جواهر عايض المطيري يعد الإرهاب الإلكتروني من أخطر أشكال الإرهاب لاستخدامه الموارد المعلوماتية والوسائل الإلكترونية، ويمكننا تعريف هذا الشكل من الإرهاب بالتعريف الذي توصل إليه مجمع الفقه الإسلامي الدولي: هو العدوان أو التخويف أو التهديد مادياً أو معنوياً باستخدام الوسائل الإلكترونية الصادر من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان أو دينه، أو نفسه، أو عرضه، أو عقله، أو ماله، بغير حق بشتى صنوفه وصور الإفساد في الأرض. إن أسباب ودوافع الإرهاب الإلكتروني هي عينها الأسباب العامة للإرهاب من دوافع شخصية، سياسية، فكرية إلخ. ولكن تجدر الإشارة إلى أن هناك أسباباً وبواعث ساهمت في انتشار الإرهاب الإلكتروني، منها ضعف بنية الشبكات المعلوماتية وقابليتها للاختراق، انعدام الحدود الجغرافية وقلة نسبة المخاطر، صعوبة إثبات الجريمة الإرهابية، وسهولة الاستخدام وقلة التكلفة. وبفضل هذه الأسباب أصبح الإرهاب الإلكتروني الحضن الدافئ للمنظمات والجماعات الإرهابية. وللإرهاب الإلكتروني مظاهر عديدة مثل تبادل المعلومات الإرهابية، نشرها من خلال الشبكة المعلوماتية، إنشاء المواقع الإرهابية الإلكترونية، تدمير المواقع، التهديد والترويع، والتجسس الإلكتروني. من يدعون للإرهاب الإلكتروني يزعمون أنهم يرتدون حلة الإسلام، إلا أن الشريعة الإسلامية تبرأ منهم، فهي شريعة كفلت حفظ الحقوق الشخصية وحرّمت الاعتداء، إن كان على فرد مسلم أو غير مسلم، ومن يعتدي بغير حق فهو آثم مخالف لأمر الشارع ومستحق للعقاب. وتجتهد المملكة في مكافحة الإرهاب الإلكتروني، فقد أصدرت مجموعة أنظمة وقرارات لمواجهة الاعتداءات الإلكترونية، ومنها قرار مجلس الوزراء رقم (163) في (24/10/1417)، الذي ينص على إصدار الضوابط المنظمة لاستخدام شبكة الإنترنت والاشتراك فيها. تأسيسا على ما سبق، يمكن القول إن الإرهاب الإلكتروني هو الخطر القادم، والهاجس الذي يخيف العالم، لعدة أسباب من أهمها تعدد أشكاله وتنوع أساليبه واتساع مجال أهدافه، مما يفاقم من مخاطره مع مرور الأيام، فالتكنولوجيا الحديثة غير قادرة على حماية الأفراد من هذا الإرهاب وما ينجم عنه من أضرار جسيمة. وهناك مساع عديدة من الدول لمواجهة هذا النوع من الإرهاب، غير أن هذه الجهود لا تزال في المهد، وبحاجة لمزيد من النضج لمواجهة هذا السلاح الفتاك.
مشاركة :