تحليل إخباري: القمة الثلاثية عززت الشراكة بين مصر واليونان وقبرص وفتحت الباب لتصدير الكهرباء المصرية لأوروبا

  • 10/20/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رأى محللون سياسيون اليوم (الأربعاء) أن القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر واليونان وقبرص عززت الشراكة بين الدول الثلاث، وفتحت الباب للقاهرة لتصدير الكهرباء إلى أوروبا. وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس اجتماع قمة أمس في أثينا، في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت في العام 2014. وشهدت القمة التشاور حول التطورات في منطقة شرق المتوسط لاسيما قضيتي فلسطين وقبرص وأزمتي ليبيا وسوريا فضلا عن قضية الإرهاب والفكر المتطرف. ووقعت مصر واليونان وقبرص على هامش القمة على "اتفاق ثلاثي مهم في مجال الربط الكهربائي". وبالتزامن مع القمة، أعلن الجيش المصري أن قواته البحرية نفذت تدريبا بحريا عابرا مع نظيرتها اليونانية باشتراك الفرقاطة المصرية "الأسكندرية" والفرقاطة اليونانية "اتش اس كاناريس" بنطاق الأسطول الشمالى بالبحر المتوسط. كما تسعى مصر لإنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي إلى محطتي الإسالة المصريتين في دمياط وأدكو، تمهيدا لتصدير الغاز المسال من مصر إلى أوروبا. وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن نتائج قمة أثينا مبشرة وإيجابية لأنها قامت بتعزيز الشراكة بين الدول الثلاث. وأضاف فهمي لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "قمة أمس هي اللقاء التاسع (بين قادة الدول الثلاث) وهذا يعني أن هناك دورية انعقاد تلقى قبولا من كل الأطراف وتأتى في ظل حالة التجاذب في المفاوضات المصرية التركية وحالة عدم الاستقرار في الإقليم بالكامل". وعقدت مصر وتركيا حتى الآن جولتين من المشاورات الاستكشافية كخطوة نحو تطبيع العلاقات الثنائية. وتابع فهمي أن مصر واليونان وقبرص وقعت على "اتفاق الربط الكهربائي لكن الدلالات السياسية في تقديري تستبق أية دلالات اقتصادية وجزء منها مرتبط بعمق العلاقات بين الأطراف الثلاثة". ورأى أن الدول الثلاث تتفق في مواقفها بشأن قضايا المنطقة مثل الملف السوري والليبي والفلسطيني والإرهاب. واستدرك "لكن أيضا المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة هي ما جمعت الدول الثلاث في هذا التوقيت خصوصا أن هذا التحالف (الثلاثي) بنيت عليه منظمة شرق المتوسط للغاز، وهذه الخطوة الأهم لكافة الأطراف". ودخل ميثاق منتدى "غاز شرق المتوسط" حيز التنفيذ في مارس الماضي، ليصبح منظمة حكومية دولية تعنى بشؤون الغاز الطبيعي، ومقرها القاهرة. وأشار فهمي، إلى أن ترسيم الحدود البحرية بين مصر وكل من اليونان وقبرص أدي إلى نتائج إيجابية، وأكد أن "التقارب (بين الدول الثلاث) هو سياسي واقتصادي قائم على المصالح المشتركة والربط الكهربائي هو البداية وسيكون هناك خطوات خاصة بالنقل اللوجيستي وغيره في مجالات مختلفة". وأوضح أن توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين الدول الثلاث يفتح الباب لمصر لتصدير الكهرباء إلى أوروبا و"هذا أمر جيد ويهم مصر التي تريد أن تكون مركزا إقليميا للطاقة". ولفت إلى تصريح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي قال إن مصر يمكنها أن تقوم بدور محوري في أمن الطاقة بأوروبا. وختم فهمي، أن "هذه مؤشرات إيجابية يمكن البناء عليها والتعاون بين الدول الثلاث سيشمل النقل اللوجيستي والغاز الطبيعي والكهرباء والنتائج ستكون مبشرة". من جهته، وصف الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، قمة أثينا بأنها "قمة تكاملية" بين الدول الثلاث. وأوضح غباشي لـ "شينخوا"، أن هذه القمة هي التاسعة من نوعها وتنعقد بشكل دوري منذ عام 2014، وأهم نتائجها أمس توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين الدول الثلاث، والتي تمهد لانضمام دول أوروبية أخرى إلى عملية الربط الكهربائي. وشدد على أن "هذه القمة تعزز الشراكة بين الدول الثلاث، ومصر على وجه الخصوص ناجحة في مثل هذه القمم، فهي عضو في تحالف آخر يضم الأردن والعراق، وضيف مهم جدا في منتديات وتجمعات دولية مثل تجمع فيشغراد". وشارك السيسي في 12 أكتوبر الماضي في قمة فيشغراد، التي تضم المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا. وعزا غباشي، التقارب بين مصر واليونان وقبرص إلى وجود "مصالح وملفات كثيرة تجمع بينها"، فضلا عن التوافق إزاء قضايا المنطقة مثل ليبيا وسوريا وفلسطين. ومن بين المصالح بين الدول الثلاث ملف الربط الكهربائي. وقال إن "الربط الكهربائي بين مصر واليونان وقبرص يفتح المجال لمصر لتصدير الكهرباء إلى أوروبا وهذا يخلق لمصر شكلا من أشكال التكامل". وشاطره الرأي الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة، بقوله إن مصر لديها فائض في إنتاج الكهرباء والغاز الطبيعي ويمكنها تصدير الكهرباء عن طريق كابل بحري إلى قبرص واليونان. وأوضح العمدة، وهو محاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لـ "شينخوا" أن مصر يمكنها بعد ذلك تصدير الكهرباء إلى الشبكة الأوروبية الموحدة، وهذا سيحقق مكاسب اقتصادية ووضع استراتيجي وسياسي مهم لمصر. وأشار إلى أن العلاقات السياسية الجيدة بين الدول الثلاث تنعكس على العلاقات الاقتصادية والتجارية ومن بينها توقيع اتفاقية الربط الكهربائي. ورأى أن هناك "مصالح مشتركة بين الدول الثلاث في مجال الطاقة والغاز وأيضا هناك تعاون أمني من أجل حماية الحقوق في البحر المتوسط، كما أن قبرص واليونان داعمتان قويتان لمصر في العلاقات المشتركة مع الاتحاد الأوروبي وأيضا داعمتان للقضايا العربية ولمواقف مصر السياسية في المحافل الدولية".

مشاركة :