اتفاق في قطاع النقل الجوي بين قطر والاتحاد الأوروبي يثير قلقا في فرنسا

  • 10/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وقال زاينيل نزارالي، سكرتير اتحاد النقل في النقابة الفرنسية "القوة العاملة" (Force Ouvrière) إن الاتفاقية "تضر بمجمل قطاع النقل الجوي في أوروبا". وأضاف "لدينا قطر التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة من جهة ولدينا السوق الأوروبية الهائلة من جهة أخرى"، معبرا عن استغرابه لغياب التوازن في الاتفاق. وصرّح رئيس الاتحاد الوطني للطيران ومهنه آلان باتيستي لوكالة فرانس برس الخميس أن الاتفاقية "سيئة" و"غير متوازنة إطلاقا". وطلب هذا الاتحاد الفرنسي الرئيسي للنقل الجوي "من الحكومة الفرنسية عدم المصادقة عليه وعدم تطبيقه". وتجمّع أيضًا مئات الموظفين في شركة الطيران الفرنسية إير فرانس تلبية لدعوة نقابات أمام وزارة النقل احتجاجا. وقال الأمين العام للطيران في شركة إير فرانس إيف جولان "سنطلب سحب توقيع فرنسا". وينص الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ من دون انتظار المصادقة عليه في كل من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، على فتح السماء الأوروبية بلا حدود تقريبا أمام الخطوط الجوية القطرية التي ستكون قادرة على خدمة أي مدينة من دون أي قيود على السعة أو وتيرة الرحلات الجوية. وحذر مندوب النقابة في شركة إير فرانس كريستوف مالوغي من أنه من الآن فصاعدا "ستتمكن الخطوط الجوية القطرية من استقطاب جميع الركاب الأوروبيين إلى مركزها في الدوحة". أما ممثل نقابة الطيارين "اس ان بي ال" في شركة إير فرانس غيوم شميد، فأشار إلى أن "ليست هناك أي شركة أوروبية مهتمة بزيادة قدراتها في قطر ولا علاقة لنا بهناك". قلق على الشحن ويمنح الاتفاق الخطوط الجوية القطرية إمكانية الوصول إلى سوق الشحن، إذ إن الشركة ستتمكن الآن من "القيام برحلات شحن مباشرة بين الاتحاد الأوروبي ودول أخرى"، وفق ما ذكرت نقابة الطيارين نفسها في بيان. ومنذ بداية وباء كوفيد-19، اكتسب قطاع الشحن الجوي أهمية كبرى بالنسبة للشركات. وكان يمثل 15 بالمئة من عائداتها قبل الوباء، لكن هذه النسبة تبلغ حاليا حوالى ثلاثين بالمئة و"الآفاق متينة"، حسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا). وعبّرت إدارة شركة الطيران إير فرانس-كي أل ام أيضا عن "أسفها لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه أن يعزز بشكل كبير الوضع التنافسي بالأساس لفرنسا وهولندا، بينما ما زالت أزمة كوفيد تؤثر بشدة على نشاط" الشركة. وقطر دولة ثرية باحتياطياتها من الغاز ولها طموحات كبيرة في عالم الأعمال الرياضية. وتعرضت لاتهامات من منظمات حقوق الإنسان بسبب انتهاكات. دبلوماسيا، أصبحت اليوم وسيطًا رئيسيًا بين حركة طالبان في أفغانستان والغرب. ورفض الاتحاد الأوروبي المخاوف، مؤكدا أن هذا الاتفاق الأول من نوعه مع دولة خليجية سيتيح على العكس من ذلك تشجيع "منافسة حرة وخالية من الاختلال" وسيؤمن مزيدا من "الحماية الاجتماعية والبيئية". "مجازفة" على سبيل المثال، سيكون على الخطوط الجوية القطرية نشر حساباتها بشكل منتظم حسب المعايير الدولية، ما سيمنع الإمارة من تقديم مساعدات غير محدودة تثير خللا في المنافسة. وقال غيوم شميد إن الاتفاق يتضمن شقا اجتماعيا لتشجيع الخطوط الجوية القطرية على تحسين نموذجها "البعيد جدا عن المعايير الأوروبية". لكنه اضاف أن "البنود في حال تخلفت عن ذلك ليست واضحة والأهداف غامضة ووسائل الاعتراض أيضا". وعلّق المتحدث باسم الشركة الألمانية لوفتهانزا على الموضوع بالقول "من المهمّ الآن أن يتمّ تطبيق اتفاقات المنافسة العادلة التي ينص عليها الاتفاق. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يستخدم اتفاقيات الطيران المقبلة لإرساء المعاملة بالمثل خصوصًا في ما يتعلق بقضايا المنافسة ولكن أيضًا بشأن المعايير البيئية والاجتماعية". وترى نقابة الطيارين أن الاتفاق ينطوي على "مجازفة" مع شركة "برهنت دائما على قدر كبير من عدم الشفافية". وأسف الاتحاد الأوروبي للعاملين في قطاع النقل لأنه "تم التفاوض على الاتفاقية في 2019 في فترة مختلفة تماما بالنسبة للطيران الأوروبي". وقال أنه منذ تفشي الوباء "شهدت السوق تغيرات هائلة" و"هذا ليس الوقت المناسب لتحريرها بشكل أكبر". وكان وزير النقل الفرنسي جان باتيست جباري ألمح في 22 أيلول/سبتمبر إلى أن فرنسا قد لا تصادق على النص إذا رأت أنه غير متوازن. لكن مصادر قريبة منه اكتفت الأربعاء بالإشارة إلى أنه سيضمن أن "يتم تنفيذها بطريقة متوازنة وبما يتفق مع البنود الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المدرجة فيه".

مشاركة :