ميلانو: كارلو لاوديزا الاتفاقيات الواضحة تقود إلى الصداقة الطويلة؛ فخلال عشاء أركوري، صادق سيلفيو برلسكوني على نادي ميلان ثنائي الوجه كي يترك لأدريانو غالياني الجانب الفني، ويولي ابنته باربارا باقي فروع إدارة الميلان. وقد يكون لهذا الحل الوسط قيمة تاريخية، لأنه، في نوايا مالك النادي الإيطالي، يجب أن يستمر هذا الحل لسنوات، ومن ثم وضع الأساس لمسار جديد يصبح فيه التعايش بين الصديق الأخ وابنته الصاعدة دافعا ووقودا من أجل مستقبل النادي. بعكس ما حدث في هذه الشهور الماضية، حيث الأزمة الشديدة التي نتج عنها شقاق خطير «أشعل جحيما في الميلان» في الأسابيع الأخيرة، مثلما اعترف مالك النادي. لكن تغيير الاتجاه الأخير يبدو أنه سيعيد تركيب الموقف، حتى إن أدريانو غالياني، بمجرد وصوله مساء أمس، قد أجرى «مكالمة كلها حب» مع غريمته السابقة تقريبا. وكانت محادثة مهمة توصل فيها الطرفان إلى الحاجة لوضع السلاح، واستقبلوا «كلمات سيلفيو برلسكوني كعقيدة راسخة». وبدأ اليوم في ميلانيللو بمفاجأة، حيث وعد برلسكوني، في ختام عشاء يوم الجمعة الماضي، بزيارة الفريق وبإعلان مهم حول مستقبل النادي. لكن الزيارة السريعة للفريق جرى إرجاؤها بسبب الأحوال الجوية السيئة. وأخيرا، جاءت تصريحات مالك الميلان في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وقال فيها: «لقد عاد الاستقرار والهدوء إلى الميلان. أدريانو غالياني باق في منصبه». وليس صدفة أن يحيي المدير التنفيذي للنادي لدى وصوله إلى مطار مالبينسا هكذا «كلمات الرئيس مقدسة منذ 34 عاما ولا يمكن التعليق عليها». ومن أجل معرفة الأفكار الأوضح من الجيد العودة إلى اجتماع مساء الجمعة، وكانت الساعة التاسعة مساء حينما عاد غالياني إلى أركوري بعد 20 يوما بالضبط من آخر اجتماع مباشر مع سيلفيو برلسكوني. وهذه المرة لم يكن يوجد فيديلي كونفالونييري. فيما دعا صاحب البيت مساعده الكبير برونو إرمولي (وسط نهاية الخدمة لغالياني) والمدير العام لمجموعة فينينفست دانيلو بلليغرينو. إن تغيير المدعوين له مغزى، نظرا لأنه في هذه المناسبة كان ضروريا القيام ببعض الحسابات بعد التهديد بالاستقالة الفورية. ورغم عصبية الدكتور الواضحة في الساعات السابقة، جاء العشاء بنفس النبرات الدائمة، حيث تكون السياسة هي الموضوع الرئيسي، بينما لا يبدو ضروريا التعرض لمسألة الميلان، نظرا لأن برلسكوني يقدم حله الخاص فورا، ويقبله أدريانو غالياني عن رضا. وفي لحظة واحدة شعر بأنه جرت طمأنته. إن المهمة الجديدة لصديق العمر ووعده بمتابعة النادي عن قرب تمنحه القوة لإعادة فتح الحوار مع باربارا من أجل أسمى الأهداف. وإن كان من الضروري في بداية الأسبوع الإعلان الرسمي عن الاتفاقات التي تضمن الجميع من أجل العهد الجديد. الإعلان. ولتوضيح فلسفة انطلاقة الميلان الجديدة هذه بشكل نهائي، أعلن رئيس النادي الشرفي في الساعة السادسة مساء قراراته بالتفصيل، وقال: «لقد عاد موقف الميلان مستقرا، وجرى التوصل لاتفاق كامل حول الهيكل الإداري الذي يتضمن عضوين منتدبين، هما أدريانو غالياني المختص بالقطاع الرياضي، وباربارا برلسكوني لتختص بالقطاعات الأخرى لنشاط النادي». في كلمات مقتضبة، توجد ثورة غير مسبوقة في المجال الرياضي، وإن كانت صيغة جرى استخدامها من قبل في عالم الاستثمار، وخاصة خارج إيطاليا. بالطبع هذا التقسيم في السلطات يحرم غالياني من مجال حرص عليه دائما، وهو التجاري، غير أنه يسمح له بمواصلة إدارة القطاع الكروي، الذي هو روح عشقه للميلان. من جانبها، بإمكان باربارا التخطيط عبر أفكارها التجديدية من أجل النادي مع مسؤوليات أكبر. وأمل الأب، بعد عودة الاستقرار، هو أن تحمل خبرة غالياني وحماس ابنته التحول المنتظر. في هذه الساعات المضطربة، تلقى غالياني شهادات عامة لا تحصى تقديرا له، بينما لم تكن أقل منها تلك الخاصة. وقد ملأته بالفخر والكبرياء تحديدا شهادات أكبر مسؤولي الأندية الأوروبية. وقد تحدث هاتفيا أمس مع فلورنتينو بيريس، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، كما لم تغب في الأيام الأخيرة الاتصالات مع ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة. بالطبع هذا الإعلان الأخير من جانب الرئيس برلسكوني سيسمح له بالحفاظ على العلاقات الدولية رفيعة المستوى. ليس هذا فحسب، فأمور كثيرة لا تزال مجهولة، حيث يحتاج الميلان للنتائج لتقوية الاستقرار الذي جرى تحقيقه للتو.
مشاركة :