وصل تأثير إعصار تشابالا إلى الأجزاء الشرقية من الأراضي اليمنية، وتحديداً جزيرة سقطرى التي شهدت رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة وارتفاعا في منسوب مياه البحر، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 10 على الأقل ،وأضرار كلية وجزئية لأكثر من 20 منزلاً، ونزوح مئات السكان من منازلهم إلى بعض المواقع الآمنة، في إحصائيات أولية. وفي سلطنة عمان أعلنت السلطات حالة التأهب لمواجهة مخاطر محتملة مع اقتراب الإعصار من سواحل السلطنة. وأكد مصدر محلي في حديبو عاصمة جزيرة سقطرى وقوع أضرار مادية، ولم يشر إلى وقوع ضحايا جراء إعصار تشابالا الذي ضرب الجزيرة. وقال نور الدين السقطري، الذي تحدثت إليه الخليج، في غرفة عمليات الجزيرة، أن عملية إجلاء المواطنين مستمرة ،وقد تم إجلاء أسر عديدة إلى مدارس حديبو، فيما تتجه السلطات المحلية لمتابعة أوضاع القرى المترامية على سواحل الجزيرة، وخاصة في جنوب الجزيرة. وأشار إلى أنه لا ضحايا وسط المواطنين، مشيراً إلى أن الإعصار بدا يضرب سواحل المنطقة الساعة التاسعة من صباح أمس الأحد. وبلغ ارتفاع أمواج البحر سبعة أمتار، لتشتد الرياح تدريجياً وتصل إلى أقصاها عند الساعة الرابعة عصرا مع اشتداد هطول الأمطار، موضحاً أن الأمطار غمرت منازل كثيرة، واصفا ً الوضع بالكارثي. وشهدت جزيرة سقطرى هطول أمطار غزيرة ،ورياحا شديدة بفعل ضرب إعصار تشابالا للساحل الشمالي للجزيرة ،ما أدى إلى نزوح السكان للمرتفعات والمدارس. وقدرت مصادر محلية إجلاء 2000 أسرة من حديبو عاصمة، محافظة سقطرى، فيما نزح سكان قلنسية المديرية الثانية في سقطرى إلى المجمع الحكومي والمدارس بسبب العاصفة وارتفاع منسوب المياه. وفي محافظات شرق اليمن حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، تُبذل جهود رسمية ومجتمعية، تضمنت تشكيل غرف عمليات وفرق طوارئ وإنقاذ لإغاثة ومساعدة السكان في مواجهة المخاطر المحتملة للإعصار. وكانت رئاسة جامعة حضرموت، قررت تأجيل الامتحانات النهائية للفصل الثاني من العام الدراسي الحالي في مختلف كلياتها بساحل حضرموت والمهرة وسقطرى، لمدة أسبوع وتحديداً إلى يوم الاثنين الموافق 9 نوفمبر 2015م، وذلك تحسباً لأي كوارث محتملة نتيجة الإعصار. كما قررت غرفة العمليات المركزية الخاصة بمواجهة مخاطر إعصار تشابالا، تعطيل الدراسة في عدد من المحافظات الجنوبية، تخوفاً من الإعصار الذي يتوجه بمسار ثابت لضرب السواحل اليمنية، حيث سيتم تعطيل الدراسة في محافظات حضرموت وجزيرة سقطرى والمهرة وشبوة. وذكرت مصادر متعددة، أن غرفة العمليات المركزية بدأت بالتواصل مع الجهات المانحة والداعمة أبرزها مركز الملك سلمان واللجنة الخيرية العمانية للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية لتأمين الاحتياجات اللازمة من إجلاء وإيواء وتأمين غذاء ودواء، للمتضررين من الإعصار. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد وجه بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة مخاطر الإعصار الذي من المرجح أن يضرب سواحل جزيرة سقطرى ،مثلما تم تشكيل غرف عمليات فرعية في تلك المحافظات. وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، في وقت سابق من إعصار نادر أطلق عليه اسم شابالا، وهو ذو تأثير استوائي قوي مصدره بحر العرب، يتجه منتصف ليل الاثنين نحو سلطنة عمان واليمن، حيث يمكن أن يضرب البلدين بقوة مصحوباً بأمطار غزيرة جداً تعادل خلال أيام مستويات الأمطار المتساقطة في عام كامل، وقد تؤدي إلى انزلاقات في التربة وأضرار في البنية التحتية. وفي سلطنة عمان توجه عدد من سفن البحرية السلطانية العمانية إلى محافظتي ظفار والوسطى للقيام بعمليات الدعم والإسناد في التعامل مع ما تشهده عمان حاليا من أجواء مناخية استثنائية متمثلة في الإعصار المداري (شابالا). فيما أشارت آخر صور الأقمار الصناعية إلى تمركز الإعصار المداري شابالا غرب بحر العرب على خط عرض 27.13 شمالا وخط طول 43.54 شرقاً كما تبين آخر الرصدات انخفاض سرعة الرياح السطحية حول المركز لتتراوح ما بين 85 إلى 95 عقدة ( 153 إلى 171 كم/ ساعة) وقالت إن مركز الإعصار المداري حاليا 400 كم عن سواحل محافظة ظفار مع احتمال أن يضعف تدريجياً إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى خلال الساعات المقبلة. كما قامت مجموعة من الآليات التابعة لنقليات قوات السلطان المسلحة بنقل كميات من المؤن والمواد الغذائية في إطار خطة إسناد للهيئة العامة للاحتياطي الغذائي لمحافظتي ظفار والوسطى لتأمين الغذاء والاحتياجات الأساسية في المناطق التي من المتوقع أن تتأثر جراء الأنواء المناخية. وكان سلاح الجو العماني قد بدأ السبت، عملية إجلاء للمواطنين والمقيمين في جزر الحلانيات إلى مناطق آمنة بولاية شليم، وذلك تفادياً للتأثيرات المحتملة من جراء الإعصار المداري. من جانبه، أكد مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار جاهزية المؤسسات الصحية الخمس في ولاية صلالة وتوجيهها للعمل على مدى 24 ساعة طوال أيام الحالة الجوية. وأضاف أن المديرية قامت بتشكيل فرق عمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الحالة المدارية التي تمر بالقرب من سواحل محافظة ظفار. وقررت إدارة ميناء صلالة منح العاملين في الميناء عطلة في الفترة الصباحية على أن تقيم إدارة الميناء الوضع بالنسبة للعمل في الفترة المسائية مع تواجد فرق للطوارئ على مدار الساعة. وقال محمد بن عوفيت المعشني مدير عام شؤون الشركة: إن فرق الطوارئ في الميناء ستتواجد على مدار الساعة في الميناء لإبلاغ جميع الخطوط الملاحية بآخر المستجدات للحالة المدارية. كما تتضمن خطة الطوارئ تغطية الأماكن الحساسة بأكياس رملية تحسباً لأي فيضانات.
مشاركة :