موسكو - (أ ف ب): قالت روسيا أمس الأربعاء إن على حركة طالبان أن تفي بتعهّداتها على صعيد احترام حقوق الإنسان والتعددية السياسية لنيل اعتراف المجموعة الدولية بشرعيتها، مشيدة في الوقت نفسه بالجهود التي يبذلها قادتها لإرساء الاستقرار في أفغانستان. وجاءت تصريحات مبعوث الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف خلال محادثات دولية مع حركة طالبان في موسكو، تسعى من خلالها روسيا إلى ترسيخ نفوذها في آسيا الوسطى والدفع باتجاه التصدي لما يشكّله تنظيم الدولة الإسلامية من تهديد متنام. وكان ممثلون عن طالبان قد التقوا مؤخرا مسؤولين أوروبيين وأمريكيين، كما التقوا في أنقرة عددا من المسؤولين الأتراك بهدف نيل اعتراف بشرعية الحركة والحصول على مساعدات من المجتمع الدولي بعد سيطرة الحركة على أفغانستان في منتصف أغسطس. وأمس الأربعاء قال مبعوث الكرملين إن هذا الأمر طرح «بالطبع»، لكن الاعتراف الدولي بشرعية حكم طالبان لن يحصل إلا حين «تبدأ (الحركة) الوفاء بالقسم الأكبر من توقعات المجموعة الدولية بشأن حقوق الإنسان وإشراك كل الفرقاء» في الحكم. يترأس وفد طالبان نائب رئيس الوزراء عبدالسلام حنفي وهو شخصية بارزة في القيادة الأفغانية الجديدة سبق أن أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وقال حنفي في موسكو إن «عزل أفغانستان لا يصب في مصلحة أي طرف»، مضيفا: «هذا ما أثبتت تجارب الماضي صحّته». وتابع إن «حكومة أفغانستان مستعدة للرد على مخاوف المجتمع الدولي بكل وضوح وشفافية وانفتاح». وطالبان بحاجة ماسة إلى حلفاء بعدما انهار اقتصاد أفغانستان وحُجبت المساعدات الدولية عن البلاد وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعدّل البطالة. وتأتي المحادثات بعدما حذّر الرئيس الروسي الأسبوع الماضي من أن حوالي ألفي مقاتل موالين لتنظيم الدولة الإسلامية تدفقوا إلى شمال أفغانستان, مشيرا إلى أن قادتهم يخططون لإرسالهم إلى دول آسيا الوسطى المجاورة كلاجئين. وجدّد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ألقى كلمة خلال المحادثات التي غابت عنها الولايات المتحدة هذه التحذيرات قائلا: «هناك جماعات إرهابية عديدة» بما في ذلك تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة، تسعى لاستغلال الفراغ الأمني. وأقر لافروف بمساعي حركة طالبان قائلا: «نعترف بالجهود المبذولة لإرساء الاستقرار على الصعيدين العسكري والسياسي والتهيئة لقيام أجهزة الدولة». وجرت المحادثات وسط أزمة إنسانية تتهدد أفغانستان، وقد تعهّدت بروكسل بتقديم مساعدات بمليار يورو بعد استيلاء الحركة على السلطة. وفي موسكو حضّ كابولوف المجتمع الدولي على نبذ «التحيّز» وعلى توحيد الصفوف لمساعدة الشعب الأفغاني. وقال: «ليس الجميع معجبا بالحكومة في أفغانستان، لكن بمعاقبة الحكومة نحن نعاقب الشعب بأكمله». وقال إن البيان الختامي المشترك للدول العشر المشاركة في المحادثات سيدعو الأمم المتحدة إلى تنظيم مؤتمر للمانحين من أجل جمع المساعدات لأفغانستان.
مشاركة :