراي منذ بدء النزاع في الإقليم قبل حوالى سنة. في بادئ الأمر، نفى مسؤول الاعلام في الحكومة الاثيوبية هذا الأمر في اتصال مع وكالة فرانس، واصفًا المعلومة بأنها "محض اكاذيب". لكن في وقت لاحق الاثنين، اكدت وسيلة إعلامية اثيوبية رسمية حصول الغارات. ومنذ حوالى أسبوعين تتحدث مصادر من المتمردين ومن وكالات انسانية عن مؤشرات الى هجوم جديد للجيش الفدرالي، ما يشكل مرحلة جديدة في هذا النزاع الذي أغرق مئات آلاف الأشخاص في المجاعة بحسب الأمم المتحدة. وندّد أحد المتحدثين باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشو رضا بالغارة الأربعاء موضحا أنها استهدفت منطقة سكنية في ميكيلي. وأضاف على تويتر "إنّ رد فعل الحكومة على خسائرها في الصراع الحالي هو استهداف المدنيين على بعد مئات الكيلومترات من ساحة المعركة". من جهتها اتهمت وزارة الخارجية الاثيوبية جبهة تحرير شعب تيغراي الاثنين بمحاولة إخفاء هجمات تقول إنها استهدفت مدنيين في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين. وصرح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان انطونيو غوتيريش "قلق للغاية من تصعيد النزاع في شمال اثيوبيا والذي ظهر من خلال ضربات جوية في ميكيلي اليوم"، داعيا جميع الاطراف الى تجنب استهداف المدنيين ومكررا الدعوة الى وقف العمليات القتالية. وأدت الحرب الى توتر العلاقات بين اثيوبيا وشركائها الغربيين لا سيما الولايات المتحدة، الحليف التاريخي. والأسبوع الماضي، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا الأطراف المتحاربين الى "الوقف الفوري للفظائع والبدء بمفاوضات لوقف إطلاق النار". رسب-تكس/كبج/دص
مشاركة :