أقيمت جلسة حوارية يوم أمس بعنوان «اقتناء الأعمال الفنية نحو تنظيم أفضل», وذلك ضمن الجلسات والمحاضرات التي تنظمها وزارة الثقافة بمعرض «شواهد على الفن» الذي يحتضنه هذه الأيام المتحف الوطني بمدينة الرياض. وتحدث خلال الجلسة الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان، والمهتم بالمعارض محمد السعوي، ونائب المدير التنفيذي لـ»فن جميل» سارة العمران، وأدارتها حفصة الخضيري التي بدأت الجلسة بنقاش عن دليل «اقتناء الأعمال الفنية» الذي أصدرته وزارة الثقافة للجهات الحكومية الراغبة في اقتناء الأعمال الفنية التي يبدعها الفنانات والفنانون السعوديون، ووصفه السعوي بأنه بادرة رائعة تضمن المعرفة الكاملة للأنظمة والقوانين التي تخص تداول الأعمال الفنية. وقدم السليمان لمحة تاريخية عن اقتناء الأعمال الفنية وبدايتها، وقال: «نقيس الاقتناء بعمر الساحة الفنية، وابتداءً بالمعارض المُبكرة التي شهدتها الستينيات من القرن الماضي، عندما أقام الفنانون الكبار آنذاك معارضهم الفردية، وكانت الإهداءات السمة الأكبر في ذلك الحين، ثم طلبت أرامكو السعودية من الفنان عبدالحليم رضوي أن يرسم بعض المواضيع المتعلقة بالبترول لاختيار لوحة توضع على غلاف التقرير السنوي للشركة، فكانت أولى مبادرات الاقتناء المحلية ذات القيمة». ووصف ظهور معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالبشارة المبكرة لدعم الفن والفنانين وتشجيعهم على الاستمرار عبر مسابقاتها ومعارضها الفنية. فيما أشادت العمران بدليل الاقتناء الذي أصدرته الوزارة كأحد أهم الوسائل التي تحفز تداول الأعمال الفنية المحلية، «لما تحكيه تلك الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية من قصص وطنية، وما تصنعه من إرث ثقافي لأجيال المستقبل». وأضافت: «الدول التي تقتني الأعمال الفنية تشجع وتدعم صناعة الثقافة وتطوير الفنون والحرف، وتوطد الشعور بالفخر الوطني بالتعدد الفكري والسرديات المتنوعة، وتسهم في بناء الهوية وتعززها، بالإضافة إلى تعزيز بيئة العمل بالتفكير الإبداعي، وتعميق الصلة بين المجتمع وفنانيه», مشددةً على الدور الهام للمجتمع في تشجيع الفنانين الناشئين ومتابعة رحلتهم الفنية. وأكد السعوي على أن سوق الأعمال الفنية ضخم ومربح جداً، وقال: «إن مفهوم تكوين الثروات من الفنون بدأ بعد الحرب العالمية الثانية وازدهر مستمراً بالتصاعد وبدأت المبيعات في مزادات سنوية، حتى عام 2008م وفي خضم الأزمة الاقتصادية العالمية والتي خسر فيها الجميع، ظل مالكو الأعمال الفنية يربحون بشكل كبير». يذكر أن وزارة الثقافة تنظم عدداً من الجلسات الحوارية لمجموعة من الأكاديميين والنقاد والفنانين حول الفنون البصرية السعودية ودور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في احتضان وتطور القطاع، وذلك تزامناً مع إقامة معرض «شواهد على الفن» في المتحف الوطني بالرياض خلال الفترة من 27 سبتمبر إلى 6 نوفمبر.
مشاركة :