منهج التلقي والنص الأدبي

  • 10/22/2021
  • 00:07
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد منهج التلقي إنجازًا نقديًا مهمًا ساعد النقّاد على سَبر النصوص الأدبية، ومنح العملية النقدية قيمة نوعية في تبادر الأدوار من خلال انتقال السلطة النقدية من المبدع والنص إلى القارئ الذي اعتمد عليه بوصفه منتجًا جيدًا وناقدًا جادًا قادرًا على سبر مكنونات النصوص الداخلية، وبوصفه قارئًا مبدعًا لا يقل جودة وعناية عن منشئ النص الأول بل ربما يتجاوزه في الخلق والتفسير والتأويل.وفلسفة التلقي تعتمد على مرتكزين كما يؤكد ذلك ياوس في الرؤية الماركسية التاريخية والشكلانية الجمالية، وذلك من خلال انعقاد الصلة بين البنية النصية والسياق التاريخي والاجتماعي، والربط بين المناهج البنيوية والسياقية التي تعتمد على مدلولات النصوص الداخلية والخارجية ومدى العناية بجماليات التأثير والتأثّر.وآليات التحليل المنهجي في منهج التلقي، التي على القارئ الاستعانة بها كيْ تساعده في مقاربة النصوص الأدبية ويصبح مشاركًا واعيًا بمكونات العملية النقدية – تتضح بدايةً في أفق التوقع أو أفق الانتظار، وتقتضي هذه الآلية أنْ يتطلب منّا أن نفهم فلسفيًا الوقائع التي يمكن حدوثها والحقائق التي تمر بنا، ومدى استجابتنا وتلقينا لها، وأن يكون لدى المتلقي عادةً أفقًا متوقعًا من خلال قراءة النص فتكون الاستجابة حينها إما استجابة متوافقة أو استجابة غير متوافقة.وهو أمر يقود إلى الآلية الثانية وهي المسافة الجمالية، المساحة المعتبرة بين النص وبين القارئ، بين ما يحمله النص وما يستخرجه القارئ، فإذا كان النص مطابقًا كانت هناك علاقة اتصال وتطابق وإذا كان النص مخاتلًا كانت هناك خيبة انتظار وتوقع.ويعتمد ذلك على التأسيس المعرفي الناشئ من سلسلة الأعمال المعرفية التي يكتسبها ويتعلمها القارئ من خبرات ودربة ومهارة في الممارسة النقدية لتتكون لدية الأداة النقدية القادرة على تكوين الذهنية الناضجة والعقل الواعي والقلم الحصيف.والآلية الثالثة المستويات القرائية للمتلقي بناءً على ما يحمله من ذاكرة معرفية وأدبية تحدد معيار العلاقة والمستوى النقدي الملائم حول قراءة الإبداع الأدبي، فهناك متلقٍ نموذجي ومتخصص وعادي وضمني ونحو ذلك. وخلاصة الأمر يعد منهج التلقي من المناهج العلمية التي أفاد منها النقاد وكان لها قدرة عميقة في استنطاق الدلائل المخبوءة والتقارب مع النصوص الأدبية على أسس منهجية منظمة.< Previous PageNext Page >

مشاركة :